#الدكتور_نبيل .... #والمجتمع_النبيل

2017-09-14 20:04

 

#هنا_عدن  ...

 إذاعة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من عدن ... نحييكم اعزائنا المستمعين في كل مكان ونتمنى لكم صباح جميلآ دقائق قليلة ونوافيكم بأخبار الصباح وحتى ذلك الوقت نبقى مع اغنية .. صباح الخير من بدري ...

..

لايقاطع صوت الأغنية سوى الاستعجال في الحركة اللبس وسرعة تمشيط الشعر والبحث عن القلم اللي كان أمس داخل النشطة ومدري فينه دحين ..

انها الدقائق الأخيرة تقترب من الإعلان عن تمام السابعة صباحآ  ... كل بيوت عدن ... أقول كل بيوت عدن واعنيها  .. كلها تجدها كخلية نحل ...

 

تجد الأمهات يجهزن أطفالهن للمدارس ... تجد الموظفين والموظفات في كل البيوت على عجلة من أمرهم ليلحقوا بباص العمل ..

 

كانت عدن كلها تستفيق لتستقبل الصباح باكرآ  ...

 كنت أشعر أن العالم كله يستفيق حينما تستفيق حبيبتي عدن ... انتصب بقامتي بعد معركة تربيط الحذاء الشراع .... انتصب وأجري بسرعة لالتقاط شنطة ظهري لاخرج إلى مدرستي  ...

 

مازالت أتذكر طبيعتي التي كانت تلازمني وانا في الابتدائية ... كنت حينما امشي فإن الحذاء يترك اثرآ على وجه التراب المغطى بندى الصباح  ... فاظل ادير رقبتي لأرى أثر اقدامي  ...

 

أظل أرى بطريقي تلك التجمعات الصباحية التي تملأ أركان وجوانب مربعي السكني  .. فهذا ركن موظفي الصحة وذاك ركن موظفي الداخلية وتلك زاوية موظفي البريد .. وتلك .. وتلك ..

 

وبمناسبة الصحة ...

أتذكر ذلك الشاب الذي اسمه #نبيل والذي كنا نعلم جميعنا انه معاق ذهنيآ ويعامل منا جميعا معاملة ممتازة خاصة كونه ابن حينا ... وهو شخص نظيف ومرتب ...إلا أنه ذهنيآ معاق ...

 

كان نبيل مولع بشيء اسمه #دكتور .. ويحب أن تناديه بـ يا دكتور نبيل ... نبيل المعاق ... كان يتعامل مع المجتمع بعقليته هو ... وكان المجتمع حينها يتعامل مع نبيل بكل ود ورحمة واحتواء ...

 

هل تدرون أن موظفي القطاع الصحي في حينا كانوا يأخذوه يوميا معهم بالباص حسب رغبته وإلحاحه ... آنذاك حينما كان يقف معهم كل صباح مع البالطوا الأبيض وسماعة الأطباء ... لينتظر الباص معهم  .

 

هل تدرون أن مدير إدارة القطاع الصحي آنذاك أعطى إذن لنبيل بأن يصعد كل يوم إلى باص المرفق وان يعامل معاملة جيدة  ...بعد أن علم أن حالة نبيل تسوء في حالة أن رفض سائق الباص طلوعه ...

 

نبيل ... أو الدكتور  نبيل كما يحب هو أن ننادي عليه كان غير مؤذي اطلاقآ   .. بل على العكس كان يضحكك بكلامه المكسر وحركة يده المتصلبة  .. كان هو أيضا يضحك معك لأنه يعلم أن غالبية كلامة مكسر  ...

 

كان هو نبيل  ...  وكان المجتمع كله نبيل ...

 

كنا متراحمون فوق أن تستطيع أن تتخيلها عقولكم  .. كنا نعيش في 360 الف كيلو متر مربع  .... لم نشعر يومآ فيها أنه سيأتي وقت سنفقد فيه كل شيء ...

وبغمضة عين ...

 

عبدالقادر القاضي / أبو نشوان 

الإهداء إلى بن حافتي ... عبدالسلام امزربة