سري للغاية : رسالة إلى صديقي "صالح الجبواني" وبقية "قطاقيط التماسيح"

2019-10-13 14:15
سري للغاية : رسالة إلى صديقي "صالح الجبواني" وبقية "قطاقيط التماسيح"
شبوه برس - خـاص - عتــق شبـوه

 

وجه كاتب ومثقف سياسي رسالة خاصة وسرية جدا وفق تعبيره إلى صديقه "صالح الجبواني" ومنه إلى "أحمد الميسري" وبقية الجنوبيين عبر "شبوه برس" ممن يخدمون في صفوف الإحتلال اليمني لأرض الجنوب شبههم فيها بطيور "القطاقيط" التي تعتاش على ما يعلق بين أنياب التماسيح واسنانها من بقايا فرائسه وقد يبتلعها في غالب الأحيان وهو ما يحدث مع كل جنوبي يخدم المحتل وضرب أمثلة كثيرة على ذلك .

 

محرر "شبوه برس" تلقى الرسالة التالية من الكاتب "سالم صالح بن هارون" ويعيد نشرها :

أنني اكتب رسالتي هذه إلى صديقي صالح الجبواني ، ومن عبره إلى أحمد الميسري ، ومن عبرهم إلى كل جنوبي يقف ضد فك الارتباط بين الجنوب والجمهورية العربية اليمنية ، والتي أبين فيها مايلي :

 

لقد ذهب السيد علي سالم البيض وطغمته إلى صنعاء بدولتهم ووطنهم ، وأول مكافئة نالوها هي اغتيال كوادرهم في صنعاء ، ثم في مختلف المحافظات ، ثم  تآمروا عليهم لاخراجهم من السلطة بواسطة الانتخابات المزيفة ، لكنها فشلت ، لوقوف شعب الجنوب مع الجنوبيين في الحزب الاشتراكي ، وهذا ما ظهر في انتخابات 93 والتي كانت بمثابة  أول استفتاء غير معلن  على فك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية ، وذالك ما اظهرته نتائج الانتخابات ، والتي سيطر فيها الحزب الاشتراكي على كل المقاعد تقريبا في الجنوب .

 

بعد انتخابات 93 قرأ الشماليون على اختلاف مشاربهم السياسية والاجتماعية ، رسالة نتائج الانتخابات ، وقاموا بالتحضير والاعداد للحرب التي بدأوها في 28 أبريل 94 على الجنوب ، وتم انتصارهم الكامل في 7 يوليو 94 ، ثم تم استبدال نظم دولة  الوحدة بنظام دولة الاحتلال ( الجمهورية العربية اليمنية ) .

 

بعد هذا الاحتلال سيطرت القوى المتنفذة في الشمال على كل مفاصل السلطة والثروة في الجنوب ، واخرجوا  جنوبيي الطغمة إلى خارج البلاد ، ومن تبقى الزموه بيته ، كما أنهم تعاملوا مع جنوبيي الزمرة كمواطنين من الدرجة الثانية ولم يكن لهم أي دور في الدولة إلا كوكلاء للقوى المتنفذة في الشمال على الجنوب ، ولقد عاينا التعامل مع رموز الجنوب من مجموعة الزمرة من قبل القوى المتنفذة في الشمال عندما استقرت لهم الأوضاع بعد الحرب ، ومنهم الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي وأحمد مساعد حسين والدكتور الأحمدي واللواء عوض محمد فريد واللواء علي منصور رشيد ، ولولاء إن من الله علينا بإخراج الحراك الجنوبي من جمعية ردفان ، لكنا الجنوبيين على اختلاف مشاربنا السياسية والإجتماعية في خبر كان .

 

ولتلاحق الأحداث ممثلة بأحداث حركة أنصار الله في صعدة ، ثم ثورة الشباب في صنعاء ، ثم استيلاء الحوثيين على صنعاء وتمددهم في بقية محافظات الجمهورية ، والذي كان يعني سيطرة قوى متنفذة شمالية أخرى غير السابقة ، ولكن من الله على الجنوبيين بقيام التحالف بعاصفة الحزم والتي استطاع الجنوبيون بمساعدتها تحرير معظم الجنوب من الحوثيين ،  ولولاء اختلاف الجنوبيين ونكايتهم ببعضهم بعضا ، لتم فك الارتباط بين الجنوب والجمهورية العربية اليمنية منذ زمن طويل ، ولكن للأسف أن ثقافة الثأر المستحضره من أدبيات حرب البسوس وداحس والغبراء ويوم بغاث ، لا تزال مسيطرة على عقول الجنوبيون ويتم تغذيتها بين الحين والآخر من قبل القوى المتنفذة في الشمال الحوثية والشرعية ، وهي العائق الأساسي أمام وحدة الجنوبيين واصطفافهم من أجل تحقيق فك الارتباط .

 

إن هذه الثقافة الجاهلية هي من جعلت الجنوبيون يقفون ضد بعضهم بعضا ويضحون بمصالحهم الاستراتيجية ومستقبلهم ومستقبل اجيالهم من اجل النكاية بالجنوبي الآخر ، واتخاذ من شماعة أهل المثلث بشكل عام وأهل الضالع بشكل خاص مبرر لمواقفهم هذه ، لقد رفع الجنوبيين المؤيدين لشعار فك الارتباط شعار استعادة الجنوب وبناء دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية فيه ، تقوم على أساس التداول السلمي للسلطة ، وتتحول المحافظات إلى ولايات فيدرالية مستقلة في إطار الدولة الاتحادية الفيدرالية الجنوبية ، وهذا حل للمصابون بفوبيا الخوف من أصحاب المثلث بشكل عام وأصحاب الضالع بشكل خاص .

 

إن الارتهان للاحتلال مقابل الفتات الذي تحصلون عليه من هذه القوى الشمالية المتنفذة ، الذي هو اساسا جزءا يسيرا من حقكم الذي ينهبوه ، قد جعلكم تمثلون دور قطاقيط التماسيح ، وهي طيور تفتح التماسيح افواهها وتأتي هذه الطيور لتنظيف ما علق من بقايا فرائس تلك التماسيح باسنانها ، لكنها وإن نجت هذه الطيور في بعض المرات لن تنجو من التهام التمساح لها في مرات قادمة ، وهذه القطاقيط هي كل أولئك الجنوبيون المرتبطة مصالحهم بهذا الاحتلال الاستيطاني المتخلف لبلادنا ولا يؤيدون فك ارتباط الجنوب بالجمهورية العربية اليمنية .

 

في الأخير إن لم تكن لدينا صحوة ، تجعلنا نحدد أهدافنا ومصالحنا الاستراتيجية كجنوبيين ، بعيدا عن المزايدات والغلو والتطرف والنكاية بالآخر بفعل ثقافة الثأر ، فإن مصيرنا كجنوبيين سيكون اسواء من مصير إخوانا الفلسطينين والسوريين ، وسنصبح مشتتين في جميع بقاع الأرض كحال الفلسطينين والسوريين ، وانت يا صديقي الاول منا والذي قد  اتخذت من لندن وطنا لك ولاسرتك ، واني اذكرك بالمثل العامي في بلادنا الذي يقول ثوب العيارة ما يغطي قحرة .

 

لم تكن مؤامرة استيطانهم في بلادنا وطردنا منها ، وليدة اليوم بل إنها من ما قبل الاستعمار البريطاني عندما تقرأ التاريخ ، لقد استغبونا بالشعارات الأممية والقومية حتى ذهبنا إلى صنعاء بارجلنا ، وهاهم اليوم يستغبون تيار عريض من الجنوبيين بشعار الأممية الإسلامية ، وهم لا تهمهم أممية بروليتارية ولا اسلامية ، وإنما همهم هو طردنا من وطنا  لنصبح مشردين في بقاع الأرض ، وهم يستوطنون فيه كابشع احتلال استيطاني متخلف عرفته البشرية عبر عصور التاريخ .