أحزاب المشترك شركاء بتدمير الوطن :

2017-02-19 14:28

 

بلادنا تعيش اليوم  في عهد الأزمات و الاحداث المتلاحقة و المتسارعة ، من أزمة فقدان الثقة بين الرئيس و المرؤوس إلى  أزمة موت الضمير لدى كثير من التجار و المسئولين وغيرهم إلى  أزمة غياب المصداقية و الصدق  إلى أزمة التخلي عن القيّم و المبادئ من أجل الحصول على  المال و الوصول للسلطة ، كل تلك الأزمات المواطن وحده فقط من يتحملها و يدفع ثمنها الباهظ جداً ، من منا كان يتوقع هذا السيناريو الكارثي وإنغماس أحزاب المعارضة الكبرى أو كما تسمي نفسها بأحزاب اللقاء المشترك في الفساد الاداري و المالي وبهذه الصورة الفاضحة  في السلطة الشرعية اليمنية في ظل هكذا أوضاع مزرية تمر بها البلاد ،  ولقد أصبحت تلك الأحزاب وكثير من قادتها جزء أصيل من سلطة فاشلة فاسدة لم تشهد مثلها البلاد على مر التأريخ .

 

أن تصبح أحزاب المعارضة الكبرى أداة وسوط بيد جلادين يسومون الشعب سوء العذاب المعيشي و الاداري و الأمني لأمر محزن و مؤسف للغاية ، و أن تشارك تلك الأحزاب مشاركة فاعلة بتعذيب و إذلال شعبها ليل نهار من خلال المشاركة أو السكوت عن تلك المظالم التي تقع على رأس شعبها دون رحمة أو شفقة بسبب إشباع رغابتهم و نزواتهم للوصول للسلطة  و التشبث بها بتلك الطريقة المخجلة  وفي ظل أوضاع معيشية و أمنية و إجتماعية متردية أمر يحتاج لاعادة النظر و التفكير ملياً حول غايات و نوايا و أهداف أحزاب اللقاء المشترك .

 

الغاية تبرر الوسيلة هكذا يقول و يبرر المشترك دائماً مشاركاته المشينة في السلطة ، كانت غايتهم الحقيقية هي السلطة و الوصول إليها و الحفاظ عليها وكنا نحن و أوضاعنا و حروبنا و أزماتنا و دمائنا مجرد وسيلة نقل رخيصة للوصول و الحصول على مكاسب سياسية و مناصب إدارية عليا ، من هذه الزاوية فقط  ينظرون إلينا أحزاب الخراب المشترك  ، إنهم يبتزون الرئيس و الرئيس يضحي بالوطن و الشعب من أجل إشباع رغباته و رغباتهم السلطوية الشيطانية التي لا تنتهي ولن تنتهي رغم وصول الوطن و المواطن إلى حافة الهاوية السحيقة و السقوط فيها أكثر من مرة  .

 

اليوم ظهر جلياً ذلك الوجه القبيح لإحزاب وقيادات اللقاء المشترك من خلال مشاركتهم في السلطة الفاسدة  ولم يكن ذلك الوجه القبيح جميلا أصلاً في يوم من الأيام رغم المحاولات المستميته لإخفائه خلف أقنعة الدين و القيم و المبادئ السامية كما كانو يدّعون دائماً ، حيث أنهم كانوا ينحازون دائماً ضد مصالح وطنهم و شعبهم عملياً و يهتفون بإسم الوطن و المواطن نظرياً   ، وما كانت تلك المعارضة العلنية الإعلامية و مشاركتهم في  تلك المظاهرات و المسيرات و الاعتصامات سوى وسيلة لخداع الشعب و للابتزاز السياسي فقط و الدليل هو تنصلهم  اليوم عن مبادئهم وقيمهم التي كانوا يوهمونا بها ليلا و نهارا ، وعندما تصل تلك المعارضة لغايتها و تحقق أهدافها و تصبح جزء من السلطة التنفيذية العليا أو الدنيا ترمي بتلك المبادئ و القيم في مكب نفايات القصر الجمهوري بكل سهولة .

 

اليوم نرى كثير من قيادات المشترك من الصف الاول و الثاني تتبوء أعلى المناصب في سلطة الرئيس هادي ومع ذلك لم تحدث تلك القيادات أي تغيير إيجابي ملموس في أسلوب إدارة الدولة ليخدم الوطن و المواطن ، بل العكس أصبحت تلك القيادات أداة بيد السلطة الفاشلة الفاسدة ومتنكرة لبرامجها و أطروحاتها و مشاريعها الانتخابية السابقة  ومع ذلك مازالت تصر على أنها أحزاب معارضة ذو توجهات إسلامية و ناصرية و إشتراكية وغيرها ، ورغم ذلك التناقض بالأفكار و المبادئ و البرامج بين أحزاب اللقاء المشترك  إلا أنها تتفق جميعها اليوم و تنصهر و تلتحم في شيء واحد فقط وهو حُب السلطة الذي يجمعهم   و التشبث بها و مداهنة ذلك الحاكم الظالم الفاسد الفاشل على حساب حقوق وكرامة المحكوم المعدوم المهزوم دائماً و أبداً ألا وهو ذلك المواطن اليمني  التعيس  ، رغم إستحواذ الاصلاح على نصيب الأسد في سلطة الرئيس هادي من منصب نائب الرئيس علي محسن الاحمر و كثير من الوزارات السيادية و بعض المحافظين إلا أنهم لا يقفون موقف المتفرج فقط من الازمات و التجاوزات التي تعصف بالبلاد و العباد بل أصبحوا شركاء مع الجلاد ضد المجلود وهو شعبهم الفقير ، أحزاب معارضة كان الشعب يعوّل عليها كثيراً في رفع المظالم و نصرة المظلوم و الوقوف بحزم ضد الفساد و المفسدين ،  ونراهم اليوم يقفون مع الطرف الاخر من المعادلة الظالمة مع الظالم ضد المظلوم من أجل الحفاظ على كرسي السلطة فقط ، نصيحة من مواطن مستقل من قلب موقع الحدث يجب أن تغيروا  أسماء أحزابكم  و برامجكم و أهدافكم السابقة لتتواكب اليوم مع واقعكم المخجل و ممارساتكم الغير وطنية وتكونوا أكثر شجاعة ووضوح و شفافية وتسمون أنفسكم  تحالف أحزاب الرئيس هادي للفساد الاداري و المالي و الخراب ، هذه هي حقيقتكم التي أنكشفت اليوم و هكذا ينظر الشعب إليكم  ولم يعُد المواطن  ذلك الساذج الأحمق الذي تنطلي عليه تلك التفاهات و الحماقات بإسم الدين أو غيره .