الفساد هو أقوى العوامل التي تعيق عملية فك الارتباط

2020-02-15 19:33

 

 ان النضال الوطني لأي شعب من الشعوب المضطهدة ، سواء الواقعة تحت نير احتلال دولة أخرى ، أو واقعة تحت نظام دكتاتوري مستبد ، ليس هرطقات فلسفية ، او ثرثرة ثقافية ، بل انه خلاصة تجارب هذه الشعوب المضطهدة ، فالنضال والثورة ، يفجرهما العامل الموضوعي أولاً ، المتمثل بالاحتلال ، أو الحكم الدكتاتوري المستبد ، والظلم وفقدان الأمن الوطني والاجتماعي ، وفقدان الحرية والعدالة والمساواة والاستقرار المعيشي ، والعامل الذاتي يتمثل بالحزب والتنظيم الذي يقود الناس نحو الهدف .

ففي وطننا الحبيب الجنوب العربي ، خرجت المسيرات المليونية من جميع أنحاء الجنوب ، من باب المندب الى المهرة ، مطالبة بإنهاء احتلال الجمهورية العربية اليمنية ، لبلادنا الجنوب العربي .

 فالسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو : طالما أن العامل الموضوعي موجود ، المتمثل في الإحتلال ، والعامل الذاتي متوفر ، والذي يتمثل في المجلس الانتقالي الجنوبي ، والمكونات الأخرى التي تناضل لإزالة الاحتلال ، تحت أي مسمى كان ، لماذا لم تتحقق النتائج المرجوة من النضال من أجل إزالة الإحتلال ؟ بالرغم من توافر العامل الموضوعي والذاتي ، في اعتقادي إن السبب يعود إلى وجود الفاسدين ، الذين أثروا من وضع الحرب القائمة ، ومن بقاء الإحتلال ، فلا مصلحة لهم في إزالة الاحتلال ، او إيقاف الحرب ، حتى لا يخسروا ما جنوه وما سيجنوه من استمرارية الحرب وبقاء الاحتلال ، وهؤلاء الفاسدين ، هم من التجار ، وكبار الموظفين المدنيين والعسكريين ،  والكثير من نخب المجتمع السياسية والاجتماعية ، بما فيها بعضا من أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي ، والمكونات الأخرى الداعية إلى إزالة الاحتلال ، مشكلة شعب الجنوب في أولئك الفاسدين المستفيدين من الحرب والإحتلال .

إن الانقسامات بين تيارات إزالة الاحتلال هي لصالح هؤلاء الفاسدون والإحتلال ، كما إن عدم نجاح جهود توحيد مكونات تيار إزالة الاحتلال ، هو بسبب نفوذ هؤلاء الفاسدين وتأثيرهم على مكونات هذا التيار ، وهذا النفوذ والتأثير ، هو أقوى من أية عوامل ضاغطة أخرى ، وبالتالي هو أقوى العوامل التي تعيق عملية فك الارتباط ، بين الجنوب والجمهورية العربية اليمنية .