الإعلامي المغربي توفيق جزوليت:هذا تعليقي على مقال الصحفي السعودي عبدالرحمن الراشد بشأن الجنوب

2017-05-11 09:34
الإعلامي المغربي توفيق جزوليت:هذا تعليقي على مقال الصحفي السعودي عبدالرحمن الراشد بشأن الجنوب
شبوه برس - خاص - عدن

 

لقد اثار انتباهي المقولة التي نشرها الصحافي السعودي عبد الرحمن الراشد حول فك الارتباط بين الجنوب وًالشمال لدولة اليمن التي فقدت صدقيتها في الوحدة الاندماجية بين شطري اليمن ، وًذلك منذ اعلان صنعاء الحرب المدمرة على الجنوب لفرض الوحدة.

 

يقول الراشد " الانفصال يكون شرعيا اذا وافق اليمنيون من الجانبين علبه هذا ما جرى في السودان حيث ان حكومة البشير قبلت بانفصال الحنوب وًبرعاية دولية".

 

يبدو جليا ان هذا الصحافي اغفل في تحليله مجموعة من المعطيات التاريخية و القانونية المرتبطة بوضع الجنوب ، اذ ان ما احبذ تسميته حاليا بالجنوب العربي كان دولة قائمة الذات عضو في الامم المتحدة وًالجامعة العربية و ان الوحدة مع صنعاء كانت بمحض ارادة قيادة الحزب الاشتراكي دون العودة الى استفتاء شعبي يضفي الشرعية على الوحدة الاندماجية التي تحولت الى حرب اطلقتها صنعاء ضد الجنوب لفرض الوحدة التي فقدت صدقيتها و جعلت اهل الجنوب مواطنين من الدرجة الثانية فقدوا كرامتهم

 

لذلك من وجهة القانون الدولي يحق لأهل الجنوب في المحافظات الست الاعلان عن استفتاء تحت مظلة الامم المتحدة.

 

 للحسم في مستقبلهم و اعادة بنا ء دولتهم من جديد ، وًهم بالتالي ليسوا في حاجة الى الشمال الذي يتخبط في مشاكل ادت الى حرب اهلية بأدوات اقليمية.

 

و على الراشد وًغيره ان يدرك ان الحل يكمن في تقوية الجبهة الداخلية للجنوب العربي وًالتكاتف حول قيادة جنوبية وطنية صادقة بعيدة عن القبلية قادرة على ضمان الامن و السلم وًالعدالة الاجتماعية تجعل منه في موقع قوة امام المنتظم الدولي للإشراف على استفتاء يحدد مستقبل الجنوب السياسي.

 

لذلك كان من الافضل ان يحيطنا علما الراشد عن الموقف الغامض لدول الخليج العربي و في مقدمتها السعودية في دعم تطلعات الجنوبيين في الاستقلال وًالعيش الكريم.

 

ان الحديث عن الشرعية اضحى متجاوزا خصوصا ان الرئيس عبد ربه. من وجهة نظري فقد مصداقيته حينما حارب الى جانب الرئيس المخلوع صد الجنوب كما انه يفتقد للحد الادنى من الشجاعة والكاريزما السياسية لقيادة الجنوب .

 

على الراشد و هو ليس برشيد ان يعلم في الوقت ذاته ان استقلال جنوب السودان لم يكن برضى حكومة البشير وًلكن على رغم انفه لان الجنوبين حاربوه الى ان رضخ بدعم من المنتظم الدولي ، كما ان الجنوب العربي سيقاوم و يناضل الى ان يرضخ العالم للمطالب المشروعة في عودة الدولة الجنوبي مستقلة ديموقراطية و هذا ما قد يخيف بعض دول الجوار.

*- الإعلامي المغربي توفيق جزوليت.