افتتاح كهرباء مدينة عدن عام 1926م
أنقل لكم: ـ
((إعلان تلفزيوني اثناء الحكم البريطاني لعدن)):
سيداتي آنساتي سادتي : تعلن الهيئة العامة للقوى الكهربائية عن اضطراراها لقطع التيار الكهربائي في كريتر وادي الخساف شارع مصلفح ، سكشن بي وتحديدا البنايات رقم 353اف/46بي و354اف/46بي و355اف/46بي و356اف/46بي وذلك بعد يوم غد لمدة أربعين دقيقة من الساعة 10:10 الى الساعة 10:50 صباحا وذلك لإجراء بعض الترميمات والإصلاحات الضرورية, ويتقدم المدير العام للهيئة باسفه الشديد للساكنين المشتركين عن اية مضايقات قد يواجهونها جراء انقطاع التيار الكهربائي خلال المدة الزمنية المحددة..
ان المدير العام يرجوا من المشتركين تقدير ظروف الهيئة ويتعهد بان تكون الهيئة اكثر التزاما ويتعهد بتقديم خدمة افضل للسادة المشتركين)).
الفقرة السابقة كانت اعلان مدفوع الثمن في وقت الذروة لمشاهدة التلفزيون الساعة الثامنة والنصف مساء نهاية نشرة الاخبار الرئيسية خلال فترة الاستعمار البريطاني ( البغيض)!
وكانت الهيئة العامة للقوى الكهربائية تقوم بترميماتها وصيانة الشبكة دون قطع التيار الكهربائي عن المشتركين ( المواطنين) ولكن بعض الإصلاحات والترميمات لاتتم الا بقطع التيار الكهربائي ،وهذه تحدث أحيانا وعندها تضطر الهيئة الى اشعار المشتركين قبل يومين على الأقل لكي ياخذوا احتياطاتهم .
لقد كانت الهيئة العامة للقوى الكهربائية حينها تدرك المسؤولية الأخلاقية تجاه المشتركين ، وتدرك ان اية اهتزاز في تدفق التيار الكهربائي يؤدي غالبا لتعطيل بعض الاجهزة الكهربلئية و كذا مضايقة الساكنين مما سيجعلها عرضة للمساءلة القانونية من جهة و ماسيعرضها لغرامات مالية وتعويضات مالية للمشتركين ..
لهذا نجد ان التيار الكهربائي لم ينقطع في عدن منذ انشاء اول محطة للكهرباء في عشرينيات القرن الماضي الا بعد الاستئذان الرسمي من المواطنين..قمة الادب و الاخلاق والمسؤولية ..برغم ان الحكام المحتلين كانوا كفار ؟؟؟؟
و حدث في اربعينيات القرن الماضي ان انقطع التيار الكهربائي عن بعض احياء عدن لمدة ساعتين نتيجة خروج احد المولدات عن الخدمة بصورة مفاجئة ، و في فصل الصيف نتيجة ارتفاع غير معتاد في درجات الحرارة ..
وعلى اثرها اتخذ الحاكم العام البريطاني عدة إجراءات منها :
الاجراء الأول: إحالة مدير الكهرباء وكبير المهندسين للتحقيق ثم المحاكمة بتهمة التقصير في أداء واجباتهم وعدم وضعهما لخطة لمواجهة مثل هذه الحالات.
الاجراء الثاني: اذا تطلب الامر قطع التيار الكهربائي نتيجة للعجز في التوليد فيمنع منعا باتا قطع التيار الكهربائي عن الاحياء السكنية والاستعاضة عن ذلك بقطع التيار الكهربائي عن معسكرات الجيش والشرطة في ليك لاين وشامبيون لاين وارم بوليس وكانت حجة الحاكم العام البريطاني ان الاحياء السكنية فيها شيوخ ونساء عواجز وأطفال واي مكروة يحدث لهؤلاء فان ((الرب)) لن يسامحه وسيتعرض لعقوبة ((الرب)) وغضبه.. ناهيك عن مسآئلة الحكومة البريطانية له حيث ان مسؤوليته الأخلاقية تحتم عليه توفير سبيل الراحة لاهالي عدن ، اما المعسكرات فان قاطنيها هم من الرجال واغلبهم شباب لديهم القدرة البنيوية والجسمانية والصحية لتحمل انقطاع الكهرباء.
الاجراء الثالث: اعفاء المواطنين من قيمة الكهرباء لذلك الشهر الذي حدث فيه الانقطاع – وهو انقطاع دام لمدة ساعتين فقط تعويضا لهم لما عانوه من مضايقات جراء انقطاع التيارالكهريائي، وتتحمل هيئة الكهرباء قيمة الكهرباء لذلك الشهر ،
ان الاجراء الثالث الذي اتخذه حاكم عدن تم اعتباره اجراء استباقي حتى لا يقوم المواطنين بملاحقة هيئة الكهرباء قضائيا مما يتسيب لها من خسائر جمة اكثر من قيمة الكهرباء لمدة شهر.
الاجراء الرابع: يتقدم حاكم عدن باعتذاره الشديد لأهالي عدن عموما وللأحياء التي انقطعت عنها الكهرباء خصوصا ويبدى عن اسفه العميق لذلك الانقطاع وتعهد بعدم تكرار ذلك مرة أخرى.
هكذا كان حال الكهرباء في عدن أيام الاستعمار البريطاني (البغيض)؛ عدن التي عرفت الكهرباء قبل أي مدينة في الخليج والجزيرة العربية .. و قبل اكثر من مائة سنة فهي اليوم تعاني من تصرفات عصابة يقودها رئيس وزراء غير مسؤول و وزير كهرباء أكوع و مدير كهرباء لص مليونير من ايرادات و صفقات مؤسسة كهرباء عدنو موجه للانتقام من سكان عدن بتوجيهات الريح الشمالية.
يوم الحساب بات قريبا*