الدعم الإماراتي لجزيرة سقطرى.. نهج إنساني أصيل

2021-08-24 10:44
الدعم الإماراتي لجزيرة سقطرى.. نهج إنساني أصيل
شبوه برس - متابعات - سقطـرى

 

مبادئ راسخة وقيم أصيلة تعكس نهج الدولة قيادة وشعباً، تواصل الإمارات مسيرتها الإنسانية في اليمن بتوفير كافة أشكال الدعم الإغاثي والتنموي لتأمين حياة مستقرة لشعبها وتمكينه من تجاوز التحديات القاسية التي يمرون بها، ورفع المعاناة وتطبيع حياة الأسر.

لطالما كانت الإمارات السباقة في مساندة اليمن والوقوف إلى جانب الأسر المتضررة التي تعاني أوضاعاً صعبة بسبب الظروف التي تمر بها اليمن، وحرصت دوماً على تقديم المساعدات الإنسانية والبرامج التنموية، التي وصلت إلى مختلف مناطق البلد.

 

أكبر دولة مانحة

ومن منطلق واجبها الأخوي والإنساني في جهود إعادة الإعمار في العديد من المحافظات اليمنية المحررة، لم تتردد الإمارات يوماً على إغاثة النازحين والمحتاجين اليمنيين، وهو ما تجلى بشكل واضح خلال السنوات الماضية، إذ احتلت الإمارات المركز الأول عالمياً كأكبر دولة مانحة للمساعدات إلى الشعب اليمني لعامي 2018- 2019، وفق تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".

وبلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها الإمارات لليمن 22 مليار درهم خلال الفترة من أبريل (نيسان) 2015 وحتى فبراير (شباط) 2020، شملت تأهيل المدارس والمستشفيات، وتأمين الطاقة، وإعادة بناء المطارات والموانئ، ومد الطرق وبناء المساكن، وغيرها من المشاريع التي بلغت حد تأمين مصادر الرزق لشرائح متعددة من الشعب اليمني كالأرامل والأيتام وأصحاب الهمم.

 

جزيرة سقطرى

وعلى مستوى جزيرة سقطرى، فشكلت المساعدات الإماراتية هناك العامل الأبرز في تجاوز العديد من التحديات التي واجهتها ولاتزال منذ 2015، إذ بلغ إجمالي المساعدات المقدمة للجزيرة في الفترة من 2015 إلى 2021 أكثر من 110 ملايين دولار وفقاً لتقارير وبيانات رسمية.

وشملت قائمة الجهات المانحة للمساعدات، الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية والعلمية، وصندوق أبوظبي للتنمية، ومركز إدارة النفايات في أبوظبي.

 

وغطت المساعدات أغلب القطاعات الحيوية في المحافظة، كالخدمات الاجتماعية، والصحية، والمساعدات السلعية، والنقل والتخزين، والتعليم، وقطاع صيد الأسماك، والبناء والتنمية المدنية، وتوليد الطاقة وامدادها، والمياه والصحة العامة، إضافة لدعم العمل الحكومي والمجتمع المدني.

وأسهمت المساعدات الإماراتية المقدمة لجزيرة سقطرى في تحسين حياة السكان، فعلى الجانب الإنساني تم توفير مساعدات غذائية وإغاثية، فيما تم العمل على تنمية المنطقة من خلال تقديم آليات وسيارات مدنية بهدف تعزيز قطاع النقل في الجزيرة خصوصاً للعمليات المرتبطة بنقل المياه والوقود، إضافة إلى توفير الخدمات اللوجستية في الجزيرة.

60 ألف جرعة

وتعزيزاً لجهود الإمارات للحد من انتشار جائحة كورونا ونهجها المستمر في مساندة الشعب اليمني، أرسلت الدولة في يونيو (حزيران) الماضي، 60 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لكورونا إلى سقطرى، لتعزيز جهود التصدي للجائحة في الأرخبيل، وذلك عبر ذراعها الإنساني هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.

وتجري الهيئة الترتيبات لتنظيم حملة تطعيم مجانية ضد كورونا بمستشفى خليفة بن زايد في سقطرى تستهدف جميع سكان الأرخبيل، وتهدف هذه الشحنة من المساعدات الطبية إلى توفير حماية أكبر للشرائح الضعيفة وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وتجعل من سقطرى أول محافظة يمنية تحظى بتوفير اللقاحات لجميع السكان دون استثناء.

وفي سياق متصل، قدمت الإمارات منذ بدء انتشار الجائحة بإرسال مساعدات بلغت 122 طناً من المستلزمات والإمدادات الطبية إلى اليمن، لتعزيز جهود نحو 122 ألفاً من العاملين في الرعاية الصحية على احتواء الفيروس، إلى جانب تقديم الغذاء والمكملات الغذائية المعززة للصحة من خلال برنامج الأغذية العالمي، علاوة على دعم القطاعات الأخرى كالتعليم والصحة والمياه.

عرس الجماعي

وفي سبيل توفير سبل الاستقرار الاجتماعي والنفسي للشباب اليمني، نظمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، في 9 أغسطس (آب) الماضي، العرس الجماعي 23 في اليمن والرابع في أرخبيل سقطرى الذي استفاد منه 200 شاب وشابة وذلك ضمن الأعراس الجماعية التي تنفذها الهيئة لدعم استقرار الشباب وتعزيز النسيج الاجتماعي في اليمن.

التعليم

أما فيما يتعلق بقطاع التعليم، وفرت الإمارات منحاً تعليمية للدراسات الجامعية حيث تم إيفاد 80 طالباً وطالبة من سقطرى للدراسة بمصر و40 طالباً وطالبة للدراسة بجامعة الإمارات وذلك بالتزامن مع مشاريع تعليمية أخرى كتأهيل مدارس المحافظة وصيانتها وترميمها وبناء فصول دراسية جديدة لمختلف المراحل الدراسية فيما تم افتتاح معهد سقطرى للاستشارات والتدريب وتأهيل كافة كوادر المحافظة والهيئات الحكومية.

ورفدت الإمارات قطاع التعليم في الجزيرة بتعيين مدرسين من الخارج والتعاقد مع قرابة 440 مدرساً على مستوى الجزيرة واستقدام 17 مدرساً من مصر في التخصصات العلمية إضافة إلى تنظيم دروس تقوية لطلاب الثانوية العامة وافتتاح مختبرين في المحافظة، وافتتاح مدرسة عطايا النموذجية وطباعة عدد 227 ألف كتاب مدرسي لكافة المراحل فضلاً عن رعاية المسابقات الثقافية والعلمية للطلاب وإنشاء وتأسيس جامعة أرخبيل سقطرى وافتتاح كليتين تبدأ الدراسة بهما عام 2021.

المطار والميناء

كما أسهمت المساعدات الإماراتية في تطوير وتأهيل مطار سقطرى لتعزيز دوره في خدمة مسار التنمية في الأرخبيل، إضافة لتسهيل التنقل من وإلى الجزيرة، وشملت عمليات التطوير إنارة مدرج المطار وصيانة السياج المحيط به بطول 9 كلم، وبناء مبنى لاستقبال المسافرين ومستودعات للخدمات الأرضيّة والطائرات الصغيرة، وإضافة صالتين لكبار الشخصيات، وصالات منفصلة لفرز وتفتيش الأمتعة.

ودعمت الإمارات جهود تأهيل وتطوير ميناء سقطرى عبر إضافة رصيف بحري بطول 90 متراً وزيادة الغاطس لعمق أربعة أمتار ونصف لإرساء السفن الكبيرة، إضافة لبناء محطات للطاقة الشمسية.

البنية التحية

وعلى مستوى المشاريع التنموية، دعم صندوق أبوظبي للتنمية الجزيرة بحزمة مشاريع شملت قطاعات البناء والتعمير، والطرق المهمة، وبناء محطة لمياه الشرب، وتمويل مشروع محطات الطاقة الشمسية، ومشروع تصنيع وتوفير قوارب الشحن، كما أسهم الصندوق بتقديم الخدمات الاستشارية في الجزيرة.

رفع حجم المساعدات

وفي فبراير (شباط) الماضي، التزمت الإمارات بتقديم 230 مليون دولار قبيل انعقاد مؤتمر المانحين الذي استضافته السويد والاتحاد السويسري بالتعاون مع الأمم المتحدة.

وجاء هذا الدعم لمساعدة تمويل البرامج الدولية التي تلبي الاحتياجات الطبية والغذائية والأمن الغذائي في جميع أنحاء اليمن، وذلك استمراراً لالتزام الإمارات الطويل تجاه الشعب اليمني.