لعبة خلط الأوراق

2021-01-04 01:32

 

ليس من المستغرب مايحدث هذه الأيام وخاصة بعد تنفيذ جزء من اتفاق الرياض، من محاولة جهات لاتريد للاتفاق أن ينفذ متماهية مع رغبة (حكومة الأمر الواقع) في صنعاء لخلط أوراق اللعبة في البلاد.

ومع كثرة التراشق بالإتهامات وتوزيعها يمنه ويسرة في محاولات مستمية لمنع تنفيذ الإتفاق واقحام الراعي في هذه المعمعة التي لايُراد لها أن تنتهي، تقوم نفس القوى باستهداف مقر القوة السعودية في شقرة لإجبارها على الرحيل! وهو ماتم بالفعل حسب ما نقلته بعض الأخبار (الغير مؤكدة إلى الآن).

فن خلط الأوراق لاتتقنه الا جهات لها باع طويل في هذا المضمار تنظير وممارسة.

وليس من المستبعد وجود رابط بين استهداف المطار والهجوم على القوات السعودية في شقرة حتى وإن بدأ مستغرباً، بعد أن اتهمت الحكومة رسمياً الحوثيين بالحادث.

هناك ترابط وتماهي وتخادم في ظروف الحروب، وكل طرف يحاول الإستفادة من أفعال الطرف الآخر وإن اختلفت الأهداف.

اتفاق الرياض فرصة قد تكون الأخيرة لصالح جميع الأطراف إذا أرادوا الخروج من هذا النفق.

هذا الإتفاق تمت صياغته بعناية على قاعدة لاضرر ولا ضرار في ظروف معينة من الحرب والانقسامات والانهيار الاقتصادي والحكومي للحفاظ على مسمى الشرعية بعد أن انفرط عقدها وكادت تنهار لولا حنكة الساسة السعوديين وصبرهم.

كما أنه لن يستفيد من عرقلة تنفيذ الإتفاق ومحاولة زرع الفتنة الا الطرف الذي لايريد للبلاد أن تستقر ولا للحرب أن تنتهي، ولكنه في نفس الوقت لايفكر بمنطق الواقع الذي يؤكد أن لابقاء للفريسة مع قطيع الذئاب.

ولا أعتقد أنه سيخرج منتصر واحد من هذه الحرب إذا سُمِح لكل اللاعبين الدخول للحلبة، بل إن الحكم والمتفرجين لن يسلموا من شررها.

نتمنى من الجميع التحلي بالمسئولية والعمل على إخراج البلاد من هذه الدوامة التي طال عمرها ولانرى لها نهاية إلى الآن.

 

عبدالله سعيد القروة

٣ يناير ٢٠٢١م