(الأناضول).. وكالة ‘‘إخبارية أم استخبارية‘‘؟

2018-06-16 07:58
(الأناضول).. وكالة ‘‘إخبارية أم استخبارية‘‘؟
شبوه برس - متابعات - دولية

 

‘‘سلامة الضيف أو المصدر‘‘.. هي إحدى أهم قواعد مهنة الصحافة حول العالم. ولكن يبدو أن مؤسسات إعلامية لم تعد تلتزم بها إرضاء للممول أو نظام الحكم في الدولة.

وكالة أنباء الأناضول الحكومية التركية فعلت هذا أكثر من مرة معرضة حياة عدد من المعارضين الأتراك في المهجر للخطر.

 

وكانت الأناضول قد نشرت مقطع فيديو لزوجة أحد المطلوبين لأنقرة بتهمة "الانقلاب" على أردوغان في ولاية نيوجيرزي الأميركية.

والتقطت كاميرا وكالة الأنباء صورا للمواطنة التركية "أينور أوكسوز" سرا وهي زوجة عادل أوكسوز المطلوب في قضية محاولة الانقلاب.

وتتهم أنقرة أوكسوز بكونه أحد المخططين الأساسيين لمحاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا منتصف تموز/يوليو 2016. وأدرجت الحكومة التركية اسم أوكسوز على لائحة المطلوبين للقضاء التركي كأحد أعضاء جماعة "غولن" المتهمة في محاولة الانقلاب.

وقد اختفى أوكسوز بطريقة مفاجئة بعدما تم توقيفه في قاعدة جوية بأنقرة وأطلق سراحه لاحقا، بحسب وكالة الأناضول.

 

مخالفة للقانون الأميركي

ويعد تصرف مراسل وكالة الأناضول مخالفا لقانون "التنصت والمراقبة الإلكترونية" في ولاية نيوجيرزي والذي ينص على تجريم تصوير أحد من دون موافقته، فضلا عن تجريم نشر المادة.

 

وليست هذه المرة الأولى التي يرتكب فيها مراسل للأناضول مثل هذا الفعل، ففي العام الماضي تم التقاط فيديو للمعارض التركي والأستاذ في جامعة يوتا، أمرالله أوسلو.

ويظهر أوسلو في الفيديو رافضا التصوير مع مراسل الأناضول وسط إصرار الأخير. يقول أوسلو لـ"alhurra": "ما رأيته في الفيديو لم يحدث لي وحدي، بل لعدد من المعارضين في الخارج، لدرجة أن بعضهم تلقى تهديدات من جانب مؤيدي أردوغان عندما علموا بعناوين منازلهم". "هناك سياسة تتبعها الحكومة التركية وهي كشف عناوين المعارضين لوسائل الإعلام والتي تعرضها بدورها أمام العالم، فيتوجه مؤيدو أردوغان والعدالة والتنمية إلى منازل هؤلاء"، يضيف أوسلو.

 

ويقول الكاتب التركي، "عرفت وكالة الأناضول عنواني بعد يومين من اتصال السفارة التركية بي، وعقب انتشار الفيديو واشتهار محل إقامتي، توجه العديد من مؤيدي أردوغان إلى منزلي وهددوني أنا وعائلتي.. حدث هذا نحو 10 مرات". "تعرض أيضا معارضون في الدنمارك لمثل هذا، وصلتهم تهديدات بالقتل من جانب مؤيدي أردوغان مما دفعهم لمغادرة منازلهم والاتصال بالشرطة" يضيف أوسلو.

 

وكالة أخبار أم مركز استخبارات؟

ويشير الأستاذ في جامعة يوتا إلى العلاقات القوية بين وكالة الأناضول والسفارة التركية في واشنطن وعدة عواصم أخرى.

ويحيل أوسلو نشاط الوكالة الإخبارية إلى إعادة الهيكلة التي أجرتها فيها المخابرات التركية في عام 2011 و2012 بأوامر من أردوغان حتى أصبحت ذراعا تابعا لها.

 

جدير بالذكر أن صحيفة "دايلي صباح" المؤيدة للحكومة التركية كشفت في تقريرها عن أن مراسلا للأناضول علم بوجود "عادل أوكسوز" داخل أحد المنازل في العاصمة الألمانية برلين.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، إن سلطات بلاده تواصلت بشكل رسمي مع ألمانيا بعد ورود أنباء عن احتمال وجود أوكسوز في برلين، مشيرا إلى أن الحكومة الألمانية أصدرت مذكرة بحث بحق أوكسوز وباقي منتسبي غولن.

Alhurra