لقد بلغت الأوضاع المأساوية في اليمن والجنوب ذروتها، بسبب توالي الحروب والصراعات السياسية والأعمال الإرهابية والفساد ،ما أدى إلى تدمير البنية التحتية للإقتصاد وتدهور القدرة الشرائية للعملة الوطنية، وإنتشار العنف والفوضى والأمراض والأوبئة والمجاعة...! حيث أصبحت هذه الأوضاع المتردية تنذر بكارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة الناس جميعا.!
لهذا , بات الأمر يتطلب من كافة الأطراف المتصارعة مواقف مسؤولة تبدأ بتقديم بعض التنازلات الضرورية ،في سبيل رفع المعاناة الإنسانية عن كاهل الشعب.
علينا اليوم أن نقرأ اتفاق الرياض في هذا السياق, لتتجه جهود حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب نحو العمل الجاد لتحسين حياة الناس المعيشية ، الخدمية ، الصحية التعليمية، ومحاربة الفساد والتطرف والإرهاب، بعيدا عن المناكفات السياسية، لتعود الحياة للناس في العاصمة عدن والمناطق الأخرى إلى طبيعتها، وبما يضمن العيش بأمن وإستقرار وسلام.
على جميع القوى المتصارعة أن نعي جميعا بان حل الخلافات السياسية لابد ان يكون عبر الحوار والتفاهمات وبكل المعاني والوسائل السلمية، وليس بالعنف والأحتراب، بل بالحرص على الإلتزام بتنفيذ كافة بنود إتفاق الرياض كحزمة واحدة. والشكر يعود للجهود التي بذلتها قيادات المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لرعاية وإنجاح هذا الاتفاق.
ثم بعدها يتم الإعداد للجلوس على طاولة مفاوضات الحل النهائي الشامل لحل الأزمة اليمنية والقضية الجنوبية معا، برعاية الأمم المتحدة، عبر ممثلها السيد مارتن جريفيث، وبمشاركة القوى الفاعلة على الأرض.
عبدالكريم أحمد سعيد