حكومة الشرعية زجت نفسها فـي أتـون معركة سياسية مدمرة مع الجنوب أشد تعقيدًا مـن قدرتها علـى إدارة تداعياتها

2017-05-03 15:51
حكومة الشرعية زجت نفسها فـي أتـون معركة سياسية مدمرة مع الجنوب أشد تعقيدًا مـن قدرتها علـى إدارة تداعياتها
شبوه برس - خاص - عدن

 

【⇇تشهد العاصمة الجنوبيِّة عدن ومنذُ أسبوع تدفق الآلاف من الجنوبيين من مختلف مدن ومحافظات الجنوب للمشاركة في فعالية القرار قرارنا وتأكيدًا لشرعية المقاومة الجنوبيِّة يوم غدٍ الخميس في ساحة العروض بالعاصمة عدن.

  وتشارك قوات مشتركة من شرطة عدن والحزام الأمني في فرض خطة أمنية في جميع ارجاء العاصمة عدن تعززها مروحيات لطيران القوات الإماراتية لرصد محيط العاصمة منعا لأيّة محاولة تسلل لعناصر تخريبية لاستهداف قوافل الوافدين إلى العاصمة عدن ومحاولة زعزعة وتشويه اقامتها.

 ويسعى المشاركون في المليونية إلى تأكيد مطالبهم باستعادة الدولة الجنوبية على كافة ترابها الوطني ورفضًا لشرعنة وأخونة العاصمة عدن ومدن ومحافظة الجنوب المحررة من ميليشيات الحوثي والجيش الموالي لها.

 وتوحدت شعارات الحشود باطلاق الهتافات الموحدة لدعم وتأييد شرعية المقاومة الجنوبيِّة وقائدها اللواء/عيدروس الزُبيدي, والتنديد بمحاولات الإخوان المسلمين في السيطرة على مفاصل العاصمة.

 وتدفقت اليوم الأربعاء حشود مليونية غير مسبوقة على العاصمة عدن من مختلف مدن ومحافظات الجنوب وحملوا أعلامًا جنوبية ولافتات تطالب برحيل حكومة الشرعية وتقرير حق المصير.

 ومن المتوقع أن تكون هذه الحشود الجماهيرية بمثابة استفتاءٍ شعبي على شرعية المقاومة الجنوبيِّة وإعلان الحامل السّياسي الذي يمثل شعب الجنوب في اللقاءات والمؤتمرات والحوارات الإقليميّة والدّولية, كما ستكون هذه الحشود المليونية دعمًا للزعيم ــ عيدروس الزُبيدي, القائد الأعلى للمقاومة الجنوبيِّة.

 وترى هذه الحشود إن قرارات هادي شابها سوء التقدير وأتت في وقت حرج, ولم يكترث إلى تبعاتها وما سيترتب عنها لاحقًا.

 

وتستمد قيادة المقاومة الجنوبيِّة شرعيتها من إرادة الشعب الذي هو صاحب القرار, وبما أن المؤيدين لقيادة المقاومة قد نجحوا بدورهم في تنظيم حشود مليونية, فإن حكومة الشرعية اليمنية قد اهتز موقفها وباتت في وضع لا يحسد عليه تترقب ما ستسفر عنه هذه المليونية من قرارات تاريخيّة ستكون بمثابة القشة التي ستقصم ظهر حكومة الشرعية في فنادق الرياض, بمعنى آخر أن الشرعية ستكون غير مقبولة شمالًا ولا جنوبًا حسب المثل العربي القائل: لا من بلح الشام ولا من عنب اليمن.

 

إذن الجنوب اليوم أصبح على صفيحًا ساخن مع غليان الشارع وتوهجه للمطالبة باستعادة دولته, ويتوقع الكثير من المحللين السياسيين أن هناك سيناريوهات قد بدأت تلوح في الأفق البعيد محليًا وإقليميًا لصالح قضية شعب الجنوب في حق تقرير مصيره ولو بالأعتراف به سياسيًا كإقليم مزمن لفترة زمنية محددة, وبالتالي بعد الأنتهاء من الفترة المحددة سيكون بمقدروه إجراء استفتاء شعبي لتقرير مصيره.

 

لقد زج هادي نفسه وحكومته الشرعية في أتون معركة سياسية مدمرة, وهي أشد تعقيدًا من قدراتهما على إدارة تداعياتها, وقد أخطأت حكومة الشرعية تقدير الموقف, ولم تعلم أن حركة الإخوان المسلمين في المحافظات الجنوبيِّة المحررة لا تمتلك نفوذًا وشعبية على الأرض, ولا تتمتع بعمق شعبي حقيقي إستراتيجي يضمن لها القرار, وإن كانت تمتلك نفوذًا إعلاميًا, لكن الإعلام الدعائي قد ينجح في تزييف الوعي لفترة مؤقتة, ولكنه يفشل في تغيير الثوابت الراسخة للمجتمعات .

 ولعل ما ساهم بشكل أكبر في سوء تقدير حكومة الشرعية لإمكانية نجاح قراراتها بحق قيادات في المقاومة الجنوبيِّة بإزاحتها أنها اعتمدت على مواقف إقليمية داعمة لها كدولة قطر راعية حركة الإخوان المسلمين والممول الحقيقي لها, وموقف دولة قطر وإن بدأ مغريًا لحكومة الشرعية إلاّ أنه لا يفلح في إضفاء أيّ نوع من الدعم السّياسي على شرعية تخسر داخليًا في الجنوب وكذلك في الشمال.

 وعلى الجانب الآخر, فإن صوت الثورة الداعم للقضية الجنوبيِّة هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجنوبي؛ فهو الشارع وهو المقاومة وهو صاحب القرار.

 

❍ قراءة وتحليل ــ شايـف الحـــدي