تجربة الديمقراطية في اليمن

2022-02-06 16:45

 

بالنسبة لبلادنا فقد اختيرت الديمقراطية كحل لإشكالية السلطة بعد الوحدة بين نظامين شموليين، فكانت أول تجربة لها هي إنتخابات 93 والتي نتائجها نتج عنها أول انفصال بين الشمال والجنوب بإرادة شعبية، حيث استولى الحزب الاشتراكي ذو المنشأ الجنوبي على كل دوائر الجنوب في إنتخابات ديمقراطية حرة نزيهة ، واستولى المؤتمر والإصلاح على أغلبية دوائر الشمال بصورة غير نزيهة وغير حرة .

 

وبعد الانتخابات صرح الكثير من المؤتمريين والاصلاحيين قائلين: إذا كنا خسرنا الإنتخابات في الجنوب فإننا لن نخسر الحرب، وفعلا لم يخسروا الحرب ولكنهم خسروا الديمقراطية والتقدم والرقي واعادوا البلاد مرة أخرى إلى الحكم الشمولي ، والذي هو مستمر حتى اليوم ، بالرغم من الإنتخابات الشكلية بعد الحرب ، وكانت النتيجة ما تعيشه بلادنا اليوم من فساد وإرهاب وحروب وفوضى وفقر ومرض وجهل وتخلف .

 

لقد انتصرت الشمولية على الديمقراطية في بلادنا ، لأن الشعب لم يكن على مستوى من الوعي يمكنه من أن يحمي الديمقراطية بنفسه ، ثم لأن الجانب الدولي والإقليمي لا يريد التجربة الديمقراطية في بلادنا إن تنجح ، لأنها تهدد مصالحهما الاستراتيجية ، فدعم الجانب الدولي والإقليمي الجانب الشمولي ، وانتصر في الحرب الجانب الشمولي العفاشي .

 

إن التجربة الديمقراطية لا يمكن إن تكون ناجحة على مستوى الجمهورية اليمنية ، لأن المجتمع في الشمال لا يزال يعيش مرحلة تتناسب مع مرحلة ما قبل الإستعمار البريطاني للجنوب ، أي إن رؤية الجنوبيين السياسية للديمقراطية لا يمكن إن تحقق ، إلا بعودة الدولتين إلى الوضع الذي كانت عليه البلاد ، ما قبل وحدة 22 مايو 90.