دور سلاطين يافع في مواجهة الأتراك والأئمة الزيدية

2021-11-29 05:01
دور سلاطين يافع في مواجهة الأتراك والأئمة الزيدية

دار جبل لحبوش يافع بني قاصد (يافع الساحل)

شبوه برس - خـاص - يـافـع

 

عند تفكك الدولة الطاهرية كانت يافع على رأس القبائل التي استقلت عنها. وفي تلك الفترة بالذات، وتحديداً في سنة 942هـ ظهر نظام السلطنة في يافع حيث نشأت في ذلك العام "السلطنة العفيفية" نسبة إلى مؤسسها محمد عبدالله بن اسعد الملقب "عفيف الدين" وهي السلطنة الأقدم ليافع عامة، وبعد قرابة نصف قرن على نشوئها وتحديداً في سنة 990هـ ظهرت السلطنة الأخرى "سلطنة آل هرهرة" نسبة إلى الشيخ العلامة علي بن أحمد هرهرة، في الجزء المسمى "يافع بني مالك" وعاصمتها "المَحْجَبَةْ" وتتبعها المكاتب التالية: البعسي - الموسطة - الضُّبي - الحضرمي – المفلحي. ومنذ ظهور هذه الأخيرة اقتصر نفوذ السلطنة العفيفية على الجزء المسمى "يافع بني قاصد" وحاضرتها "القارة" وتتبعها المكاتب التالية: كلد- يهر- الناخبي - السعدي – اليزيدي. وقد لعبت هاتان السلطنتان أدواراً هامة في تاريخ يافع في القرون الأربعة اللاحقة، ليس فقط في إدارة شئون المنطقة الداخلية واستتباب الأمن، بل وفي مواجهة الأتراك الذين لم يطل بهم المقام في يافع وأُجبروا على مغادرة حصن (الخلقة) في منطقة الحد – يافع الذي حاولوا منه بسط سلطتهم على المنطقة. ثم تصدرتا مقاومة جيوش الدولة القاسمية التي خلفت الحكم العثماني في اليمن ولم تستطع أن تمد سيطرتها على أجزاء من يافع إلاَّ لفترة زمنية محدودة بفعل مقاومة القبائل اليافعية بقيادة سلاطينها آل هرهرة وآل عفيف في العديد من المواجهات الشرسة داخل المنطقة وخارجها أرغمتها على التراجع من يافع والمناطق المجاورة لها. فقد امتد نفوذ يافع وتحالفاتها ليشمل عدن ولحج وحضرموت وأبين. وظلت يافع تاريخياً السند القوي لكثير من الأمراء والحكام الذين فقدوا ملكهم وكذلك في تأسيس دول جديدة، وبرز دورها الهام في تقرير المصير التاريخي في حيز المنطقة وفي تأثيرها الفعال الذي قد يغير مجرى تاريخ معين لمنطقة ما خارج حدود يافع كما حدث في حضرموت.

**

*- د علي صالح الخلاقي

من كتابي (الشيخ أحمد ابوبكر النقيب-حياته واستشهاده في وثائق وأشعار)