المشهد الاخير لعيال النوبي

 

حتى لانختلف كثيرا لنتفق اولا :

انه لايمكن بأي حال الإنتقاص او الإستهانة بما قامت به القوات الجنوبية في انجاز مهمتها الامنية واداء واجبها الوطني وما ابداه افرادها من الشجاعة والتضحية والفداء لفرض سيطرتها واحكام قبضتها لحفظ الامن والاستقرار في عدن بعد ان تخلى البعض عن مهامه ومسؤولياته وعمل البعض الآخر على دحرجة لهب الاحتقان الشعبي الى حيث يخزن البارود الذي تم تطويقه واخماده قبل ان ينفجر ويزيد من كلفة الدماء وحجم الدمار في عدن وما بعد عدن.

 

لنتفق ثانيا :

ان بيان اللجنة الامنية بمحافطة عدن تنقصه الجرأة ويلفه الغموض وتغشاه الريبة من كل جانب، وإن عمد الى تعويض مكامن القصور فيه بان وعد بملاحقة رأس الفتنة ومن بقي معه من عصابته الاجرامية وهذا يعني ان المهمة الامنية لم تنته وان ملف القضية لم يطوى بعد اي ان عودتهم الى عدن غير ممكنه الا في حال اعتقالهم ومحاكمتهم وبالتالي يكون ايواؤه والتستر عليه امر مخزيا ومعيبا وهو ما اكدت عليه اللجنة الامنية في بيانها بعرض كافة تفاصيل العملية والمضبوطات كلما جد جديد.

 

لنتفق ثالثا :

ان المشهد الأخير في الجزء الثالث من مسلسل(عيال النوبي) لم يكن منصفا بأي حال لأهل الدم السابقين ولا اللاحقين ولم يكن مقنعا لسكان المدينة التي جافاها النوم فرحا بمعانقة الصباح ، ولا لسجناء مساكنهم بحي الطويلة التي حاصرتها الانفجارات والادخنة من كل اتجاه ، ولا لانصار المجلس الانتقالي في الداخل والخارج ولا لانصار العدالة في العالم.

 

وحتى لا نختلف كثيرا ينغي علينا ان نرى ونقرأ المشهد وفق المعطيات المتوفرة او المتداولة لا تبعا لرغباتنا وامانينا ومواقفنا او مصالحنا الشخصية حتى نعرف من المستفيد ومن له مصلحة من هروب او اختفاء امام الصلوي.

 

فلنضع انفسنا في موقع الانتقالي مثلا ، لنرى ان كان لنا في هروب الصلوي مصلحة او لا ؟

فإن لم يكن فيه مكسب للانتقالي فانه قد فتح كل الابواب والنوافذ على نفسه للمتربصين به والطاعنين بمصداقيته لإظهاره امام العالم بمظهر العاجز عن ادارة مدينة فكيف بإدارة دولة في هذا التوقيت الدقيق والحساس وفي اللحظة التي يحشد العالم كل الجهود لصياغة حل شامل وفق ماتقرره  النتائج على الارض، فهل بقي للإنتقالي مصلحة من هروب الصلوي بعد هذا ؟.

 

ان محاولة تسطيح المهمة الأمنية والانتقاص منها بوصفها صراع سماسرة اختلفوا على القسمة ، انما هي محاولة لتبرئة امام الصلوي وعصابته من جرائمهم كإرهابيين وحصر الخلاف معهم في قضايا فساد ، كما انها إدانة للطرف الآخر بالضرورة!.

 

وهل من مصلحة اخرى في قرار تدخل القوات الجنوبية في مدينة كريتر سوى تطهيرها وانقاذ اهلها من عبث العصابات المسلحة وبلطجة زعيمها وطي صفحتهم الى الابد ؟!.

 

شهاب الحامد

عدن

5/اكتوبر/2021م