كتب الزميل الاعلامي ناشر صحيفة النداء سامي غالب في مدونة محمد عبده العبسي مطالبا بالكشف عن رفاة المخفيين قسرا في صنعاء وتم قتلهم نهاية السبعينات وكذلك رفاة الجنوبيين الذين تم قتلهم من نظام الجبهة القومية وإخفاء جثههم إبان مرحلة اللحس والدحس والسحل وسحب الجثث بالسيارات مطلع السبعينات في مرحلة الهيجان الثوري التي تصدى لها صقور الماركسيين الشيوعيين الماويين واللينيين من ابطال مؤتمر زنجبار الرابع للجبهة القومية المنعقد في مطلع مارس 1968 بمدينة زنجبار الذي دعى الى تصفية رموز ورؤوس الاقطاع والكهنوت والبرجوازيين وبقايا السلاطين وضباط الجيش والأمن وكبار موظفي الدولة وتم بالفعل لحس ودحس المئات من كبار الجنوب ورموزه النيرة وتم سحل العلماء وسحب جثثهم في شوارع مدن الجنوب وجرها بسيارات اللاندروفر على مرأى من الجماهير التي أجبرت خوفا ورهبا على الحضور لمشاهدة حفلات الموت الرهيبة .
الزميل غالب كتب التالي :
تسليم السلطة رفاة الشهيد حسين بدر الدين الحوثي يفرض البدء في حملة شعبية, مدنية وحقوقية وشبابية, من أجل تصدير ملف تسليم رفاة شهداء الحركة الوطنية إلى الواجهة, لإجبار السلطة الحالية على كشف مصائرهم أسوة بالشهيد الحوثي, فليس لهؤلاء الشهداء جماعة مسلحة على الأرض تنتصر لهم ولا تنظيمات سياسية تحترم تاريخها, بالسلوك لا بالرثائيات البليدة, فتنتصر لنفسها إذ تشترط الكشف عن مصائرهم قبل الخوض في أية تحالفات أو ائتلافات.
على امتداد عقدي السبعينات والثمانينات اعتمدت السلطات المتعاقبة في الشمال والجنوب أسلوبا شديد البدائية والقبح في التعامل مع خصومها يتم بموجبه إخفاء جثامين الشهداء الذين تعلن تصفيتهم أو إعدامهم بعد محاكمات صورية.
في 1970 تم تدشين هذا الأسلوب في عدن عندما أعلنت السلطات مقتل الشهيد فيصل عبداللطيف الشعبي (مؤسس وقائد حركة القوميين العرب في اليمن) في المعتقل بذريعة إنه دخل في اشتباك مع الحرس أثناء محاولته الفرار!
وفي 1978 اعلنت السلطة في صنعاء تنفيذ حكم الإعدام في مجموعتين من قادة التنظيم الناصري إثر محاولة انقلابية فاشلة ضد نظام الرئيس السابق صالح.
ضمت المجموعة الأولى عددا من العسكريين بينهم عبدالله الرازقي ومحسن فلاح وأخرين, وضمت المجموعة الثانية التي حوكم اعضاؤها علنا, عيسى محمد سيف وسالم السقاف وعبدالسلام مقبل وعلي السنباني وآخرين من القيادات المدنية.
لكنها, أي السلطة السابقة, رفضت على الدوام تسليم أسر الشهداء جثامينهم, في انتهاك جسيم ومستمر لحقوق الشهداء وأسرهم.
إن التطور الأخير بخصوص رفاة مؤسس جماعة الشعار الشهيد حسين بدرالدرين الحوثي, يوجب تضافر الجهود من أجل الكشف عن مصير الشهداء الآخرين, وعدم الرهان على ضمائر رفاقهم, فالآثمون محكومون دوما بالهروب من دماء رفاقهم (وضحاياهم) الشهداء وذكراهم.
ينطبق هذا على قيادة التنظيم الوحدوي الناصري مثلما على الآخرين ممن يتغنون بقيم التصالح والتسامح وغلق ملفات صراعات الماضي.
هناك العشرات ممن أعلن إعدامهم أو تصفيتهم في الشمال والجنوب في السبعينات والثمانينات ثم أخفيت جثامينهم. والصمت حيال هذا الانتهاك الفظيع هو ضرب من التواطؤ مع الماضي الذي يزعم سادة اللحظة الراهنة في صنعاء وعدن والخارج أنهم قلبوا صفحته!
.......
* الصور (1)للشهداء فيصل عبداللطيف (1970), (2)عبدالله الرازقي و(3) عيسى محمد سيف و(4) سالم السقاف (1978).