المناديين بالحكم الذاتي غباء سياسي مفرط

2021-05-11 22:21

 

الإحتلال اليمني وعتاولته من المنظريين السياسيين وكبار المنحرفين من تيار اليمننة من الجنوبيين للبقاء تحت تسلط الوحدة المغدورة يدفعون السذج من الجنوبيين كتابا ونشطاء لتبني فكرة الحكم الذاتي مع تمثيلية رفضهم لهذه الفكرة إلا إنها المطلوبة وفق أسس التنظير السياسي المؤسسي الخاضع لمؤسساتهم بإن لايخرج الجنوب عن إطار دولة الوحدة..

 

هم يدفعون بهذا مع رفض ظاهري وتأييد مخفي كون الحكم الذاتي للجنوب يضمن لهم بقاء الجنوب تحت سيطرتهم إلى الأبد..

 

للإسف الشديد أن بعض قيادات الإنتقالي قد بلعت الطعم بعد إلغاء الإدارة الذاتية وذهبوا في تصريحات رعناء أن الإنتقالي سيذهب إلى أبعد من الإدارة الذاتية وهو الحكم الذاتي وكأن أحلامنا وتضحياتنا بقوافل من الشهداء تتوقف عند الحكم الذاتي وللأسف أن قيادات في الإنتقالي صرحت بهذا التصريح ومنهم أحمد سعيد بن بريك وذهب الكثير من الإعلاميين والصحفيين لتأييد هذه الفكرة التي ستجعلنا حبيسين دولة الوحدة إلى الأبد كون المسألة ستوثق بمواثيق دولية لايمكن الخروج عليها فعلى ماذا يفرح من ينادي بفكرة الحكم الذاتي إلا على جحيم سيطالنا إلى الأبد ..

 

قوى الأحتلال لاتريد لنا الحكم الذاتي لكنها ستوافق عليه كونه يحمي لها سطوتها وإحتلالها فبدلا من إحتلال العسكر سيكون إحتلال موثق عبر المفاوضات وبشهادات دولية ...

 

فماهو الحكم الذاتي مما نراه في الكثير من الشعوب الرازحة تحت وطأة هذا الحكم ولم تستطيع الخروج منه ..

 

إنه تبعية مطلقة للدولة المركزية وجميع مؤسسات الإقليم السياسية والدستورية تخضع للدولة المركزية ودستور الإقليم من دستور الدولة المركزية..

 

خذو مثلا لإنظمة الحكم الذاتي في العالم وبصورة مختصرة...

 

ــ جمهورية الشيشان تتمتع بالحكم الذاتي في إطار الإتحاد الروسي ..

 

ــ إقليم كتالونيا في إسبانيا حكم ذاتي ضمن مملكة أسبانيا..

 

ــ كردستان العراق يتمتع بالحكم الذاتي منذ إيام الرئيس صدام حسين..

 

ماذا حدث لهذه الأقاليم عندما أرادت الإنفصال أجتاحتها جيوش الدول المركزية التي تنضوي في إطارها دون أن يحرك العالم ساكنا لإنه شأن داخلي...

 

لهذا يريد بعض السذج أن ننضوي في إطار الدولة المركزية اليمنية حتى يكون شأننا داخلي ولا يوجد أستقلال للقرار السيادي ومؤسسات دستورية وقانونية مستقلة إنما تابعين لمؤسسات دولة الوحدة ...

 

فأي عقل لدى المنادين بهذه الفكرة ..

 

كان الأحرى بالمنادين والمتفائلين بفكرة الضم والإلحاق المغلفة بالحكم الذاتي أن يدرسوا هذه المسألة وإنها تعميد للوحدة ولكن بصورة قانونية بعد أن بدأ العالم يدرك أننا نعيش تحت الإحتلال..

 

كان الأحرى بهم أن ينادوا بوحدة كون فيدرالية بين دولتين تتكون من إقليمين لكل إقليم مؤسساته السياسية والدستورية والعسكرية...

 

لكن الظاهر أن السياسيين من الجنوبيين وبعض الإعلاميين والنشطاء يكرهون إسم الوحدة حتى ولو كانت كونفيدرالية تضمن لنا حقوقنا والفكاك من الوحدة بأي وقت نريد كما يحدث بين الإنظمة التي اتبعت هذه الطريقة من الوحدة ..فرأوا أن الحكم الذاتي خالي من كلمة وحدة ففرحوا به ..

 

الحكم الذاتي يعني التبعية الكاملة للجنوب في إطار مؤسسات دولة الوحدة ولايسمح للجنوبيين إلا بإنشاء قوات أمن فقط كما أن الجنوب سيكون مباح لإقامة الملايين من الشماليين..

 

أين أصحاب العقول الرصينة فهل هذا منطق سياسيين يتبعون الأهواء وفي لحظة حمق وسذاجة..

 

إعتمدوا على رجال القانون الدولي  لتعريفكم وتنويركم بقمقم الحكم الذاتي فهو أشبه بحبس سليمان للمارد الذي تمرد عليه في قارورة وإلغائها في المحيط الواسع لايخرج منه أبدا...

 

هذا بلاغ للعقلاء ..

بلاغ للناس ..

بلاغ لقيادتنا الرشيدة عن خطر الدعوة للحكم الذاتي.

*- محمد عكاشة