السلاح والصلح والأمان بحضرموت

2021-11-22 20:03

 

إثر تصاعد حدة الإقتتال بين الحضارم لأسباب متعددة أبرزها ظاهرة الثأر الذي انتشر بين القبائل ليتحول إلى صراع طغى على الوضع الأمني بعموم حضرموت أرتأت السلطات في سلطنتي حضرموت العمل في محاصرة هذه الظاهرة والحد من تداعياتها إذ صاحب ذلك الجزع والخوف وتقويض السلم الاجتماعي وكان لوقوف بريطانيا مع هذا الإتجاه - الأمن والأمان- ودعمه سيما وأن أنجرامز والذي سمي خطوات الأمن والهدنات بإسمه صلح أنجرامز لم يأت في حينه فأنجرامز قد رفع تقاريره إلى لندن وحاكم عدن البريطاني تقارير عن هذه الأوضاع فيقول :-

(كانت السِّمة البارزة لحياة الحضارم في بلادهم أنهم في نزاع داخلي مزمن فهم رغم مقدرتهم على جمع المال في الخارج من الممتلكات العقارية والتجارة ومنح القروض وما إلى ذلك فقد كانوا قطعاً عاجزين عن العيش في بلادهم نفسها)

أعطت بريطانيا الضوء الأخضر للبدء في عملية سلام متزامنة مع رغبة بعض من  رجال حضرموت ليبدأ أنجرامز في الشروع عملياً بإتصاله مع السلطانين القعيطي والكثيري ووجاهات المجتمع وبدأت الخطوات بالإجتماع في سيؤن وأتفق السلطان علي منصور الكثيري وصالح بن غالب القعيطي على تشكيل أول لجنة هدنة من السلطان علي بن صلاح القعيطي والسلطان عبدالله بن محسن الكثيري والشيخ سالم جعفر بن طالب والشيخ عوض بن عزان بن عبدات والشيخ العبد علي التميمي كخطوة أولى وكان ذلك في سيؤن ١٩٣٦م وفي ١٩٣٧م وفي اجتماع بحارة حسان بسيؤن أيضاً أختارت هذه اللجنة الأديب محمد بن هاشم سكرتيراً لها وأيضاً الفقيه محمد بن شيخ المساوى مستشار شرعي للجنة ، وبدأ العمل وأعترضته العديد من المصاعب وبعد فتره أضيفت عدد من الشخصيات لقوام اللجنة وبعد سنوات أبرزهم أبوبكر بن شيخ الكاف وتمدد عمل اللجنة وأبرمت معاهدات صلح وهدنه بكل بقعة حضرمية يسنده الأنجليز والمستشار أنجرامز وبعده في الخمسينات بوستيد وحكومة لندن وأجبرت القبائل حال مخالفتها للصلح بأنها سوف تستخدم سلاح الجو الملكي البريطاني لقصفها أو عند عظم التزامها وشهدت ساحة قصر الكثيري توافد لممثلي ومقادمة وحكمان القبائل لإعلان قبولهم بقناعة لمسودات الصلح والهدنة في مختلف نواحي حضرموت ووقعوا عن فخائذهم وقبائلهم وذهب أعضاء من اللجنة في أحايين إلى حيث سكنى قبائل وجرت لقاءات ومشاورات أفضت للتوقيع ولأن فترة ثلاث سنوات كمدة أولى لتوقيع الهدنة غير كافية فقد مددت فترة التصالح والصلح والهدنة حتى بداية الخمسينات ولأكثر من ١٠ سنوات من ٣٧م - حتى بداية الخمسينات .

كانت هذه الخطوات في القرن الماضي بداية الإستقرار التام في حضرموت بعد أن كانت الحالة العامة والأمنية خصوصاً تؤرق السلطنتين وعموم الناس ولعل نجاحها وعلى مراحل نظراً لوجود الإرادة الصادقة من الحكام والمحكومين بإنهاء هذا الملف.

#علوي بن سميط