أسرار الاستهداف الاعلامي للقيادات الأمنية في عدن ..(تقرير خاص)

2017-03-20 08:28
أسرار الاستهداف الاعلامي للقيادات الأمنية في عدن ..(تقرير خاص)
شبوه برس - خاص - عدن

 

تقرير / عبدالرحمن أنيس :

بعد فشل عدة محاولات لاغتياله عبر الهجمات الانتحارية ، دابت عدد من المطابخ الاعلامية المتخصصة في صنع الشائعات الى مهاجمة عدد من ابرز معاوني اللواء شلال علي شايع مدير امن عدن ، عبر ضخ كمية من القصص المفبركة التي تزعم وقوع انتهاكات وصلت حد القتل والاغتصاب وتوزيعها باسماء مستعارة في مواقع الفيسبوك مراهنين على ان هناك من سيقوم بنسخها ولصقها بدافع الفضول والتاثر والتعاطف .

لم تتجه الحملات الاعلامية تجاه اللواء شلال علي شايع شخصيا ، لان مهمة كهذه تعلم مطابخ الاشاعات انها صعبة للغاية ، فالرجل الذي يحظى بشعبية واسعة في مدينة عدن ليس من السهل الاساءة اليه وتشويه سمعته عبر حملات اعلامية وأكاذيب وهمية ، لذا توجهت سهام الكيد تجاه عدد من ابرز المعاونين للواء شلال ، وكان للعقيد عبدالدايم احمد علي نصيب الاسد من حملات الاساءة .

 

حملات استهداف قيادة امن عدن تاتي بعد وقت اصبح فيه بامكان المواطن البسيط ان يدرك مدى الفارق في المستوى الامني قبل عام ونصف من الان وتحديدا بعد تحرير المدينة مباشرة ، وكيف اصبح الوضع الامني اليوم .

جاء اللواء شلال الى قيادة امن المحافظة في وقت كانت فيه الجامعات تتلقى تهديدات يومية بالاغلاق ، وكانت الدراجات النارية تحصد ضحاياها بكل اريحية ، وكانت كل الجرائم تسجل ضد مجهول ، بل قد لا تجد تحقيقا يفتح في جريمة نتيجة الوضع الامني المتردي حينها ، وكانت مناطق في المحافظة تخضع لجماعات مسلحة خارج سيطرة الدولة ، وآل الوضع اليوم الى حال آخر كان يعد من الاحلام بالامس القريب .

مطابخ الاشاعات

قبل اشهر من اليوم وتحديدا في الاشهر الاخيرة من العام الماضي 2016 بثت مطابخ الاشاعات خبرا كيديا مفبركا مستغلة وسائل التواصل الاجتماعي التي تسهل عليها نشر بعض الاكاذيب باسماء مستعارة وحسابات مجهولة ، زعم الخبر يومها ان والد احدى الفتيات احرق نفسه احتجاجا على سجنها من قبل العقيد عبدالدايم مدير مكتب اللواء شلال علي شايع وطلبه منها مبلغا ماليا ، كانت القصة واضحة الفبركة ولكن رغم ذلك وجدت طريقها للانتشار بشكل مريب ، نفاها العقيد عبدالدايم يومها في تصريح رسمي اعلن فيه تحديه لمن يثبت اسم هذه الفتاة المزعومة او عنوانها او اسم والدها او صورة للاب او أي شيء يثبت صحة الواقعة .

منذ تلك الواقعة وحتى اليوم كان المتابع لوسائل التواصل الاجتماعي يلحظ اخبارا يجري دسها دس السم في العسل تتعلق بمزاعم عن وجود معتقلات مزعومة تابعة لعبدالدايم يتم فيها تعذيب الشباب حسب مزاعم المطابخ ، وكانت تلك الاخبار يجري حبكها باسلوب يجعل القارئ البسيط يتعاطف معها ظنا بانها الحقيقة .

 

الفرية الكبرى

مؤخرا وقبل يومين ضخت مطابخ الاشاعات منشورا مجهول المصدر تحت عنوان ( وا معتصماه ) .. الا ان المطابخ هذه المرة قررت ان تستفيد مما نسف كذبتها الاولى في قصة الفتاة التي حاول والدها احراق نفسه ، فاضافت في الخبر اسما وعنوانا شاملا رقم البلوك ورقم المنزل ظنا منها ان هذا سيضفي مصداقية حقيقية على القصة ، ولكن المطابخ وقعت في تناقضات اخرى وهي تحبك القصة ادت الى نسف الكذبة بشكل تام .

تتعلق القصة الاخيرة التي تم ترويجها مؤخرا بنفس الطريقة التي روجت بها الاشاعات السابقة بامراة وهمية وحكاية مزعومة عن اعتقال عبدالدايم لولد هذه المراة ومحاولته اغتصاب ابنتها ، وتم مليئ المنشور الذي تم ضخه بشكل مريب في وسائل التواصل بعبارات تستفز غيرة المواطن من قبيل : (( انا في وجهكم انا في عرضكم ، انقذوا شرفي )) في اسلوب خبيث للتحريض وتاليب الراي العام .

وقعت من كتب وحبك هذه الاشاعة في تناقضات نسفتها نسفا ، بينها الزعم ان زوج المراة التي تدور حولها الحدوثة توفي في عام 1994 في حين تقول القصة ان لها ولدا عمره 16 عام ، في حين الفارق بين عامي 1994 و 2017 هو 23 عام وليس 16 عام .

نزلت قيادات امنية يوم امس الى المنزل المذكور رقمه وعنوانه في مديرية المنصورة فتبين انه عنوان خاطئ ولا يعود للاسم المذكور في الاشاعة ، كما تم توجيه مذكرات الى سجون المحافظة للافادة عن اسم المعتقل الوارد في القصة والذي زعمت المطابخ ان عبدالدايم اعتقله فتبين ان لا وجود لمعتقل بهذا الاسم ، عدى عن كون القصة تتحدث عن ان المراة حاليا هربت الى حضرموت واقامت في فندق خور المكلا ، وتبين لاحقا ان مدير فندق خور المكلا المذكور اسمه في المنشور نفى نزول امرأة بالفندق بهذا الاسم وبالصفات التي تم الاستفسار عنها .. مشيرا الى أن إدارة الفندق قد غيرّت اسم الفندق الى " المكلا سيتي " قبل عام ونفى أيضا وجود عائلة من محافظة عدن في الفندق .

 

المستهدف الحقيقي

من الواضح ان المستهدف من هذه الحملات التحريضية ليس العقيد عبدالدايم او ايا من مساعدي اللواء شلال الذين يجري التحريض ضدهم باكاذيب مختلقة يتم توزيعها في مواقع التواصل الاجتماعي ، بل المستهدف هو اللواء شلال علي شايع نفسه ، الذي ادركت مطابخ الاشاعات ان الراي العام لن يقتنع باي اساءات يتم اشاعتها عنه من هذا القبيل فلجأت الى محاولات لا اخلاقية للاساءة الى معاونيه ومحاولة تشويه سمعتهم ، واختارت اقرب معاونيه لكي يتم عبر الاساءة اليه الاساءة الى اللواء شلال .

كما ان هذا المنشور مجهول المصدر حاول هذه المرة اقحام اسماء مناطق بعينها من خلال الزعم بان الاسرة حضرمية وان الام يافعية ، في محاولة للعب على وتر المناطقية واستعداء مناطق بعينها ضد مناطق في الجنوب وهو ما يرسم فكرة عن التوجه والخطوط العريضة التي يسير عليها من يوجه هذه المطابخ .

 

الرد الامني

ادارة امن عدن وعبر ناطقها الاعلامي عبدالرحمن النقيب كانت قد اصدرت بلاغا رسميا فندت فيه اكاذيب حملات التشوية والتحريض الاعلامي ضد قيادات الامن بالمحافظة ، واورد البلاغ بالتفصيل توضيحات من قيادات مجتمعية واخرى عاملة في سجن المنصورة تثبت زيف ادعاءات مروجي البيان المحرض ضد مدير مكتب اللواء شلال شائع , العقيد عبدالدائم احمد علي .

ومما جاء في البلاغ الصحفي الصادر عن ادارة امن عدن عقب سرد التوضيحات : (( تعي ادارة امن عدن تماما أن الهدف من المنشور وفي هذا التوقيت هو" إشغال الرأي العام وحرف الأنظار عن فضيحة التقرير عن حقوق الإنسان الذي تقدمت به للأسف ذات الجهات التي باتت علاقتها بالجماعات الإرهابية ثابتة بالأدلة والاعترافات ولم تألوا جهدا في محاولة إطلاق سراح العناصر الإرهابية خشية افتضاح المزيد من الأدلة التي تثبت علاقتها بالجماعات الإرهابية .. وما إشارتها الدراماتيكية في المنشور الزائف الى المسجونين الـ100 في سجن المنصورة الا ضمن محاولة الإشارة الى القضية التي سعت الى ابرازها في تقريرها بشأن المسجونين على ذمة قضايا إرهاب )) .