على خطى التشيك والسلوفاك: قراءة في مشروع تكتل الجنوبيين المستقلين لحل القضية الجنوبية

2013-05-25 16:32
على خطى التشيك والسلوفاك: قراءة في مشروع تكتل الجنوبيين المستقلين لحل القضية الجنوبية
شبوة برس- خاص صنعاء

عن تكتل الجنوبيين المستقلين في مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء صدر يوم امس الجمعة 24 مايو 2013م مشروعا تحت عنوان( مشروع تكتل الجنوبيين المستقلين لحل لقضية اليمنية ـ تحت شعار ـ أشقاء في دولتين) يتكون المشروع من قرابة عشر صفحات حجم كبير مطبوعة على الكمبيوتر.

مع أن المشروع بين أيدينا لكن لا يحق لنا نشره لأن هناك أولويات لتوزيعه. حيث سيتم توزيعه في البداية على الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وكذا على بعض سفراء الدول الفاعلة في صنعاء ورؤساء فرق مؤتمر الحوار الوطني ومراكزا الابحاث الاستراتيجية العربية والدولية. ولهذا سوف نقدم قراءة موجزة لهذا المشروع حتى يكون القراء الجنوبيين بشكل خاص وغيرهم بشكل عام على بينة من اهم اتجاهات هذا المشروع.

 

هذا الشروع قامت بإعداده  مجموعة من المثقفين الجنوبيين والمثقفات الجنوبيات وتم عرضه على عدد المثقفين الجنوبيين والمثقفات الجنوبيات في داخل الوطن وخارجه ووضعت عليه بعض الملاحظات , ولكن اجمالا رحبت بفكرته.

 

مقدمة المشروع أوضحت اسباب طرح المشروع بأن وحدة 22 مايو 1990م فشلت باعتراف كل الاطراف المحلية والاقليمية والدولية وان تلك الوحدة انتهت بحرب احتلال الجنوب عن 1994م وأن شعب الجنوب رفض فرض الوحدة بالقوة ولن يقبل بها. والاهم من ذلك أن بقاء هذه الوحدة على وضعها الحالي اصبح وبالاً ليس على الشعب في الجنوب وإنما على الشعب في الشمال. فقد تحولت هذه الوحدة لخدمة مصالح قلة متنفذة في الشمال. ولهذا فان العودة إلى ما قبل وحدة 22 مايو 1990م هو الحل الأمثل للقضية اليمنية بشكل عام.

 

وحذر المشروع الدول الراعية للمبادر الخليجية أن عدم الاخذ بهذا المشروع ووضع حلول جدية للقضية الجنوبية وتمكين شعب الجنوب من استعادة حقوقه وتقرير مصيره سوف تؤدي الى انزلاقات خطيرة بدأت تظهر صورها في الافق. وان ذلك قد يؤدي الى حرب اهلية طويلة الامد سوف تؤثر على الاوضاع في اليمن الجنوبي واليمن الشمالي وعلى السلم الاقليمي والدولي. فمن يرفضون اليوم العودة الى اوضاع من قبل عام 1990م عليهم أن يدركوا ان التقسيم لليمن الى عدة أجزاء سيكون هو القادم. وطلب المشروع من دول الخليج على وجه التحديد تحمل مسئوليتها التاريخية والاخلاقية ولما يربطها بالشعب اليمني جنوبا وشمالا من صلاة قربى ودين وجغرافيا.... الخ وأن تستجيب لصوت العقل.    

 

فكرة المشروع الاساسية هي مطولة وتم اخذها من عدة مصادر نظرية وواقعية ولكن ما تم نشره كان عبارة عن عناوين رئيسة:

 

 أولاً: العودة السياسية إلى ما قبل أوضاع 22 مايو 1990م وبشكل سلمي وسلس: واشتمل على خمسة بنود رئيسية تتضمن رؤية متكاملة لهذه العودة وتحت اشراف اقليمي ودولي.

 

ثانياً: تشكيل حكومة جنوبية انتقالية محدودة العدد ووفقا لمعايير وطنية ومهنية وبمساعدة لجنة خاصة من الامم المتحدة ودول الخليج. على ان تكون الفترة الانتقالية لا تزيد عن سنتين.  وحددت عشر مهام للحكومة الانتقالية. وفي هذه المرحلة سوف تتم إعادة تشكيل قضاء جنوبي مستقل ويكون له دور هام ويصبح هو المرجعية في حل جميع القضايا. وبما يجعل من دولة اليمن الجنوبي دولة مدنية حديثة .. دولة نظام وقانون قائمة على النهج الديمقراطي.  

 

ثالثاً: الاسس التي سوف تقوم عليها دولة اليمن الجنوبي: وهنا تم توضيح التعاريف العامة لهذه الدولة . كما تم ابراز السياسة العامة لهذه الدولة على الصعيد الداخلي وفي مختلف المجالات. وكذا علاقة دولة اليمن الجنوبي مع دولة اليمن الشمالي والتي تحمل في طياتها رؤية ايجابية في التعامل مع شعب اليمن الشمالي تطبيقا لشعار ( أشقاء في دولتين) . كما حرص المشروع على إبراز صورة العلاقة التي سوف تنتهجها دولة اليمن الجنوبي مع دول الخليج العربي وكذا مع المجتمع الدولي . وأكد على التزام الدولة الجنوبية القادمة بكل الاتفاقيات الدولية والاقتصادية التي وقعت في ضل دولة الوحدة. وان دولة اليمن الجنوبي سوف تكون عامل استقرار في المنطقة وتدعم كل الاتفاقية الدولية وترفض الارهاب والتطرف بكل اشكاله.

 

الخلاصة:

 

 كانت هذه هي قراءة موجزة لما جاء في المشروع. وهنا سوف ابين رؤيتي الخاصة للمشروع:

 

1. هو إحياء للوثيقة التي قامت عليها الثورة الجنوبية.. هذه الثورة التي تتعرض اليوم لمحاولة السرقة من قبل أمراء الصراعات الدموية السابقة في الجنوب. الذي نسأل الله لهم ما سأله النبي نوح عليه الصلاة والسلام لقومه.

 

2. هو إحياء للنسخة الاصلية للبرنامج السياسي للحراك السلمي الجنوبي .. ذلك البرنامج الذي تعرض للخصخصة من قبل فريق بيروت وتفصيله على مقاسهم بما بمكنهم من العودة إلى حكم الجنوب.

 

3. مقدمي المشروع لم يفصلونه على مقاسهم وإنما فصلوه على مقاس الجنوب وقضيته. ولم يدعوا حق تمثيل شعب الجنوب أو زعامته. ولا يقسمون شعب الجنوب إلى استقلاليين وغير استقلاليين , واعتبروا كل مواطن جنوبي هو مسئول عن هذا المشروع.

 

4. يقدم المشروع اجابة عقلانية عن رؤية القوى الجنوبية لاستعادة دولة الجنوب بصورة سلمية وسلسة . فقد كان البعض يقول أن هدفه الاستقلال ولكن ليس لديه رؤية لتحقيق هذا الاستقلال. ليقنع بها الرأي العام المحلي والاقليمي والدولي.

 

5. اوضح المشروع ان شعب الجنوب حريصا على حفظ الاستقرار في اليمن الشمالي لان العكس لا يخدم الجنوب. وهو مشروع بعيدا عن الشطحات والتطرف.

 

6. سوف يصبح المشروع في الفترة القادمة الرؤية المعقولة لمناقشة القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار الوطني المنعقد حاليا في صنعاء. فكل الاطراف لا تمتلك رؤية.

 

7. اشرك المشروع الاطراف الرئيسية في حل القضية الجنوبية , فالقضية الجنوبية لا يمكن حلها إلا باشتراك الثلاثة الاطراف الرئيسة وهي: شعب الجنوب وهو الفاعل الرئيسي , وشعب الشمال , والمجتمعين الاقليمي والدولي .

 

بقلم/ محمد عباس ناجي.

25 مايو 2013.