في الإخوان : الواعظ (لص) والداعية (كذاب) ..؟!!

2017-11-04 04:51

 

العنوان ليس من عندي بل مقتبس من كتاب (سر المعبد) لمؤلفه القيادي الإخواني التائب ( ثروت الخرباوي ) الذي قضى عمره في الجماعة وعائش أربعة مرشدين لها هم  محمد مأمون الهضيبي _ عمر التلمساني _ محمد مهدي عاكف _ محمد بديع _ الخرباوي كان في مكتب الإرشاد ثاني أثنين فهوا بعد المرشد مباشرة ، ولكنه غادر الجماعة وكتب اهم ثلاثة كتب تحدث فيها عن الإخوان الفكر والطريق والسلوك والمواقف والحقائق كاشفا في كتبه هذه التي حملت عناوين ( قلب الإخوان _ سر المعبد _ أئمة الزيف ) وفيها فضح الخرباوي وبالوثائق الدامغة حقيقة وهوية الإخوان ومشروعهم القذر واهدافهم الإنتهازية .

 

طبعا حين اتحدث عن الإخوان المسلمين _ فكرا ومنهجا وسلوكا ومواقف _ فأنا أتحدث عن إخوان مصر والوطن العربي والعالم الإسلامي ، وأستثني أخوان اليمن لأن في اليمن لا يوجد جماعة إخوان بالمعنى التقليدي ، بل هناك جماعة من ( اللصوص والإنتهازيين ) يتكونوا من بعض وجهاء القبائل _ مشائخ _ وبعض الشخصيات الأجتماعية المصلحية ، وبعض الإتباع الأغبياء الذين لا يفقهون شيئا غير التعصب الجاهلي الأعمى ، وهناك بعض المثقفين الذين غادروا احزابهم والتحقوا بحزب الإصلاح لدوافع مصلحية وذاتية ، ممن تركوا البعث والناصري واصبحوا قادة في تجمع الإصلاح ..

ومع كل ذلك فان أخوان اليمن الذين بين الإخونة والوهابية وقفوا في المنزلة بين المنزلتين فهم ( إخوان) في الاحوال العادية وهم (وهابيين) حين تشتد الخصومة بين الأخوان و( الرياض) ، والكل يتذكر ان الاخوان كانوا في عام 2011  إخوان وكانوا يهاجموا الرياض ويدينون مواقفها من صالح ونظامه ، وكانوا يستقوون بنظام مرسي في مصر وحين سقط مرسي وجد الإخوان انفسهم في مأزق فالتزموا الصمت او (التقية) ثم وجدوا انفسهم بعد قرار الرياض التي وضعت مجموعة من قيادتهم في القائمة السوداء مجاملة لمصر ، فاتجهوا عبر السودان لتطبيع علاقتهم بالرياض وتمسكوا ( بالرئيس هادي )رغم إنقلابه عليهم حين سمح (للحوثي) بدخول عمران وتصفية ( القشيبي) ومن ثم وصولهم إلى صنعاء والإطاحة ( باللواء علي محسن) بعد تشريد( اولاد الاحمر) من عمران ومن صنعاء ..؟!

 

ورغم كل ما فعله ( هادي) بالإصلاح من خذلان تمسك الحزب بعلاقته مع هادي وشرعيته ، وهكذا انظم الإصلاح لصف الرياض وتخلى عن هويته الإخوانية وهذا الدور يمارسه الإخوان منذ زمن ، فهم قبل الثورة كانوا إماميين اكثر من الإمام ولم يكونوا يرغبوا بالإطاحة بنظام الإمامة بل كانوا يرغبون في إمامة دستورية وشراكة مع النظام الكهنوتي وكانت هذه مطالب الزبيري وشلته من الإصلاحيين لكن وصلت علاقتهم بالإمام يحي إلى طريق مسدود فبايعوا عبد الله الوزير واستعانوا بالقيادي الإخواني الجزائري الفضيل الورتلاني ، الذي قدم لليمن وحاور الإمام يحي ولكن الإمام حين اكتشف حقيقتهم قطع العلاقة بالورتلاني ورفض الدخول معه في إقامة شركة يمنية _ مصرية للنقل ، فكان ان تم التخلص من الإمام يحي وتنصيب عبد الله الوزير إماما دستوريا ،غير ان الإمام احمد استطاع الإلتفاف عليهم واستعادة السلطة ..

كان عبد الله الوزير الذي يزعم إنه (فاتح تعز) اول من ادخل جرثومة الإخوان او زعم الإنتماء إليهم كجهة أستعان بها وبحضورها للاستقواء بها في مواجهة أسرة حميد الدين وبدعم من آل سعود طبعا ..!!

 

خلاصة القول ان إخوان اليمن مجرد (رعاع) لايؤخذ بهم ولا يعتد بمواقفهم في تقييم مسيرة الإخوان المسلمين ، لكن من باب التوضيح والتأكيد على ان إخوان اليمن مجرد طالبي الله ومرتزقة يبحثون عن المغانم ويزجون بعناصرهم في محارق الصراعات من افغانستان والبوسنة والصومال والشيشان وحيث تكون الحرائق يصدرون بعناصرهم ويتخذون منهم مشاريع إستثمارية رابحة وتلك وحدها جريمة تضاعف من جرائم الجماعة او النخبة القيادية التي تستثمر الصراعات ودماء موادرها لتحقيق اهدافها في الوجاهة والثراء والتسلط السياسي والاجتماعي .

 

ألم يستغل عبد الله الاحمر الجماعة لتحقيق اهدافه السياسية وجعل منهم عكازه الذي يتكئ عليه ؟

ألم يثري الزنداني واليدومي والانسي جراء إستغلالهم للجماعة ؟!

ألم يكون الاحمر يؤجر الجماعة ومواقفه لمن يدفع ؟!

إذا من الصعب الحديث عن اخوان اليمن كاخوان يحملون فكر ورؤية وعقيدة ، فقادتهم وامرائهم تجار سياسة وحروب وصفقات ، وعناصرهم مجرد اتباع مسلوبي الإرادة والقرار ، ويصعب ان تجد فيهم مثقف يستوعب من حوله ويجادله بالتي هي احسن ..؟!!

وبالتالي تنطبق عليهم مقولة ( الخرباوي ) على ( الواعظ ) فيهم ( لص) ، و ( الداعية ) ( كذاب ) ..؟!!

وصف بقدر ما اطلقه الخرباوي من خلال تجربته مع أخوان مصر وفيهم عتاولة المفكرين والمثقفين والدكاترة ، فما بال الحال ان كان الامر يتعلق بإخوان اليمن ..؟! فماذا سيطلق عليهم الخرباوي من صفة ووصف لو عايشهم او عاشرهم او عاش جزءا منهم وان لفترة محدودة ..؟!!

في اليمن الاخونة عصبوية لأشخاص وليس لمشروع فحزب الإصلاح ليس لديه مشروع اكثر من ان يوهمك إنه ملتزم بكتاب الله وسنة رسوله وهو في الواقع ابعد ما يكون عن كتاب الله وعن سنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه ، والدليل تناقض مواقف الإصلاح الذي يؤمن بالسياسة اكثر من إيمانه بكتاب الله وتحركه المصالح وليس سنة رسول الله ..؟!!

فالله والرسول يوظفهما حزب الإصلاح حين يتعلق الامر بمصالحهم الخاصة ، فالدين دثار يتدثروا به الإصلاحيين وقت الحاجة ، فيما حقيقتهم هو إنهم مجموعة انتهازية تبحث عن مصالحها عبر الكذب والنفاق والتضليل وفق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ..!!

للموضوع صلة .

 

*- بقلم : طه العامري