اليمن واستثمار الصراع

2018-09-09 13:44

 

أزماتنا اليوم أزمات متراكمة ومركبة، وأكثرها تعود لعهد علي عبدالله صالح الذي حاول بعد قتل الحمدي أن يلعب على المتناقضات المحلية ليبقى بالسلطة أطول مدة ممكنه، فاستغل السلطة والمال العام لشراء الذمم، ودعم كل طرف ضد الطرف الثاني حتى يشغل الناس بخلافاتهم، دعم الاصلاح ضد الاشتراكي، ودعم السلفيه ضد الاصلاح، ودعم الشباب المؤمن نواة الحركة الحوثية ضد السلفية، ودعم الثارات والنزاعات بين القبائل، وبين الجماعات وداخل الاحزاب السياسية، وحتى القاعدة دعمها ليستثمر دعم الخارج.

علي عبدالله داهية لكنه استخدم دهاه ليس لبناء دولة أو تطوير وطن وإنما لتعميق سلطته ونفوذ عائلته وقبيلته، ولذلك فشلت الوحدة وفشلت الدولة وعم الفساد والظلم والمحسوبية البلاد.

صحيح أن عهد علي عبدالله أنتهي لكن الصحيح أيضا أن نظامه مازال قائما وأن كل المتحكمين اليوم بمفاصل السلطة من أبرز تلاميذه.

ولا يمكن لعاقل أن يتوقع من أدوات علي عبدالله صالح أن تكون حلا للأزمات التي ساهمت في صنعها، كما لا يمكن له أن يتوقع من الحركة  المذهبية الحوثية المشدودة إلى الماضي أن تكون أداة لمستقبل أفضل.

باختصار ستظل البلاد معجونة بصراعاتها وازماتها إلى أن تظهر قوة جديد في الشمال تستطيع التعامل بعقلانية وحرص مع قضية الجنوب ومع قضايا الشمال نفسه.

محمود السالمي