التمادي في التجاهل لا يحقق هدف ولن يعيد وطن

2021-01-22 17:37

 

_الأمر عكس ماتظن، والواقع غير ماتراه_

يقولون من يلبس النظارة السوداء لا يرى الصورة على حقيقتها! وهذه حقيقة، على الأقل سيراها داكنة وهي في الأصل بيضاء ناصعة.

الوضع السياسي في الجنوب ليس صحيحاً ويسير في الإتجاه الخطأ إذا لم يصحح المسار وتتضح الرؤية.

ومن المعلوم للجميع أن واقع مابعد الحرب لن يكون كما كان قبلها، وأن البيت إذا انهدم لايمكن أعادت بنائه بنفس المواد.

واقع الحرب قبل وبعد نهايتها يوضح الآتي :

_أن عودة الوضع إلى ماقبل الحرب ضرب من الخيال، وأن مسمى الوحدة ماتت تحت جنازير الدبابات، واي وضع يحاول إعادة الميت بالقوة سيكون إحتلال مكتمل الأركان.

_ أن التقسيم وارد وأن المُقَسِم مصر على تنفيذ مخططه ليس حباً بل جزء من مخطط عام للمنطقة.

_  استمرار الاختلاف بين مكونات الجنوب سيخلق فضاء واسع من عدم الثقة سيضر الجميع.

_ الإنفراد بالتفويض دون الاستماع للرأي الآخر وتجاهله يعد جهل وقصور فكري سياسي سيجعل المُفوِّض يعيد النظر في التفويض.

 

مبدأ قبول الآخر المؤمن بنفس الهدف واجب وطني وإن اختلفت الرؤى في طريقة الوصول، لأن هذا القبول من صفاة القوة والاستماع للآخر ومناقشة أفكاره.

هذه الأسس والمبادئ لايجهلها احد، ولكن يتجاهلها البعض لغرض معين أو مصلحة شخصية.

هناك من يخاف الإقتراب من بعض الشخصيات السياسية خوفاً من فقدانه لمنصب.

وهناك من يخشى قبول الآخر لما يمتلكه ذلك الآخر من كاريزما قد تجعله مهمشاً.

كل هذه المخاوف إذا وضعت في مواجهة مصلحة الجنوب تصبح تافهة وصاحبها أتفه منها، لأن مصلحة الوطن فوق كل مصلحة.

جميعنا نرى التجاهل والتصام أمام الصرخات المنادية بالتوافق بين جميع المكونات السياسية والاجتماعية في الجنوب التي تتفق في رؤية استعادة استقلال الجنوب المسروق.

وهذا ليس سراً نفشيه بل واقع نعيشه.

إذا أردنا فعلاً أن نسير معاً يداً بيد من أجل بناء بلدنا وترميم مجتمعنا علينا أولاً قبول إخواننا الجنوبيين وبناء الثقة التي افتقدناها خلال المرحلة السابقة.

أن السمو فوق الجراح ليس كلمة تقال أو خطاب منمق يذاع بل إنها القبض على الجمر ونسيان الذات والتضحية من أجل الجنوب.

وإن الشعارات لا تحقق مصلحة ولا تبني دولة، والتجاهل للآخر لايحقق هدف ولايعيد وطن.

 

كلمة أخيرة/

أهل الشمال سيصلحون شأنهم ويتفقون وسيعودون اليوم او غداً إلى صنعاء مثلما عاد الملكيين حكام مشاركين في صنعاء بعد الحرب الأهلية اليمنية عام ١٩٧٠م.

من واجب الجنوبيون  اصلاح أنفسهم قبل فوات الأوان، لأن سيطرة الحزب الواحد كما كان سابقاً مجرد وهم في عالم اليوم.

 

عبدالله سعيد القروة

٢٢ يناير ٢٠٢١م