كـثيـرُ من الـكتّـاب يخـوضـون بالتـاريـخ الجنـوبـي الغـامـض ويـطـلـقـون التُهـم جِــزافـاً علـى مـن كانـت لهـم مكـانـة طيبـة فـي نفـوس الشـعـب لا يمكـن نكـرانهـا , فالبعـض منهـم يُحمِّـل الـرئيـس الـراحـل الشهيـد سـالـم ربيـع علـي " سـالميـن " أوزار الـحـكـم الـمـاركسـي الـذي عـانـى مـنـة الـجـنـوبـيـيـن ومـازالـوا وهـذا غـيـر صـحـيـح , ولسنـا هـنـا بصـدد تـبـرئـة الـرئـيـس الـراحـل مـن الأخـطـاء التـي اُرتـكـبـت فـي تـلـك الـفـتـرة .
لـكـن . . وكـغـيــري مـمـن قـرءوا الـكِتـاب المشهـور عالمياً " من يجـرؤ على الكـلام ؟ " ــ لمؤلفـه السناتـور الأمـريكـي " بـول فيندلي " ــ لا نجـرؤ على الكـلام ضـد الـرئيس الـراحـل , فقـد كـان ومعـه الوزير الشهيـد محمـد صالـح عبـد الله " مطيـع " . . كـانوا زعمـاء وطنيـون أخلصـوا لشعبهـم وأدركوا جملـة الأخطـاء التـي وقعـت عليـة , فأرادوا التصحيـح وإعـادة الأمـور إلى نصـابهـا , ونتيجـة لـذلـك الإخلاص دفعـوا حيـاتهـم ثمنـاً له , وراحـوا هـم ومن معهـم ضحيـة انقـلاب نفـذه ماركسيون " متطرفون " شاركـوا بحكـم الجنـوب ويدينـون بالـولاء لجهـات خارجيـة .
خصصت ( 23 ) صفحة ( 15 ــ 37 ) في الفصـل الأول من الـكـتـاب لـتـخـليـد ذكـرى الـرحـيـل المأسـاوي للـزعـيـم الـوطـنـي سـالـم ربيـع علـي " سالميـن " الـذي أحـب شعـبـه وأخـلـص لـه , فأراد تصحيـح مـلهـاة حـكـم بـلادة وإنـقـاذ شعـبـه ووطـنـه مـن مصيـر مجهـول كـان متـوقعـاً , وبعـد رحيلـه وقـع الشعـب والـوطـن في المحـذور الـذي مـازال يعاني منه حتى اليـوم , وذلك بعـد أن شعــر كـلاً مـن الـرئيس الـشهيـد ورفيقـة الـوزيـر الشهيـد بخطـورة تغلغـل النفـوذ الماركسي المتطـرف بواسطـة عملائـه الـمندسيـن في أوصـال الدولـة .
فكيـف يأتـي هـؤلاء الكـتّـاب بعـد كـل هـذا لـيـكـرروا إعـدامـه ولـكـن هـذه الـمـرّة بالأقـلام المـأجــورة ؟ . أرجـوا أن يـرجعـوا إلى الكِتـاب المذكـور وعنـدهـا سـوف يكتشفـون الحقيقـة الغائبـة مـن تاريـخ الجنـوب , فتاريـخ الجنـوب لم يُكتـب كما يجـب أن يكون.
سالمين قبل لحضات من تنفيذ ا الإعدام : اليوم في صدورنا وغدا في صدوركم. ..
في عام 1995 زار عدن السيناتور الأمريكي بول فندلي صاحب كتاب من يجرؤ على الكلام. و في محاضرة له في كلية الطب حضرتها تحدث عن عدن و أهمية موقعها الإستراتيجي و كيف يمكن أن تعود لمكانتها كثاني ميناء في العالم بعد نيويورك و قال إن عدن تحتاج لثلاثة عوامل لنهضتها:
الإرادة السياسية التعليم و شبكة معلومات
حتى الآن الثلاثة الشروط أعلاه مفقودة و ستبقى عدن تنهشها الضباع حتى يسخر الله لها جيل يعرف قيمتها.
*- د أفندي المرقشي