رئيس ملتقى أبناء شهداء: رغم السكوت من قبل الأشقاء والأصدقاء لم يلجأ شعبنا للشيطان حتى الآن،

2013-04-29 08:33
رئيس ملتقى أبناء شهداء: رغم السكوت من قبل الأشقاء والأصدقاء لم يلجأ شعبنا للشيطان حتى الآن،
شبوة برس- خاص عدن

رئيس ملتقى أبناء شهداء ومناضلي ثورة أكتوبر المجيدة لـ"صحيفة اليقين اليمنية":

 

الحوار الذي يطلبه الجنوبيين لايمكن ان يكون "حوار وطني"وإنما "حوار بين وطنين"

 

إياد علوي فرحان، رئيس المكتب التنفيذي لملتقى أبناء شهداء ومناضلي ثورة 14 أكتوبر المجيدة "أحرار" في لقاء مع "صحيفة اليقين" يتحدث فيه عن الحوار الوطني واسباب رفض المشاركة فيه،وعن الحلول الانسب للقضية الجنوبية،وعن انسحاب الصريمة من مؤتمر الحوار.. كما يتحدث عن الشرعية والزعامة الحقيقية،وعن مؤتمر او لقاء القاهرة ،ويناقش مسألة التوريث لأبناء القادة السياسيين في الساحة الجنوبية ، كما يتطرق عن علاقة ملتقى شهداء اكتوبر بمكونات الحراك الاخرى ، وعن احتمال تحول الملتقى الى فصيل سياسي...

 

س 1) الكل يتحدث أن الحوار هل السبيل الأمثل لحل القضية الجنوبية ، لماذا ترفضون الحوار الوطني؟

 

ج- لا يمكنك أن تستيقظ من سباتك متأخرا وتأتي وتريد أجبار الناس بالعودة إلى الخلف من حيث بدأوا ،الجنوبيين انطلقوا في ثورتهم مبكرا في الوقت الذي كان فيه الآخرين بالشمال يتفرجون عليهم بذهول وهم يواجهون آلة القمع الضخمة وإرهاب سلطة تحظى بكل أشكال الدعم الخارجي،بل رأينا كثيرون منهم يصفقون ويهللون لحاكم صنعاء ومنظومته وهي تقمع الجنوبيين بدلا من أن يشاركوهم النضال ضد الفساد الهائل القابض على مقاليد السلطة والذي يستبد ويفعل بالناس ما يحلو له، ولهذا فالحوار الذي يطلبه الجنوبيين وتتطلبه قضيتهم لا يمكن أن يكون "حوار وطني" لان حوار من هذا النوع فاته القطار منذ أمد بعيد،فاستقل الجنوبيين قطارهم الخاص بوطنهم،وبالتالي لابد أن يكون الحوار الآن " حوار بين وطنين"..الحوار القائم الآن بصنعاء لا يقر بوزن قضية الجنوب وبعدها السياسي الحقيقي و يريد اختزالها وإعادة تشكيلها ورسمها بحسب رغبة القائمين عليه.. فلك أن تتخيل ماذا يمكن أن يكون نوع هذا الحوار الذي تعرف فيه قضية شعب الجنوب من قبل من تسبب بوجودها ومن تسبب بالحرب وأدارها..يعني ان الجاني هو من يدير الحوار وفي ملعبه و يضع التعاريف لجريمته ويوصف حدودها ويضع اقتراحات الحل لها وما على المجني عليه إلا إلاذعان !؟

 

س2) كيف تنظر إلى انسحاب الصريمه من مؤتمر الحوار الوطني؟

 

ج- كنا نتمنى من الشيخ الصريمة وبقية الأخوة ممن كانوا حتى الأمس في المربع الحقيقي للقضية الجنوبية مع شعبهم، سواء الذين ذهبوا إلى حوار صنعاء أو حتى الذين انضموا من قبلهم لحكومة الوفاق إلا يذهبوا،فلا يمكنك أن تناضل إلا وأنت بمربع الحق والقضية الحقيقي دون تزيين أو تجميل،تحضرني الآن عبارة لشخص عزيز جدا ذهب لهذا الحوار كان دائما يقول"بين الجودة والفسالة مسافة شعرة" وأتمنى انه لازال يتذكر مقولته لأنه كان دائما بالنسبة لنا رمز للجودة،يبدو أنهم ذهبوا دون أن يكون بيدهم شيء،فلم اسمع أنهم تحصلوا على أيا من تلك الضمانات والمحددات التي كانوا يطلبونها بإلحاح،ولا ادري على أي أساس ارتحلوا،ربما راهن البعض على حدوث شيء أو اختراق ما والله اعلم،لكنهم خسروا كثيرا،وطنيا وسياسيا،يبدو أن الصريمة فطن بعقلية رجل الأعمال المحنك إلى ضرورة وقف الخسائر من اجل لا شيء،فتدارك الأمر وأنسحب وأحييه على هذا الموقف بشدة، فالمرء يخطئ لكن الخطأ هو الاستمرار به،الجنوب وحراكه السلمي ليس حتى طرف رسمي بالتشاور والتوقيع على أيا من مرجعيات العملية السياسية التي أنتجت هذا الحوار،فلماذا يريد الجميع أن يسوقوه إلى حوار لا يعنيه فعلا ولا ينتج حلول عادلة لقضيته؟

 

س3) ما لذي يعيق توافق الرئيسيين الجنوبيين علي ناصر والبيض؟وأيهما ترونه الرئيس الشرعي لكم؟

ج- انظر.. الشرعية لا تمنح برأيي إلا لمن يستحقها، من يعمل اليوم على إخراج شعبنا من أزمته وينجح في إعادة دولته وأمنه واستقراره سيمنحه شعبنا شرعية أعظم من أي شرعية أخرى،ستكون شرعية تاريخية وسنقيم مدينة ضخمة بحول الله في ضواحي عدن سنسميها بأسمه،الشرعية الحقيقية اليوم هي شرعية شعب الجنوب وثورته السلمية الظافرة والمنتصرة بعون الله،الزعيم الحقيقي برأي الآن هو من يستطيع أن يضحي أكثر ويتقدم ويذهب للناس هو ولا ينتظر مجيئهم لتوحيد الصف،الزعيم الذي يعمل بصدق وشفافية على استقلال وخلاص شعبه ويقدم في سبيل ذلك كل غال ونفيس دون أن ينتظر مقابل.

 

س4) أي حل تظنون انه الأنسب لحل القضية الجنوبية؟

 

ج- لم يحدث أي"تغيير"..أدعياء الحوار هم أنفسهم أدعياء الوحدة،ويدعون للحوار كما دعوا بالسابق للوحدة وبأيديهم الكرباج،وبنفس ثقافة النظام السابق حولوه إلى "صنم" أخر وخط احمر جديد يجلدون الناس لأجله كما فعلوا بالماضي مع خط الوحدة،التأخير في الإقرار بوجود المشكلة كان دائما سمة هؤلاء الذين أوصلوا البلاد إلى هذا الوضع الخطير،الوحدة أنهتها حرب 94م العدوانية وفقدت الشرعية والسند القائمة عليه بالجنوب وهو الشعب الذي لم يعد يقبل بها وصارت موجودة الآن بقوة السلاح والسيطرة العسكرية،وعبارة "وحدة قسرية"هي تدليل لمرادف مؤلم لها وهو الاحتلال،والحل الجنوب بإفتكاك الجنوب عن الشمال وعودة الدولة الجنوبية التي كانت قائمة،وعلى الجميع أن يتقبل هذه الحقيقة ويعمل الجميع على الحوار حولها بتبني من قبل الأسرة الدولية والإقليمية،يجب علينا أن نفكر بالمستقبل وكيف نستطيع أن نجد صيغة معقولة للتعايش والتعاون بين شعوبنا وتحقيق استقرار حقيقي قائم على الشراكة والندية بدلا من الوصول للصراع والاحتراب وما ينتج عنها من فوضى ومآسي إنسانية وأخلاقية،طالما لازال للكلام فرصة يجب أن يكون ذلك قبل فوات الأوان.

 

 

س5- منذ تأسيس ملتقى أبناء شهداء ثورة أكتوبر، وبصفتك رئيسا للملتقى.. ما الذي أضافه الملتقى على الساحة الجنوبية بشكل أو بآخر؟

 

ج- لقد أردنا من خلال تأسيس الملتقى، أو بالأحرى من خلال إصدار"وثيقة للتسامح والتصالح ووحدة المصير بين أبناء الشهداء والمناضلين للمراحل الماضية"، أن نقوم ولو بجهد متواضع في تلك المرحلة العصيبة يساعد في صمود واستمرار جهود التسامح والتصالح؛ كونها الأساس المادي الذي قامت عليه بواكير الحركة النضالية السلمية الجنوبية، ومن ثم اتسعت. وأردنا أن نضخ فيها نفسا إضافيا في وقت الشدة يساعدها على الاستمرار أمام تلك الجهود المضادة الهائلة التي كان أعداء شعبنا يبذلونها لاستحضار صراعات الماضي وإعادة إنتاجها. ونتمنى أن نكون قد وفقنا بذلك، والأمر متروك لغيرنا لتقييم عملنا وما إذا كنا قد أضفنا شيئا أم لا. ولا نستطيع أن نتكلم عن أنفسنا، والمثل يقول: "مادح نفسه كذاب". أما كثرة الكيانات في المشهد الجنوبي فمرده مرور الحراك بطور طبيعي من الأطوار التي قد تمر بها أي حركة شعبية تلقائية واسعة الامتداد بأي مكان في العالم، خصوصا وأن حراكنا تلقائي لم تمسه أيادٍ غريبة من الخارج. ولهذا ومع مرور الوقت ستتطور الممارسة في الساحة وستنضج دون تبني الغرباء لها.

 

س6- أليس هناك مبالغة في حديثك هنا؛ خصوصا بذكر جمل من قبيل "أعداء شعبنا" و"ما يبذلونه من جهود هائلة لاستحضار الماضي" وغيرها من التعبيرات البلاغية؟ يعتقد كثيرون أن هذا يندرج ضمن خطاب عاطفي أصبح متفشيا كثقافة وبشكل واسع داخل الحراك، لتبرير صراعات مازال الجنوب يرزح تحت وطأتها.. كما أنك تتحدث عن حراك لم تمسه أيادي الغرباء.. فيما أصبح أطراف الحراك أنفسهم يصفون بعضهم البعض علانية بـ "طرف أتباع إيران وآخر أتباع السعودية" وما إلى ذلك..؟

 

ج- لا، فلقد استهدفت هذه المنظومة شعباً بأكمله، نهبت واستنزفت مقدراته وثرواته. وقد مورست ضد شعب الجنوب سياسيات ممنهجة قائمة على فكرة عودة الفرع الضال إلى الأصل، ومعززة بالغطاء الديني التكفيري والنظرة العنصرية؛ حولت مناطق الجنوب إمارات ومشيخات لبارونات، وأمراء الحرب الغزاة الفاتحون يسيرونها ببرتوكولاتهم الخاصة غير المرئية، فعاثوا فسادا وإفسادا وأسسوا لأبنائهم الشركات وأرسلوهم إلى أرقى الجامعات؛ بينما ترك أولاد الجنوبيين في الشارع بلا عمل أو دراسة. وخلقوا لنا جيلاً من  ضحاياهم من أولادنا؛ وهو الجيل الذي أسموه جيل الوحدة. وهؤلاء لا يمكن تعويضهم، ليس هذا فحسب، بل كذلك أرادوا إيقاظ الفتن بين الناس...الخ،  فكيف لا يكونون مع كل هذا أعداء لشعبنا؟!

 

س7- ولكنك لم تجب عن سؤالي.. كيف تستطيع أن تؤكد أن الحراك الجنوبي لم تمسسه أيادي الغرباء كما قلت، وخصوصا في ظل اتهام حتى أطراف من الحراك نفسه لإطراف أخرى بوجود العامل الأجنبي في الحراك؟

 

ج- الحراك الجنوبي أوجده الشعب ولم تصنعه السفارات ولا الأجهزة الشقيقة والصديقة. وليس هناك في الحراك من يستلم "حق القهوة" من أي دولة شقيقة، وليس هناك من بينهم من يعتبر نفسه ضابط الارتباط التأريخي للعلاقات مع هذه العاصمة أو تلك، خارج المؤسسات الرسمية، بل على العكس من ذلك؛ حراك الجنوب يقابل من قبل الأشقاء والأصدقاء بالسكوت عن الحق من قبلهم وربما الانحياز للظلم، ورغم هذا لم يلجأ شعبنا للشيطان حتى الآن، رغم أن ذلك سيكون أمراً طبيعياً بالنسبة لغريق لا يلقى النجدة حتى من أولي القربى. البعض يقذف الناس بالحجارة وبيته من زجاج، فالعملاء التاريخيون للخارج يعرفهم شعبنا، ويعرف أين هم وماذا يملكون جراء عمالتهم وبيعهم للأرض والسيادة، ويعرف الناس من هم المتسولون عند أبواب حكام العواصم والذين يمتلكون العصابات والمليشيات والارتباطات المشبوهة مع الخارج منذ عقود طويلة، وبالتالي لا يمكن تقبل اتهاماتهم بينما هم مطعونون في نزاهتهم وأهليتهم أصلا. أما الكلام عن تبني الأجانب للحراك فهو هراء يطلقه البعض لغرض في نفسه، وأعتقد أنه ليس سوى مجرد مغازلة ثقيلة الدم منه لبعض العواصم المؤثرة في الشأن المحلي للتقرب إليها من خلال العزف على الأوتار التي تلفت انتباهها،فهذه الترهات لا ترقى الى مستوى الحقيقة، ولايمكن ان يطلق هذا الاتهام للحراك الجنوبي إلا من صار عمليا ووفق حسابات المنطق خارج مربعات الحراك وربما القضية برمتها،فهل يعقل ان يطلق احد التهم على نفسه !

 

س8- هل الملتقى الذي ترأسه هو مكون سياسي أم اجتماعي  أم ثقافي، أم أنه يراد له أن يكون فصيلاً سياسياً؟

ج- من حق أبناء الشهداء والمناضلين، ومعظمهم صاروا شباباً ورجالاً كباراً الآن، أن يكون لهم تجمعهم أو حتى فصيلهم السياسي؛ فهم يمثلون شريحة واسعة في المجتمع، ولو أوجدوا تجمعاً مناسباً لهم ينظمهم فإني أؤكد لك أنهم سيكونون قوة لها وزنها. هم كثر ومؤهلون وعندهم الكفاءات، ومنهم كثيرون، لهم حضورهم القوي في المجتمع، هم موجودين كذلك في حركة النضال الجنوبية بكثرة وبتميز، والملتقى يضم عناصر كثيرة كانت في الأصل ناشطة في الميدان منذ بدء الحراك. وبعد التأسيس شاركنا بعشرات الفعاليات وأقمنا عشرات اللقاءات إن لم يكن المئات، ونظمنا ندوات متخصصة كذلك لنفس الغرض، ولازلنا ننشط ونتفاعل مع الجميع في كافة المحطات والفعاليات والجهود السياسية، وحتى الميدانية. ولدينا توجه باستحداث فروع للملتقى، وسنبدأ بحضرموت قريبا جدا. وأود القول هنا بأنه لا يوجد ما يمنع أبناء الشهداء من أن يشكلوا لهم تنظيماً سياسياً سواء الآن أو في المستقبل، لم لا؟ وهم ينشطون مثلهم مثل بقية أبناء شعبهم ويتعرضون للاعتقال والإصابة والملاحقة والتهديدات ومحاولة إلصاق التهم بهم؟ بل وصل الأمر لحد استهداف منازلهم وإطلاق النار عليها، مثل ما حدث لأحد مؤسسي ملتقانا، وهو الأخ أحمد امزربة. وهذا مجرد مثال فقط، وبالتالي فملتقانا أسسناه ليكون فصيلاً سياسياً، ومتى ما سمحت الظروف سنطوره أكثر ليتلاءم مع طبيعة المراحل القادمة.

 

س9- تم تأسيس الملتقى الذي ترأسه من مجموعة من أبناء شهداء الصراعات الجنوبية.. فما رأيك فيما نسمعه خلال الفترات الأخيرة من تذمر يبديه كثير من الناس حول التوريث السياسي في الجنوب، وأن أبناء الشهداء أصبحوا يريدون احتكار العمل السياسي والظهور كقادة باستخدام أسماء آبائهم الذين كانوا قادة سياسيين أو عسكريين؛ كونك رئيسا لملتقى أبناء شهداء ثورة أكتوبر، وابناً لقائد سياسي وعسكري كبير ومعروف للجميع في الجنوب؟

 

ج- ألم تسمع بالمثل القائل: "ليس الفتى من قال أبي".. (ضاحكا).. و دعني أوضح لك أن رئاستي للمكتب التنفيذي للملتقى هي توافقية مؤقتة، ربما أملتها طبيعة المرحلة الحالية، وأراد إخوتي في الملتقى منحي إياها ظنا منهم أنهم بذلك إنما يكافئونني لأنهم ثمنوا مساهمتي في المبادرة، ويا لها من مكافأة. وإخوتي الذين أولوني هذه الثقة الغالية يشاركونني الحلم بمستقبل تسوده الديمقراطية واحترام الحريات والحقوق، ولا نريد أن يتكرر لأبنائنا ما حدث لنا، ولن نسمح بذلك. هذا الملتقى أسسناه ليكون إطارا ينظم عملنا ومجهوداتنا المشتركة وقيامنا بواجباتنا تجاه قضية شعبنا العادلة، ولم نرثه من أحد. نحن عموما لم نرث سوى الذكريات، وبخلاف ذلك ورثنا تعقيدات الماضي التي نعمل مع كل الشرفاء على تفكيكها، نحن لم نرث من الماضي سوى المعاناة والحرمان ومصادرة الحقوق من الأنظمة المتعاقبة التي لا تحترم الموتى ولا تقيم للنضال ومناقب الرجال وزناً، فما ورثنا ليس سوى النكران والجحود والتنصل والتناسي من جهة من كانوا إخوة وزملاء لآبائنا أو تلاميذ أو موالين لهم، وصاروا اليوم بارونات وأمراء. وكثيرون لا يعلمون حقيقتهم وحقيقة وزنهم، مثلما نعلمها نحن؛ لأننا رأيناهم كيف تصرفوا بالماضي وماذا فعلوا عندما دارت الرحى في أكثر من مناسبة..! وعموما نحن لانريد ان نخوض بالماضي الذي ننادي بتجاوزه..نريد فقط ان تعود البسمة والامل لمواطني شعبنا الجنوبي الحبيب..

 

س10- هناك تناقض في طرحك، تنفي وجود توريث لأبناء القادة السابقين وفي ذات الوقت تؤكد أن ملتقى أبناء الشهداء الذي تقوده هو فصيل سياسي.. لماذا لا تنخرطون ضمن المكونات الموجودة والحراك العام لتحقيق ما تقول إنكم تسعون وتطمحون لتحقيقه؛ مثل الدولة المدنية والمواطنة المتساوية والحريات وغيرها، وليس تأسيس مكون يكون حكراً على فئة معينة، هي أبناء الشهداء؟

 

ج- أكرر لك؛ نحن لم نرث شيئاً، لا حسابات في البنوك ولا شركات ما وراء البحار، ولم يترك لنا عقارات ومزارع وخيول ويخوت. آباؤنا مات معظمهم مديونين ولم يتركوا لأبنائهم قطاعات نفط أو مساحات أراض بعضها بحجم دول، كي تصف الأمر بالتوريث؟ نحن لم نرث سوى دوافع وطنية خالصة ترتبط برصيد من سبقونا في الشأن الوطني تمنعنا من أن نقدم على دفن رؤوسنا تحت الرمال كما يفعل كثيرون. وعبرنا عن موقفنا الصريح والواضح مع أهلنا وشعبنا, وأسسنا ملتقانا استنادا إلى وثيقة سياسية صدرت عنا كشريحة مجتمعية أرادت قول كلمتها حيال جزئية هامة وحساسة في خضم صراع تاريخي يخوضه شعبنا لأجل البقاء. وبالتالي كان إنشاء ملتقانا الخطوة التالية الطبيعية لنا. وحددنا مجال نشاطنا السياسي في ما يتعلق بالمسيرة التسامحية والتصالحية التي اعتبرناها الأساس لأي مشروع سياسي جنوبي، وبمعنى أدق اعتبرناها المشروع الأكبر، فمعظم الكيانات الأخرى للأسف وبمجرد أن رأت الشارع تعلو موجاته تركت يافطات التصالح والتسامح جانبا وانتقلت لمربع التنافس والسباق على الصدارة،وكأننا نناضل لبلوغ سلطة وليس تحرير وطن!وحصرت التسامح والتصالح بالكلمات في خطاباتها،ولهذا بدأت تظهر بعض الممارسات الخاطئة في صفوفها،وبدأ التطرف والاقصاء والانفراد يطل برأسه مجددا في بعض الأحيان.

 

س11- (مقاطعا) كيف يمكن إقناعنا بأن الملتقى ومن فيه قريبون سياسيا من جميع التيارات أو الأطراف الموجودة داخل الحراك، فيما نعرف أن هناك من المؤسسين من ينتمون إلى تيار القاهرة وآخرين إلى تيار بيروت؟ أي أنك تنفي بنفسك أن يكون الملتقى وأعضاؤه قريبا من كل الأطراف عند إعلانكم صراحة أنه أصبح فصيلاً سياسياً؟

 

ج- لقد قلت لك إننا أسسنا الملتقى "ليكون" ربما في المستقبل فصيلاً سياسياً بعد تطويره لأجل ذلك. إن قربنا من اتجاهات مختلفة لا يستوجب بالضرورة الانحياز والتعصب لطرف بعينه أو تيار بحد ذاته. نحن ولله الحمد لم نترك لهواجس المنافسات العبثية وتسابق الزعامات الوهمية العنان ليسيطر علينا. ولذا يجب أن نفهم جميعنا أن الزمن لن يعود للخلف، وإن عادت دولة فلن تكون بيد أحد كما كانت بالماضي، ونحن لأننا جزء من أبناء ضحايا الماضي، وليس جميعهم بطبيعة الحال، واكتوينا به جدا يجب أن نكون الأكثر تنبها ويقظة واتزاناً إزاء هذه الممارسات الهدامة. نحن نريد حلا عادلا لأهلنا وشعبنا، حلا قابلا للحياة والاستمرار يستطيع من خلاله شعبنا أن يؤسس عليه مستقبله الآمن المزدهر، ولا نريد أن ننخرط في منافسات سخيفة وعبثية تؤخر تحقيق هذا الحل ،وانخراط بعضنا في العمل في اطر أخرى إنما المقصود به المساهمة منا بمجهودات مشتركة أكثر أتساعا وشمولا من تلك المحصورة بالمكونات الصغيرة،ولكن الملتقى مرجعية أساسية بالنسبة لنا،لان مشاركتنا مع الآخرين هي اقرب من أن تكون انفتاحا تجاههم واتجاه فكرة إنجاح أي مسعى جماعي لصالح القضية،وليس إرضاء لأشخاص أو تبعية لأحد.

 

س12- كيف تنظرون في الملتقى إلى اللقاء المتوقع في القاهرة نهاية الشهر؟ وهل ستشاركون فيه؟

ج- من المؤسف أن مثل هذه اللقاءات عندما تعقد يشعر البعض بالقلق حيالها، بدلا من استبشار الخير منها. وهذا الأمر يمكن تفهمه لأنه ناتج عن شعور البعض بالإقصاء من جهة الطرف الآخر أو التجاهل. وضعف التواصل والاتصال البيني بين المكونات الجنوبية المختلفة هو سبب ذلك. يفترض أن تكون كثرة اللقاءات الجنوبية البينية أمرا طبيعيا منذ سنوات طويلة، وليس منذ الآن وحسب، ونستغرب حقيقة عند سماعنا للبعض وهو يضع الشروط  المسبقة لأي لقاء جنوبي-جنوبي والتي تكون بعضها سخيفة وغريبة ومضحكة في بعض الأحيان وتدل على غباء سياسي وعمى بصيرة. هذه العقلية التي تضع شروطاً مسبقة لعقد لقاء يجمع إخوة الوطن والقضية إنما هي عقلية ناتجة عن مرض وأوهام تنصيب الذات كوصي على القضية، وكأن الآخرين مجرد توابع. وهذا أمر غير مقبول ونستهجنه، فلا أحد وصي على شعب الجنوب أو قضيته كائناً من يكون، النضال ليس حكرا على أحد والقضية ليست وكالة حصرية لطرف بعينه، وإنما هي مسؤولية وواجب على الجميع. لكننا بقدر ما ندعو لتشجيع هذه اللقاءات فإننا ندعو إلى تنظيمها جيدا وبمسعى صادق ومجرد من الذاتية كي تصير محطات تساعد على"تقارب الناس" وترسخ مبدأي الحوار والمشاركة بينهم؛ ولكن أن يتم ترتيب هذه اللقاءات بطريقة الزفات الفوضوية التي يغلب عليها طابع التفضيلات الشخصية والمزاجية وسوء التنظيم، فلا يمكن أن تخرج بالقيمة المرجوة منها مهما كان حجم التهليل والتلميع الإعلامي لها.

واللقاء القادم وغيره من اللقاءات نأمل أن تكون محطات هامة على طريق التوحيد بين ألوان الطيف الجنوبي من جهة ،والتقارب مع المجتمع الدولي من جهة أخرى،ونحن من جانبنا طالبنا بإشراكنا في أية حوارات،ولن نرفض المشاركة بأي جهد يخدم قضيتنا ووحدة صفنا.