احتفالات بن دغر في معسكر أو صالة مغلقة لا تعني أن الوضع مستتب وان الدنيا بخير

2017-10-19 02:28

 

يدرك رئيس الوزراء ان إقامة عرض عسكري في احد المعسكرات القصية بعدن ليس ذو أهمية تذكر فبإمكان اي قائد مليشاوي إقامة عرض مهيب في الزمان والمكان الذي يريد دون اي ضجيج إعلامي مصاحب ، كما يدرك ايضا ان محاولات إقامة فعاليات هنا وهناك لايعني مطلقا ان الوضع مستتب والدنيا بخير وان الحكومة متواجدة على الواقع ذلك ان الحقيقة مختلفة تماما وما تلك المحاولات التي تقوم بها الحكومة ليست الا دليل على الوهن والانكسارات العديدة في المجالات التي تهم الناس والتي عجزت حكومة الشرعية عن توفيرها في الحد الممكن ،، فالحكومة الناجحة هي تلك المسنودة شعبيا وليست الفقيرة الى اي سند شعبي كما هو حال حكومتنا التي تلاشت شعبيتها شمالا وانعدمت جنوبا وفي المحافظات المحررة على وجه الدقة لأسباب عديدة يعلمها الجميع وهو الامر الذي جعلها غير قادرة على إقامة فعالية او مهرجان شعبي في اي مناسبة كانت وفي اي ميدان كان .!!

 

يعلم بن دغر ايضا حقيقة من يسيطر على الارض في عدن والجنوب عامة ومن يمتلك القدرة على تحريك الشارع وصناعة المعادلات ولعل محاولات المكابرة لا تنتج اي حلول بالقدر الذي تزيد الطين بلة وتصب الزيت على النيران المشتعلة وهو ما سيقود الى تآكل حضور الشرعية وفاعليتها وتأثيرها السلبي على نتائج الحرب وإعلان فشل الحكومة الذريع في إقناع الناس بهذه الشرعية التي لم تحقق لهم اي إنجازات في مضامين حضور الدولة والأمن والمؤسسات ناهيك عن تبنيها وتشجيعها ووقوفها مع قيادات عسكرية ومدنية ضالعة في الفساد والنهب والتخريب والتهريب وتدخلاتها الغبية في شئون السلطات المحلية بالمحافظات وبإسناد مباشر من الحكومة التي يفترض بها تعزيز حضور الدولة كوجه مناقض لوجه وممارسات مليشيات الانقلاب .

 

الحقيقة التي لابد من قولها ان محاولات التحجيم والتشويش على المجلس الانتقالي كلها رهانات خاسرة ذلك ان المجلس الانتقالي هو صاحب الكعب العالي جنوبا ويمضي بخطوات متسارعة الى الامام لتحقيق أهدافه المعلنة مسنودا بإرادة شعبية قوية وما عليه فقط الا ان يمضي الى المزيد من تمتين قوته باستيعاب القوى والمكونات السياسية ليصبح الحامل السياسي غير المنقوص والمعبر عن الإرادة الجمعية الجنوبية .

 

لقد استطاع عيدروس الزبيدي كقائد للمقاومة الجنوبية حسم معاركة مبكرا مع الانقلابيين من جهة وحسم معاركة مع الإرهابيين من جهة اخرى وها هو اليوم كرئيس للمجلس الانتقالي يحسم معاركه السياسية على وقع اقدام وأناشيد الحشود الشاسعة لاستعادة الدولة في شارع مدرم وليس في مكان قصي تحيطه الأسوار والخوف .!

*- بقلم : مراد حسن بليم