دجالون يسوقون بضاعة الوهم للشعب

2019-12-11 10:37

 

هناك من يدعي العفة والشرف والطهارة نهارا وليلا يتنقل بين أحضان المومسات في مواخير الدعارة ، وهناك من يدعي الصدق والأمانة والوفاء وهو أكذب من مسيلمه الكذاب وامكر من معاوية بن أبي سفيان واخلف من عرقوب ، وهناك من يدعي العلم والدين وهو اجهل من ابى جهل واكثر نفاقا من ابن سلول ، وهناك من يقول أن الفقر ليس عيباً وأن الإنسان بنزاهته وقيمه وأخلاقه وهو معروف بالنصب والاحتيال وعدم الأخلاق ، جيوبه ممتلئة وأرصدته تتضخم ، ومشاريعه تكبر وتتكاثر ، ونحن نعلم جميعا أن كل ذالك من أموال الشعب التي اكتسبها من خلال ممارسته للفساد والعمالة . 

 

أما بالنسبة للجانب السياسي فحدث ولا حرج ، فكم رأينا سياسيون كنا نضرب بهم المثل في الوطنية قد تحولوا بين عشية وضحاها إلى عملاء ومرتزقة ، وما كانت الوطنية الا مجرد قناع، وما كان النضال الا ستار وضحك على الذقون لتمرير الصفقات والمؤامرات تحت غطاء الشعارات الدينية والوطنية ، وعلى حساب حقوق الشعوب وثوابتها الوطنيه والدينية ومآثرها التاريخية .

 

إن كل ما يجري اليوم على الساحة يبعث على التقزز ثم التقيوء ، بعد أن شاهدنا مغادرة الكثير من الثوار متارس النضال وساحاته المعطرة بدماء الشهداء ، وتهافتهم على غرف الفنادق والشاليهات والشقق المفروشة لعلهم يجدون شيئا من فتات موائد الملوك والسلاطين والأمراء والشيوخ ، يعرضون بعض من أشلاء ذالك الوطن ، الذي ثاروا ذات يوما من اجله ، كسلعة رخيصة يساومون عليها في سوق العمالة الإقليمية والدولية ، غير مكترثين بالمصالح الاستراتيجية لشعبهم ولا مكترثين بمستقبله ولا حاضره ولا بماضيه المجيد ، لقد قاموا باغتيال الماضي وجعلوا من الحاضر مأساة ومن المستقبل سراب ، والتحقوا باولئك الذين جعلوا من الله وسيلة ومن الدين سلعة بها تمرر الآيات والأحاديث حسب الطلب ، فهذه هي الحقيقة وإن كره الصادقون والقابضون على الجمر اظهارها ، او غضب الممثلون والمهرجون السياسيون الذين باعوا الوطن او الذين سمحوا بذلك وظهروا على حقيقتهم ، انهم لم يكونوا إلا دجالون يسوقون بضاعة الوهم لشعب لصالح أسيادهم .