شتان بين من يدمر ومن يعمر..

2017-06-17 22:33

 

لم يعد خافيا الدور القطري في دعم وتمويل بل وانشاء وتاسيس تنظيمات الارهاب في ليبيا اشعلت الدوحة فتيل حرب طاحنة بدأتها بالتحريض الأعمى ودعم الجماعات المتطرفة المسلحة بالمال والسلاح؛ مرورا بنقل العديد من العناصر الجهادية من اليمن عبر تركيا ودول شرق أسيا، ولم تكتف قطر ومن يقف خلفها من عرابي المشروع التدميري في المنطقة بذلك ؛بل واصلت التحريض والدعم المالي السخي لعديد الجماعات الإرهابية التي تداعى المنتمون اليها من ارجاء المعمورة للمشاركة في حفلات الدم والذبح والتفجير ؛ ولا نبالغ إذا قلنا بأن قطر كان لها الدور الأكبر في تغذية جائحة داعش وتناميها في كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن وصولا الى بعض دول أوروبا .

 

بالعودة اى ليبيا وتحت وطأة تلك المواجهات هناك حيث يتقاتل اليوم في مدن شوارعها وقراها أكثر من 200 فصيل يدعي كل منهم امتلاك الحق وتمثيل شرع الله على الأرض انسلت الدوحة كعادتها تاركة الشعب الليبي يواجه مصيره بعد ان ربت ورعت معظم تلك التنظيمات.

 

في اليمن وقبل انطلاق عاصفة الحزم بعامين تابعت وحدة من الاستخبارات الأمريكية مصير مبلغ 4مليون دولار أرسلت من دولة قطر الى اليمن تسلمها قيادي معروف في حزب الإصلاح "" عبر صرافة" محلية " في حضرموت على دفعات .

وكشفت معلومات حصلت عليها المخابرات الأمريكية لاحقا ان "القيادي " المعروف حوّل الى صنعاء نصف المبلغ أي ما يعادل 2 مليون دولار الى قيادات من نفس التيار لدعم أنشطة الحزب ونشطاء ممن شاركوا بالثورة الشبابية .

وسعت الاستخبارات الأمريكية جاهدة الى معرفة مصير المليوني دولار المتبقيّة بعد أن ساورها القلق من أن تكون قد سلمت الى قيادات في تنظيمات إرهابية ترتبط بحزب الإصلاح مباشرة .

هكذا وجدت قطر نفسها متورطة بدور تدميري في المنطقة تستخدم خلاله كل أدوات الصراع المناطقية والطائفية ملبسة بشعارات الديمقراطية وحرية الشعوب .

 

دور إماراتي مغاير :

بالمقابل نجد دورا مغايرا تماما لدولة خليجية اخرى سعت وتسعى لمساعدة شعوب وحكومات المنطقة في التنمية وتثيبت الاستقرار، عن الامارات العربية المتحدة نتحدث، ولا اوضح من هذا الدور الخيّر في اليمن

حيث سعت الامارات بكل قدراتها الى جانب الشعب اليمني في دحر الانقلاب واعادة الامور الى نصابها ودعم الشرعية والمقاومة حيث كان لابوظبي دورا مشهودا في الدفاع عن المناطق التي غزتها المليشيات الطائفية لاسيما في الجنوب؛ وامدت المقاومين بالرجال قبل السلاح موازية بذلك دعم البنية التحتية التي دمرتها الحرب وخربتها أيادي الفساد قبل الحرب أيضا فحضرت الإمارات في عدن والمخا وحضرموت وسقطرى وابين مشاركة أهل تلك المناطق ألمهم وجراحهم فشاركت في عمليات التأهيل والتدريب والبناء والتنمية على الرغم من محاولات التعطيل التي كان يقوم بها حزب الإصلاح وأعوانه لعرقلة الدور الإماراتي الإيجابي في مناطق مختلفة في اليمن

 

وسقط خلال تلك المراحل من أبناء الإمارات الشهداء والجرحى ولم يزدها ذلك الا عزما في مواصلة مسيرة البناء والتعمير وشتان بين موقف البلدين هنا وهناك،

بين من يسعى للبناء والتعمير ونشر الامن والاستقرار وبين من يسعي في الخراب والتدمير ونشر الرعب والارهاب،