دور العامل القبلي والمناطقي في الأزمات السياسية في الجنوب منذ أكتوبر 1963م

2019-11-21 00:12
دور العامل القبلي والمناطقي في الأزمات السياسية في الجنوب منذ أكتوبر 1963م

العقيد حسين عثمان عشال قائد جيش الجنوب بعد الاستقلال وإلى يساره علي محمد القفيش

شبوه برس- خـاص - عـــدن

 

قال كاتب سياسي أن العامل القبلي والمناطقي  منذو انطلاق ثورة 14 أكتوبر 63 ، هو العامل الأساسي الذي يحدد الاتجاه العام في الجنوب ، حيث ان أخراج حزب رابطة أبناء الجنوب العربي وجبهة التحرير من المسرح السياسي في الجنوب قبل الاستقلال ، كان بفعل الدور الأساسي للعامل القبلي المناطقي .

 

وقال الكاتب "سالم صالح بن هارون" في موضوع خص به موقع "شبوه برس" وجاء في سياقه : بعد الاستقلال كان في أحداث 22 يونيو 69 على قحطان الشعبي وفيصل عبد اللطيف الشعبي ، للعامل الأساسي القبلي المناطقي الدور الأساسي في هذه الأحداث ، وما كانت هذه الأحداث لأن قحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف قد خانوا أهداف ثورة 14 أكتوبر 63 ومبادئها .

 

ثم أحداث 26 يونيو 78 كانت أيضا ، بفعل دور العامل الأساسي القبلي والمناطقي ، وليس لإن هناك خيانة أيضا من قبل الرئيس سالم ربيع علي وأنصاره ، لأهداف ومبادئ ثورة 14 أكتوبر 63 ، أو حتى وجود خلاف إيديولوجي بين الرئيس سالمين وانصاره وبين المناوئين له بزعامة عبد الفتاح إسماعيل .

 

ثم أحداث 13 يناير 86 والتي ظهر فيها أيضا دور العامل  الأساسي القبلي والمناطقي بشكل جلي بين المتصارعين في هذه الأحداث ، والتي شكلت أقوى ضربة للنظام الوطني الديمقراطي في الجنوب ، في حين أيضا أنه لا توجد هناك اي خيانة لأهداف ومبادئ ثورة 14 أكتوبر 63 ، من قبل أي من الجناحين المتصارعين ، ولا توجد بينهما أي اختلافات سياسية أو ايدلوجية أيضا .

 

وظل هذا العامل الأساسي القبلي  المناطقي ، هو من يلعب الدور الأساسي في تحديد الاتجاه العام أيضا في الجنوب بعد أحداث يناير 86 ، وكان له الدور الأساسي في الدفع باتخاذ قرار الوحدة مع العربية اليمنية في 22 مايو 90 .

 

وبعد الوحدة كان هذا العامل القبلي المناطقي هو من يحدد الاتجاه العام بالنسبة للجنوبيين ، وهو سبب هزيمة الجنوبيين في حرب صيف 94 ، هذه الحرب التي أدت إلى احتلال الجنوب من قبل العربية اليمنية باعتراف علي محسن الأحمر .

 

وإلى اليوم لا يزال العامل القبلي المناطقي هو من يلعب الدور الأساسي في تحديد الاتجاه العام في الجنوب ، وهو العامل الأساسي الذي يحول دون عملية فك الارتباط بين الجنوب والجمهورية العربية اليمنية .

 

لم يلعب العامل القبلي المناطقي أي دورا إيجابيا في عملية تطور المجتمع الجنوبي منذ انطلاقة ثورة 14 اكتوبر حتى اليوم ، بل كان يلعب دور العامل السلبي الأساسي من بين تلك العوامل السلبية التي تحول دون تطور المجتمع الجنوبي نحو افق التقدم والرفاهية والرقي ، ولكن في اعتقادي إن ذاكرة الوعي الجمعي الجنوبي مصابة بالزهايمر .

 

لا يمكن أن يضع المجتمع الجنوبي أولى خطواته على درجاته سلم التقدم والرقي والتحضر والرفاهية والرخاء ، إلا إذا قام بإلغاء دور هذا العامل القبلي المناطقي من إن يكون هو العامل الأساسي الذي يحدد الاتجاه العام في الجنوب ، واستبداله بالعامل الجماهيري العام ، الذي يمثل مختلف طبقات وفئات شعب الجنوب الاخرى ، من خلال سيادة منظومة الحياة  الديمقراطية في المجتمع الجنوبي ، وسيادة دولة النظام والقانون والحريه والعداله والمساواة والأمن والسلام والاستقرار .