دعا قياديون في «المقاومة الجنوبية» التابعة للرئيس، عبدربه منصور هادي، لانطلاق مسيرات جماهيرية إلى معسكر «التحالف العربي» في البريقا، فيما انتشر العشرات من قوات «مكافحة الإرهاب» التابعين لإدارة أمن عدن، على طول الطريق الرابط بين مدينتي المنصورة والبريقا.
وذكرت مصادر أن «تلك المسيرات، المدعومة من حكومة أحمد عبيد بن دغر، ستنظم بذريعة المطالبة بالإفراج عن المعتقلين والأسرى»، مشيرة إلى أن تنظيمها «يأتي في سياق الحملات الموجهة ضد قوات الأمن والحزام الأمني وقوات التحالف العربي مجتمعة».
وكشفت المصادر أن « عناصر محسوبة على المقاومة الجنوبية تقوم بالتحريض ضد جهود التحالف العربي من خلال استقطاب العديد من الشباب الذين يتم إغراؤهم بمبالغ مالية كبيرة بهدف الانخراط في تلك المسيرات»، مبدية خشيتها من تفجّر الأوضاع في عدن في حال تنظيمها فعلياً.
ورأت أن تنظيم مثل هذه المسيرات في هذا التوقيت بالذات، يُعد «رسالة دعم من حكومة هادي وحزب التجمّع اليمني للإصلاح لدولة قطر ضد السعودية والإمارات»، كما أنه يتضمن «موقف تحدي واضح للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي سبق أن هدّد بإدارة شؤون الجنوب في حال فشلت حكومة هادي في معالجة أزماته المتكررة»، وإعلانه في فعالية 7/7 بالمعلا الجمعة الماضية، «حظر نشاط حزب الأخوان المسلمين في المحافظات الجنوبية».
وفي المقابل، انتشر عشرات الجنود من قوات «مكافحة الإرهاب» التابعين لإدارة أمن عدن، على طول الطريق الرابط بين مدينتي المنصورة والبريقا، حيث يقع معسكر قوات «التحالف»، تحسّباً لقيام أي مظاهر احتجاجية.
وقالت مصادر خاصة لـ«العربي»، إن «دعوات التظاهر التي وجهها مقرّبون من الحكومة الشرعية، فشلت بسبب ضغوط قوية من التحالف».
وتؤشر الخطوة التي تم تداولها على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى اتساع هوّة الخلاف بين حكومة الرئيس هادي، والإمارات يوماً بعد يوم، خاصة بعد رفض الحكومة قرار «التحالف» بإخراج ألوية الحماية الرئاسية من عدن، وإتباع هادي ذلك بقرار إقالة 3 من محافظين هم في الوقت ذاته أعضاء قيادة «المجلس الانتقالي الجنوبي» المدعوم إماراتياً.
وعد مراقبون هذه الإجراءات تحدياً واضحاً من قبل هادي وحكومته للإمارات التي قابلت ذلك بالدفع بقيادة «الانتقالي» إلى العودة لعدن قبل عشرة أيام، وإقامة فعالية ذكرى 7/7 في مدينة المعلا، التي أعلن خلالها بيان المجلس «حظر جماعة الأخوان المسلمين من المحافظات الجنوبية».
ولم تنجح جهود سعودية متكررة في رأب الصدع والتقريب بين الطرفين، حيث تعتبر الإمارات أن غالب أعضاء الحكومة «الشرعية» من الموالين لجماعة «الإخوان المسلمين» المدعومة قطرياً.
وتعاني حكومة هادي من ضعف التأييد الشعبي لها في الجنوب، ما أفقدها ورقة في غاية الأهمية؛ حسب شهادات المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في أكثر من مناسبة.
عن موقع " العربي "