المرأة العدنية.. ضحية منّسية

2017-03-28 07:14

 

في اليوم العالمي للمرأة تفاخرت الدول حول العالم بإنجازات نسائها، وأبرزت دول العالم ما تقدمه الحكومات للمرأة من رعاية واهتمام، وفيما تبقى المرأة في دول كاليمن وسوريا والعراق وفلسطين وغيرها من دول تعيش واقع البؤس نتيجة الأزمات السياسية العنيفة التي تضربها، تبقى المرأة في اليمن ضحية لا يكاد ينظر إليها أحد حتى من خلال الإعلام اليمني الذي تغافل عن واقع ما تعيشه المرأة ليس من جراء الانقلاب الحوثي وتبعاته بل مما حصدته المرأة من بعد الوحدة في 1990م.

المرأة في عدن كانت صاحبة ريادة في مجتمعها، فكما كانت ربة بيت كانت رائدة متفوقة على أخواتها في عموم العالم العربي، ونازعت في ريادتها المرأة المصرية والعراقية والتونسية، بل أن المرأة في الجنوب كانت تمتلك نسبة 10 % من مقاعد مجالس الشعب في 1987م، لعب صدور قانون الأسرة في 1 يناير 1974م باعتباره أحد قوانين الأحوال الشخصية، إذ ساهم كثيراً في تعميق علاقات الاحترام والتكافؤ بين المرأة والرجل في تحمّل أعباء الحياة الأسرية.

تحقق المساواة وتكافؤ الفرص في مواقع صنع واتخاذ القرار، أسهم بشكل مباشر بأن تصبح المرأة الجنوبية في بداية 1970م أول نائب وزير، وأول عميد كلية اقتصاد، وأول مذيعة تلفزيون، وأول مذيعة إذاعة، وأول جامعة على مستوى الجزيرة العربية تتقلد فيها امرأة منصب عمادة كلية، وأول رئيس تحرير لصحيفة على مستوى الخليج، وأول امرأة تصبح قاضية. كما كانت عدن أول مدينة عربية تحتضن أول تشكيل حركة نسائية في شبه الجزيرة العربية، حيث كانت أول تظاهرة ضد العنف المنزلي للنساء في شبه الجزيرة العربية في عدن في العام 1951. كما كانت دولة الجنوب من أوائل الدول التي وقعت وصادقت على الاتفاقية الدولية لإزالة كافة أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) في مايو 1984م.

ما خسرته المرأة في عدن بعد حرب صيف 1994م أكبر من أن يتم إحصاءه، سطوة (الإخوان المسلمين) وفتاويهم الظالمة التي تأثرت بها كل مناحي الحياة السياسية والاجتماعية في عموم المحافظات الجنوبية، المضايقات والعنف تجاه المرأة الذي اتخذته الجماعات الإسلامية المتشددة سواء كان الإخوان أو الحوثيين أقحمت في المجتمع الجنوبي أعراف وتقاليد بالية ألزمت المرأة بضوابط حدت من حريتها بل سخرتها لأجندات سياسية فلقد تحولت المرأة لمجرد صوت انتخابي في تنافس الأحزاب السياسية على السلطة.

دفعت المرأة بعد الانقلاب الحوثي الثمن مضاعفاً، فقدت الآلاف من الأمهات أبناءهن في حرب غزو عدن واستباحتها من قبل المليشيات الحوثية، تحولت كثير من البيوت إلى مآتم وأخرى حملت همَّ جريح لم يجد رعاية طبية تخفف عن أسرته مصابها في ابنها، تحولت الحياة في عشرات من المدن بعد الانتصار على الحوثيين حملا ثقيلا تتحمل المرأة فيه معظم المسؤولية في ظل شحّ الحالة التي أصابت البلاد كلها.