شرعية بسيف من خشب

2021-02-13 19:34

 

في الوقت الذي تعمل فيه كل الدول المعنية وكل اطراف الصراع في اليمن على ترتيب اوراقهم وصناعة تحالفاتهم الجديدة التي تتماشى مع المرحلة القادمة مرحلة ( مابعد ترامب ) ،

 

تجد أن منظومة الشرعية مشلولة وعاجزة عن اي اداء دبلوماسي خارجي يتعاطى مع الدول والهيئات الدولية لتتواصل معهم منظومة الشرعية بشكل ندي،، خاصة وانهم صدعوا رؤوسنا بموضوع السيادة ،، والاكثر من هذا أن الشرعية اليوم لا يوجد لها سفيراً يمثلها في الأمم المتحدة ذاتها ،، ايه والله زي ما بقولك كده ،

 

انت مستوعب حجم الخلل في الأداء  الدبلوماسي ومعنى غياب من يمثل الشرعية كسفير في الأمم المتحدة،، مستوعب الموضوع وابعاده والا عادك مش قادر تتخيل الامر.

 

وفوق هذا كله ،، أضف انها باتت اليوم كشرعية تعتبر فاسدة بنظر دول الاقليم والعالم  وحكوماتهم وبنظر الهيئات الدولية والاغاثية بعد أن ذكر تقرير خبراء الأمم المتحدة الاخير بكل وضوح من أن هناك أعضاء بالحكومة يقومون بعمليات غسيل أموال إضافة إلى وزراء ومسؤلين في الحكومة الشرعية اختلسوا ونهبوا ماقيمته قرابة ال500 مليون دولار ،، مما جعلها في موضع مخزي امام العالم . 

 

كل المؤشرات والمعطيات وكل المتغيرات على المستوى الداخلي والإقليمي والخارجي تؤكد بأن منظومة الشرعية أصبحت بنظر المجتمع الدولي منظومة تشوبها العيوب وتخترفها الحزبية ويعشش فيها الفساد وهي بحاجة إلى إعادة هندسة واعادة ترتيب ،،

 

بل أن الأمر تعدى هذا وأصبحت بعض الدول مقتنعة بذلك الأمر خاصة وأننا بعد أقل من شهرين سنتخطى السنة السادسة من الحرب والشرعية لم تتقدم متراً واحداً نحو صنعاء وبما ان هناك توجه دولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية نحو وضع حلول سياسية لانهاء الحرب في اليمن فان هذا الامر يعيد للأذهان العودة إلى خطة كيري  .

 

فمالم يكن متوفراً قبل سنوات لتنفيذ الخطة والتي كانت تقضي بأستبعاد الرئيس هادي من المشهد ونقل كافة صلاحياته الى رئيس وزراء متوافق عليه من جميع الأطراف بمن فيهم الحوثيين ،، وهي خطة أمريكية لإنهاء الحرب في اليمن والتي رفضت في وقتها من قبل الشرعية، ثم توارت عن الأنظار في فترة حكم ترامب  .

 

اليوم وبفضل غباء اخونج الشرعية وعنادهم نجحوا في إيصال منظومة الشرعية إلى وضعية الجندي الأعزل من السلاح وسط ميدان المعركة فيصبح ليس امامه خيار سوى ان يرفع يديه مستسلماً ،، مما يجعلها كشرعية ترضخ لأي خطة او خارطة طريق او حتى مباحثات تؤسس لعملية سلام مستدامة في اليمن دون أن تستقوي بأي شروط أو حتى تمتلك أوراق ضغط ،،

 

وكيف لها كشرعية ان تمتلك حق وضع الشروط على الآخرين او ان تمتلك اوراق ضغط على الارض وهي كشرعية دخلت المعركة بسيف من خشب ،، وبحزب من خشب،، وبرجال وقيادات وقطيع من خشب كأنهم اعجاز نخل خاوية ،،

 

الكل رتب أوراقه وحدد مساراته ورسم أهدافه واهتم بأولوياته ،، إلا منظومة الشرعية التي تظهر بمظهر مرتبك وضعيف لانها منشغلة بحروب اجنحتها واجنداتها التي ستوصلها في الاخير إلى طاولة المفاوضات على كرسي شلل ،، كشرعية عاجزة قعيدة لا حول لها ولا قوة .

 

فالإصلاح الذي لم يكن وفياً لصالح وهو الذي منحهم كل شي ومكنهم من اي شي ومنحهم وزارات ومخصصات ونفوذ في الحكم ومع ذلك باعوه في اول منعطف.

 

وبالتالي فان الإصلاح كحزب لن يتردد دقيقة واحدة بالموافقة على اي اتفاق سياسي يفضي إلى إقصاء الرئيس هادي من المشهد في سبيل مقايضة هذا الموقف بأيجاد مكان سياسي لهم كحزب فيما هو قادم من عملية سياسية شاملة وسيكون  الرئيس هادي هو ذبيحهم السياسي الذي ( يهجروا ) فيه الحوثيين معتذرين عن ماكان طالبين القرب فيما سيكون.

عبدالقادر القاضي

ابونشوان