دولة علي محسن الأحمر

2018-08-28 07:12
دولة علي محسن الأحمر
شبوه برس - خاص - اليمن

 

إلى نهاية التسعينات من القرن المنصرم، كنتُ أسمع كثيراً في المجالس التي يحضرها مسؤولون نقاشاً واسعاً، أشبه بالفنتازيا، عن دور وأهمية وسطوة الجنرال علي محسن الأحمر، حتى أنني سمعتُ أكثر من مرّة بأن "أوامر وتوجيهات يكتبها الجنرال الأحمر على باكت سجارة تكون أهم وتمشي أسرع في الدوائر الحكومية من ورقة رسمية تخرج من مكتب الرئيس علي عبدالله صالح. بعدها، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وتداول اتهامات وشبهات حول "جنرال الفرقة الأولى" على مستويات عدّة، استغلها صالح لصالح تحجيم دور الأحمر، وتعزيز سلطته، عن طريق إنشاء وحدات عسكرية وأمنية مختلفة، والدفع بأبنه أحمد إلى صدارة المشهد، لكن وعلى الرغم من كل ذلك احتفظ بحضورة القوي والنافذ على الدوام.

******

في تقرير فريق لجنة الخبراء التابع لمجلس الأمن الدولي والصادر في 9 يناير 2018، تم الإشارة المباشرة إلى الجنرال الأحمر في ثلاثة مواضع، كانت على النحو الآتي:

"1- قبل فرض الجزاءات على أبو العباس، حاول  نائب الرئيس علي محسن الأحمر إدماج الميليشيات التابعة له - أبو العباس - في القوات المسلحة اليمنية. لكن المحاولة باءت بالفشل (ص 16، الهوامش).

2- ويختلف الوضع بعض الشيء في مأرب، حيث قضى نائب الرئيس علي محسن الأحمر الكثير من الوقت في زيارة جبهات القتال في صرواح ونهم. وعناصر القوات في تلك المنطقة يتقاضون أجوراً أعلى، وهم مجهزون تجهيزيا أفضل، وذلك نتيجةٌ مباشرة لما تلقونه من دعم ورعاية من نائب ال ئيس الأحمر  (ص 19).

3- علي محسن الأحمر ، أحد أقارب الرئيس السابق علي عبدالله صالح ، انشق عنه في عام 2011 ، وهو أحد أقوى القادة العسكريين في التاريخ اليمني الحديث، ومازال لديه شبكة دعم قوية داخل الجيش اليمني (ص19، الهوامش).

********

مقتطف من مقال لي كتبته بعد تعيينه مباشرة:

" لسنواتٍ طويلةٍ حُكم اليمن بأكثر من رأس سلطوي، لكن ظل هاذان الرأسان (صالح والأحمر) الأبرز والأرفع في مراتب السلطة والذي تنتهي إليهما، بطريقة أو أخرى، كل مجاري السلطة والنفوذ. وإلى نهاية التسعينيات من القرن المنصرم كان يُقال على نطاقٍ واسعٍ بأن اللواء الأحمر هو "الرئيس السري" لليمن، قد يكون هذه التوصيف يكتنفه بعض المبالغة لدور الأحمر، لكن الحقيقة التي لا شك فيها أن هذا الأخير كان يحوز على سلطات رئاسية كاملة بما يُمكننا وصفه بـ"الرئيس الموازي"، إن جاز التعبير."

*- أمين اليافعي :برلين