الجنوبيون بين طريقي الغواية والضلال والهداية والرشد

2021-03-11 08:10

 

تنتصب أمام الجنوبيين قضيتين أساسيتين ، هم بحاجة إلى حل الخلاف حولهما ، وهاتين القضيتين هما قضية الوحدة وقضية السلطة ، والخلاف حول هاتين القضيتين موجود منذ الاستقلال ، ولا يزال مستمر حتى اليوم .

 

ومن المؤكد أن الجنوبيون ، لم يسلكوا طريق الهداية والرشد ، في أي يوم من الأيام ، لحل الخلاف حول هاتين القضيتين ، بل سلكوا طريق الغواية والضلال ، والذي يتمثل في استخدام العنف لحل الخلاف على السلطة ، كاستيلاء الجبهة القومية على السلطة في 30 نوفمبر 1967 ، أو إستخدام القرار الدكتاتوري الاستبدادي لحل خلاف حول الوحدة ، كقرار وحدة 22 مايو 90 ، دون أخذ أي إعتبار للإرادة الشعبية الجنوبية .

 

وفي تقديري أن طريق الهداية والرشد ، الذي كان يفترض ان يسلكه الجنوبيون ، حول حل الخلاف بالنسبة للوحدة ، هو استفتاء شعب الجنوب على الوحدة ، والعمل بنتيجة الاستفتاء ، وهذا الحل في إعتقادي أنه لا يزال صالح حتى اليوم ، لحل الخلاف حول الوحدة .

 

كما أن طريق الهداية والرشد ، لحل الخلاف حول قضية السلطة ، في تقديري يتمثل في إنتخابات ديمقراطية حرة نزيهة ، تظمن التداول السلمي للسلطة ، والتي يجب أن تحدد ، فترة بقاء أي رئيس في الحكم ، بدورتين فقط لا غير .

 

إلا أن ما يبعث على الحزن والأسى ، أن الجنوبيين لا يزالوا يسلكوا طريق الغواية والضلال ، بالرغم من وضوح طريق الهداية والرشد الذي كان يجب أن يسلكوه ، لكن للأسف انهم تركوه وراء ظهورهم .