هذه الرصاصتان تعانقتا ربما في الاجواء فاصابت احدى الرصاصات الاخرى فاخترقتها. تلك الرصاصاتان المتعانقتان ، وجدت في موقع معركة دامية اسمها موقعة - جالي بولي- حيث وبعد اشهرزار احد الجنود موقع المعركة فوجد تلك الرصاصات.
كانت المعركة وحشية وضارية التي دارت رحاها بين كلٍ من الجيش التركي من جهة، وجيوش الحلفاء - الفرنسي والنمساوي والنيوزيلاندي- وكان وذلك في عام 1915 م في اثناء الحرب العالمية الأولى .
فقدت تركيا من جيشها في تلك المعركة عددا عظيما وصل الى 65 الف جندي وظابط ، بينما فقد الحلفاء من جيشهم وظباطهم عدد 46 الف، ولقد إنسحبت جيوش الحلفاء بعد ان تكبدوا تلك الخسائر في الارواح .
وللغرابة فرغم ان الاتراك وبدروهم منيوا بخسارة فادحة في الارواح فان الاتراك كانوا يصورون على ان معركة - جالي بولي- كانت إنتصاراً كاسحاً.
لم تمر سوى ثمان سنوات على هذه المعركة الاّ وخرج من بين صفوف الجيش، المؤسس والقائد التركي - مصطفى كمال اتاتورك - مناديا بوقف الحروب وإنسحاب تركيا من كل مستعمراتها .
وللغرابة فان القائد العسكري -أتاتورك- كان قائد الجيش التركي في معركة - جالي بوبي.
والسؤال هل الحروب هي اعظم من يرشدنا إلى السلام والتصالحات ؟
ترجمة مع التصرف : فاروق المفلحي