تصاعد الرفض العسكري والقبلي ضد سلطة الإخوان في شبوة.. ودعوات للانتقالي والتحالف لانقاذ المحافظة

2021-10-24 14:34
تصاعد الرفض العسكري والقبلي ضد سلطة الإخوان في شبوة.. ودعوات للانتقالي والتحالف لانقاذ المحافظة
شبوه برس - خـاص - عتـــق

 

منذ سيطرة ميليشيا الحوثي على مديريات بيحان الثلاث في محافظة شبوة النفطية قبل نحو شهر، تصاعد الرفض العسكري والقبلي ضد السلطات المحلية والقوات الأمنية والعسكرية في المحافظة، وهي السلطات والقوات التي يصفها الجنوبيون بموالاتها لجماعة الإخوان ويتهمونها ”بالتخاذل“ مع الحوثيين وتسليمهم بيحان دون مقاومة.

 

وجاء تصريح العميد علي صالح الكليبي، قائد اللواء 19 مشاة سابقا في بيحان، معززا ومؤكدا تلك الاتهامات، حينما ظهر في مقطع مرئي قبل أيام مفجرا مفاجأة من العيار الثقيل، حيث أكد أن ”سقوط بيحان بأيدي الحوثيين جاء بقرار سياسي من حزب الإصلاح الإخواني الذي استهدفنا ودمر كل ما أنجزناه وسلمنا لقمة سائغة للحوثيين، ولم يكن ناتجا عن هزيمة عسكرية (…..)“.

 

حديث الكليبي صعد من حالة الغليان الشعبي والقبلي، وساهم في انسحاب الكثير من القيادات والضباط الجنوبيين من أبناء شبوة من قوات الجيش والأمن المحسوبين على جماعة الإخوان في المحافظة.

 

وشهدت شبوة حراكا شعبيا واصطفافا قبليا واسعا خلال اليومين الماضيين، في عدد من مديرياتها، كان أكبره في مديرية نصاب، فيما تستعد بقية القبائل العريقة في شبوة للمشاركة في هذا الاصطفاف، رفضا لما وصفوه بالمخطط الإخواني الهادف إلى تقاسم شبوة بالاتفاق مع الحوثيين.

 

والسبت‏، التحق العقيد ركن إستطلاع اللواء ٣٠ مشاة محور عتق عاتق الأسلمي، بالعميد الكليبي، حيث ظهر بمقطع مرئي قصير كشف من خلاله ما أسماها بالمؤامرة على شبوة وعملية الاستلام والتسليم لمديريات بيحان و“تخادم الإخوان مع الحوثيين“.

 

رفض شعبي وعسكري

رأى عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي أن الغليان الشعبي والقبلي والعسكري في شبوة جاء بسبب ”الممارسات والانتهاكات والتجاوزات التي قام بها الإخوان وميليشياتهم خلال العامين الماضيين في محافظة شبوة ضد مختلف شرائح المجتمع، فهي الدافع الرئيسي لتصاعد الرفض الشعبي والقبلي ضد سلطة وقوات الإخوان في المحافظة“.

 

وقال العولقي في تصريح لـ“إرم نيوز“ إن ”تسليم مديريات بيحان دون قتال لميليشيات الحوثي زاد من الغضب الشعبي والاجتماعي، لاسيما أن شبوة قدمت أكثر من ألف شهيد حتى تحررت من ميليشيات الحوثي عام 2017م، وبالتالي فهذا التحرك الشعبي والقبلي هو أساس لوحدة الصف في شبوة وحشد كل الطاقات لتحرير شبوة من هذه الميليشيات“.

 

وقال ضابط التوجيه المعنوي في اللواء 19 مشاة في بيحان عبدالكريم البرحي إن ”الغليان على المستوى العسكري والشعبي في شبوة، الذي تصاعد بعد البيان الذي ألقاه العميد ركن علي صالح الكليبي القائد السابق للواء 19 مشاة، يظهر إدراك الجميع لخطورة المرحلة التي تستدعي تضافر الجهود لوقف حالة التدهور في جميع المجالات ولا سيما العسكرية“.

 

وأضاف في تصريح لـ“إرم نيوز“ أنه ”بعد مسرحية دخول الحوثي بيحان بات الجميع يدرك أن المشهد ذاته سوف يتكرر في جميع مناطق شبوة، وهو ما لا يتقبله المجتمع الشبواني وخرج للمطالبة بالضغط على سلطات شبوة والمطالبة أيضاً بالتدخل الفوري والمباشر لقوات التحالف العربي“.

 

وأضاف البرحي: ”ذلك الغليان سيؤثر على المستوى العسكري والمدني بالمحافظة خلال الفترة القادمة، فالتغييرات التي تمت المطالبة بها من رجال القبائل والقادة العسكريين الأحرار، أصبحت ضرورية ووشيكة، لتلافي ما يمكن تلافيه تحت ضغط شعبي وعسكري يجبرهم على إحداث تغييرات كبيرة في ميدان المعركة وفي الحراك السياسي الذي بات التقارب فيه والقبول بالآخر ضرورة ملحة“.

 

غموض سقوط بيحان

أثار سقوط مديريات بيحان الثلاث بأيدي الحوثيين قبل شهر، حالة من الجدل الواسع، والتساؤلات العديدة، لاسيما أن ميليشيا الحوثي دخلتها بصورة سريعة ومفاجئة دون معارك أو مقاومة، وسط اتهامات بوجود تخادم بين الإخوان والحوثيين أفضى إلى دخول الحوثيين بيحان عبر صفقة تسليم واستلام.

 

وبهذا الشأن، قال سالم ثابت العولقي في حديثه لـ“إرم نيوز“: ”سيطرت ميليشيات الحوثيين على مديريات بيحان دون قتال، وفي ظل انسحابات قوات الإخوان، ولا يُفهم من ذلك سوى أنها صفقة استلام وتسليم في إطار تفاهمات قائمة بين إخوان اليمن والحوثيين أو أنها نتيجة للعبث والفساد الذي مارسه الإخوان في مؤسستي الجيش والأمن طيلة سبع سنوات، وفي كلا الحالتين لا يمكن بأي حال من الأحول الرهان على الإخوان في شبوة أو غيرها فهو رهان خاسر“.

 

إقصاء وتهميش

بدوره، يؤكد ضابط التوجيه المعنوي في اللواء 19 مشاة ببيحان عبدالكريم البرحي، أن الإقصاء والتهميش اللذين مورسا على اللواء 19 مشاة وقيادته من قبل وزارة الدفاع اليمنية كانا السبب الرئيسي في سقوط بيحان.

 

وقال في تصريح لـ“إرم نيوز“: ”سيطرة الحوثيين على مديريات بيحان لم تكن فقط نتيجة زحف العدو ورميه بكل ثقله باتجاه بيحان، بل كانت نتاج أشهر من الإقصاء والتهميش لمنتسبي وقيادة اللواء 19 مشاة، أضف لذلك، أن الألوية الحكومية على مشارف شبوة قامت بتشتيت القوة من خلال إرسال مجاميع كبيرة منهم باتجاه مناطق جنوبية محررة، وهو ما أضعف الجبهة، ووجدها العدو فرصة سانحة لشن هجومه الذي من خلاله سيطر على مديريات بيحان، ناهيك عن إقالة قائد اللواء 19 مشاة قبل شهر من سقوط بيحان، وهو الذي كان يعتبر الرجل العسكري الوحيد في الجبهة من بين قيادات الألوية الأخرى“.

 

ورأى عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي وضاح بن عطية أن ”‏ الحوثيين لم يسيطروا على مديريات بيحان وإنما استلموا بيحان بتنسيق مع تنظيم الإخوان في اليمن ومحافظ شبوة الإخواني بن عديو، حيث إن الجميع شاهد مناشدات قبل أسابيع تتحدث عن قدوم تعزيزات إلى عقبة القنذع، وكذلك قامت سلطات الإخوان بسحب السجناء من بيحان إلى عتق قبل أسبوع من سقوط بيحان بيد مبليشيات الحوثي“.

 

وأضاف عطية في تصريح أدلى به لـ“إرم نيوز“: “ تسليم سلطات الإخوان لمديريات بيحان للحوثي وما تبعه من مسرحيات قام بها محافظ شبوة الإخواني محمد صالح بن عديو، ورفضه عرض قيادات الانتقالي بالتنسيق لمواجهة الغزاة الحوثيين وتصفية الخط الرابط بين بيحان وعتق من أي قوات، جعل كل أبناء شبوة يدركون خيانة بن عديو ،وكان لا بد من تحرك كل أبناء شبوة الأحرار بكل توجهاتهم إلى لقاءات واعتصامات ينبثق عنها تصحيح الجبهة الداخلية ليتمكنوا من مواجهة الغزاة الحوثيين وتحرير بيحان وكل شبر في شبوة“، على حد تعبيره.

 

عجز وزارة الدفاع

صمت وزارة الدفاع اليمنية وجيشها الوطني وسلطات شبوة أمام ما جرى لمديريات بيحان، وعدم وجود أي تحرك من قبلهم خلال شهر كامل على سقوط بيحان بايدي الحوثيين، أثار التساؤل لدى الكثيرين، وكان معززا للاتهامات الموجهة ضد هذه الجهات الحكومية الرسمية.

 

ورأى عبدالكريم البرحي أن ”سنياريو سقوط بيحان كان مخزيا للغاية لوزارة الدفاع وجيشها وسلطات شبوة، ولا يوجد معهم ما يقولونه للشعب بشأن ذلك، أما عن قدرة هؤلاء على إعادة الثقة بهم لتحرير بيحان، فأؤكد أنهم لا يستطيعون ذلك مطلقا، لأن القاعدة الجماهيرية لم تعد معهم والثقة الشعبية نزعت منهم بعد الأحداث الأخيرة التي حدثت في بيحان ولا سيما مع الاستمرار في عملية رفض القبول بالآخر“.

 

وحول قدرة وزارة الدفاع اليمنية وجيشها الوطني على استعادة زمام المبادرة، قال سالم ثابت العولقي: ”من أخفق في نهم والجوف ومأرب والبيضاء ومديريات بيحان وسلمها لميليشيات الحوثيين ولم يستعد شبرا واحدا من هذه المناطق والجبهات طيلة سنوات غير جدير بالدفاع عن شبوة وبقية المحافظات وحمايتها من التمدد الحوثي. والجنوب وشعبه وقواته البطلة كما حررت الجنوب عام 2015 قادرة على حماية الجنوب وتأمينه اليوم“.

 

دور الانتقالي الجنوبي

يعول الجنوبيون وأبناء محافظة شبوة على المجلس الانتقالي في لعب دور مهم لتحرير وتأمين محافظة شبوة، كما هو الحال عندما كانت النخبة الشبوانية القوات الفعلية المسيطرة على الأرض والتي بذلت جهودا كبيرة في تأمين المحافظة ومكافحة الإرهاب فيها.

 

كما تلوح بوادر بتدخل وشيك لقوات الانتقالي والنخبة الشبوانية في شبوة، وسط تأكيدات لـ“إرم نيوز“ بوجود ترتيبات تجرى في هذا الجانب مع قيادة التحالف العربي.

 

وفي هذا الصدد، أكد عضو هيئة رئاسة الانتقالي سالم العولقي أن ”المجلس الانتقالي الجنوبي لن يتخلى عن واجباته تجاه شبوة أو أي محافظة من محافظات الجنوب، وسيتحمل مسؤوليته الوطنية والأخلاقية تجاه ما يحدث، وتحرير الجنوب وتأمينه واستقراره أولوية أولى للمجلس، وأبناء شبوة في النخبة والمقاومة والقبائل في طليعة المدافعين عن شبوة لتحريرها في قادم الأيام“.

 

من جهته، قال عضو الجمعية الوطنية للانتقالي وضاح بن عطية إن ”المجلس الانتقالي جزء من الشرعية الممثلة للجنوب ويملك الشرعية القانونية عبر اتفاق الرياض والشرعية الشعبية المؤيدة له، ونؤكد أن شبوة قادمة على أيام تطهير من مبليشيات الإخوان وتحرير من ميليشيات الحوثي، وأن سيطرة الانتقالي على شبوة أمر حتمي، فدون سيطرة القوات الجنوبية على شبوة فإن المنطقة ستدخل في فوضى ونفق مظلم“.

*- شبوة برس ـ ارم نيوز