الانتقالي .. وهيئات الحراك

2018-04-03 07:19

 

✅ الحقيقة الثابتة ان حركة الاستقلال الوطنية الجنوبية " الحراك الجنوبي "  كثورات الربيع العربي بدأ فكرة نفذتها نخب صادقة غير منظمة لم تخطط لها  أحزاب ولا هيئات ، وأكاد اجزم أن إرهاصاته بدأت في صحيفة الأيام وكتابها بنشر وتوثيق ممارسات الأعداء والنهب والتهميش والاقصاء ...الخ بما خلق وعي جنوبي بقضيته وأنه لابد من وضعها في مسارها الصحيح  .

 

✅ المكونات الحراكية كلها بلا استثناء لم تات قبل الحراك ولا خططت له بل نمت عليه وفرضت نفسها قيادات أو هكذا تعتقد ،  فاصبحت ازمته بسبب ماتعانيه من خلل في بنيتها  ولولا ازمتها  ما ظل الكل يردد ان الجنوب قضية بلا قيادة ، وفي كل استحقاق يتم تفريخ وتنصيب مكون باسمه ، وللاسف لم يكن للمكونات بدون استثناء اي دور تطويري للحراك بل ظلت تتبع حشوده الجماهيرية وتتبناها وتتزاحم بإصدار البيانات باسمها ، وهي بذلك اسمهت بدور "كمتعهد حفلات" فوجودها القيادي لم يعط الحراك طفرة تنقله من الشعبوية إلى المؤسسية السياسية ومن المحلية إلى الإقليمية والدولية بل خلقت  ازمة تمثيل بانشقاقاتها وتفريخها بلا سبب إلا تدافعها في "الصراع على الواجهة" وأن كل منها هو  الممثل الوحيد!!

والتمثيل ليس وزنا بالميزان في سوق اللحوم بل قدرة على الفعل الحركي للقضية داخليا وتمثيلها وايصال صوتها  إقليميا ودوليا وهو مافشلت فيه تلك المكونات  .

 

✅ !ثبتت التجربة أن معظم أن لم يكن كل المكونات الحراكية التي تصدرت مشهد حركة الاستقلال غير ناضجة سياسيا وكأن تصميمها  وتفريخها صمم لملاحقة الفعل الميداني فقط ، وأن هناك جهة ما كانت تعتقد أنها في مرحلة ما ستمتلك الحراك ، لذلك نرى بعضها أصبحت فريسة سهلة لقوى خارج مشروع الاستقلال، بل نجد من يقومون فعلا بدور العشيقة السياسية ، برضاهم، لمشاريع وقوى تحمل أقل من مشروع الاستقلال.

 

✅ انشقاقات المكونات من اول انشقاق إلى اخره لم تظهر له ملامح في القواعد إطلاقا مايعني انها مكونات نخبوية يعاد تدويرها، ورغم ذلك فكل تشظي يدعي أنه الممثل الأكثر جماهيرية والأكثر قدرة على تحريك الشارع ووووو.الخ . وهي كذبة فالحراك بدا قويا جماهيريا شعبيا بدون هيئات  ومستمر بنفس الوتيرة.

 

✅ الانتقالي لم يأت ليكون نادي مكونات ولا صيغة لدمجها لاستحالة ذلك ، ولا ليكون جبهة لها فبعضها أسبه بموتوسيكل ضجيجه مزعج والراكب واحد !!، ولا ليكون برلمان لها، جاء بتفويض بأنه حامل سياسي للقضية بعد أن فشلت كل محاولات تماسك أو وحدة أو دمج أو انشاء جبهة عريضة لتلك المكونات وتجربة فشل المؤتمر الجنوبي الجامع لتوحيدها تحت أي صيغة  خير شاهد على ذلك .

 

✅ لا خطر على الانتقالي من أية قوة لا تحمل مشروع الاستقلال لكنه ملزم باستيعاب القوى التي تحمل نفس المشروع إلا من ابى مدعيا انه يمتلك قاعدة جماهيرية أو سابقة نضالية فهو في الخيار أن رضي بأن يكون ضمن الانتقالي فينبغي عدم اقصائه وان اختار النضال منفردا فهذا حقه.

 ✅ هناك مكونات لها دور خارجي مثل "تاج" كان الواجب استيعابها لأهميتها وخبرتها في العمل في الخارج بل كان الأجدر أن يكون له ملف العلاقات الخارجية نظرا لما تملكه من تراكم خبرة، وايضا هناك شخصيات في المكونات وشخصيات مستقلة مؤثرة شعبيا او تمتلك كفاءات وخبرات تحتاجها المرحلة من الضروري استيعابها  والاستفادة منها لأن المرحلة تتطلبها.

 

✅ الخطر الذي يواجه الانتقالي سيأتيه اذا ما اقتدى باحد تجربتين :

 ✅ الاقتداء بتجربة بن دغر :

فالواجب محاربة أي خلل يتخلق في الانتقالي ومحاصرته وكشفه ونقده فلا يجعل البعض من مؤسسات الانتقالي أو دوائره امتيازات للقرابات والمعارف أو لتشكيل مراكز قوى لبعض المكونات أو الأحزاب أو التيارات  فذلك خطر سيهدده بالفناء بل سيجعل محافظات تسقط منه عندما تصل إلى قناعة بأن تجربة حكومة بن دغر تتكرر في الانتقالي بالتوظيف على الولاء الحزبي أو العائلات والقرابات والاصدقاء أو  ..الخ

 

 ✅ تحذر قيادة الانتقالي من داء المكونات :

فلا تترك قيادة المجلس للبعض ممن هم مرتبطين به من المكونات أن  يصبح المجلس مجرد مكتب لاعادة  انتاجهم وتقريب أتباعهم على حساب قوى أخرى ،  أو لاعادة التفريخ الذي مورس في المكونات ويسيطر على المجلس الانتقالي من داخله من خلال التأثير الشخصي له باعادة إنتاج لمكونه واتباعه تحت أي مسمى كان.

 

✅ أخيرا طالما وقد تم اتخاذ قرار باسناد دوائر المجلس لشخصيات من خارج قيادة المجلس فإنها فرصة لاستقطاب شخصيات مع هدف التحرير والاستقلال لم يتم استقطابها لكن لا تكون على محاصصة هيئات حراكية أو حزبية بل تقوم على معيار الكفاءة أولا وجلب اية قوة مع الاستقلال وهي ليست في الانتقالي حتى الآن !!

صالح علي الدويل