قالت تقارير صحافية إن هناك مؤشرات عن قرب قيام المملكة العربية السعودية الممسكة بالملف اليمني بإزاحة الجنرال العجوز علي محسن الأحمر الذي فشل في مواجهة الحوثيين وتعرضت قواته في حرض لانتكاسة أخيرة ضمن سلسلة طويلة من الانتكاسات مقابل صفر انجاز عسكري تحقق منذ صعوده الى منصب نائب الرئيس في مطلع العام 2016م.
وتحدثت أواسط سياسية عن أنّ هناك ترتيبات لإزاحة قريبة من محسن الأحمر من منصبه ضمن عملية تطهير للشرعية، وتتعزز احتمالات إزاحة الأحمر، بالنظر إلى الجرائم التي ارتكبها جنرال الإرهاب، والتي لم يكن أقلها الخيانة والخذلان والتآمر والعزوف عن مواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية وتسليمها الكثير من الجبهات، لكن عجوز الشرعية أحد أبرز صانعي الإرهاب وداعميه.
يعج تاريخ محسن الأحمر بالكثير من الجرائم والعمليات الإرهابية التي من المفترض أن تجعل مكانه السجن وليس القصر، لكن الرجل الذي بلغ من العمل أرذله استطاع أن يفرض نفوذ حزب الإصلاح بشكل كامل على الشرعية، فحولها أيضًا إلى معسكر لصناعة الإرهاب.
جرائم الأحمر الإرهابية كانت لها صبغة دولية وليست محلية وهو ما زاد من حجم النفور منه، بما يعزّز من احتمالات فشل مخططاته التوسعية في فرض نفسه على كرسي القيادة، من بين هذه الجرائم كان تفجير المدمرة الأمريكية "كول" مطلع الألفية الجديدة، فالعناصر التي نفّذت الهجوم الإرهابي تتبع محسن الأحمر، فبينما كانت هذه العناصر مقبوضًا عليها، استغل الأحمر نفوذه للإفراج عنهم وقد حدث ذلك بالفعل قبيل تنفيذ العملية الإرهابية.
إرهاب الأحمر الذي استهدف الولايات المتحدة لم يتوقف عند تفجير المدمرة كول، حيث تورط في تفجير السفارة الأمريكية بصنعاء في صيف 2008، حيث تم الكشف لاحقًا أنّ السيارتين المستخدمتين في الهجوم تتبعان "عجوز الإرهاب".
واقعة أخرى وثّقت جانبًا من إرهاب محسن الأحمر، فالعجوز احتضن إحدى وسائل الإعلام (صحيفة محلية)، وأنفق عليها بسخاء، والغريب في الأمر أنه جعل على رأس تحريرها إرهابي قادم من أفغانستان، وباتت هذه الوسيلة الإعلامية سلاحًا لتلميع الأحمر من جانب، مع العمل على إطلاق رسائل تحريض على التطرف والتشدد.
وبشكل مباشر أيضًا، عمل محسن الأحمر على إنشاء ورعاية وإيواء أفرع وكيانات لتنظيمات متطرفة بما في ذلك تنظيمي داعش والقاعدة، مستخدمًا خبراته في صناعة الإرهاب التي شكّلها في هذا الإطار. وتكبّد الجنوب عناء إرهاب علي محسن الأحمر، فمنذ عام 1990 ارتكبت فصائل إرهابية تابعة له جرائم فتاكة ضد الجنوبيين أسقطت آلاف الشهداء، بينهم عسكريون تم اغتيالهم بأيادٍ غادرة داخل وخارج الجنوب.
اللافت أنّ الأحمر ومع كل هذا الإرهاب الذي صنعه ونشره في مفاصل الشرعية الإخوانية مستغلًا نفوذه العسكرية الكبير، فقد ظهر كـ"حمل وديع" أمام الحوثيين، ولم يخرج من المعارك أمام المليشيات مجرد مهزوم لكنّه خرج متخاذلًا ومتآمرًا، ولعل مشهد هروبه من صنعاء في سبتمبر 2014 متنكرًا في هيئة زوجة سفير، كان دليل خيانة أفضى إلى تمكين الحوثيين على قلة عددهم آنذاك من السيطرة على صنعاء.
هذا الجانب من جرائم محسن الأحمر تبدِّد أحلام جنرال الشرعية العجوز من حلم الزعامة، ويطالب الكثيرون ليس فقط في الجنوب لكن في اليمن أيضًا، أن تتم محاكمة هذا الإرهابي على جرائمه.
من جانب أخر أعلنت تركيا مؤخرًا، عن زيادة ملحوظة في استثمارات العقارات للأجانب المقيمين على أراضيها، ما يفتح بابًا للحديث عن عناصر حزب الإصلاح الهاربين هناك، الذين يتاجرون ويتربحون من القضية ليلًا ثم يتاجرون في ثرواتهم صباحًا.
تركيا احتضنت المئات من قيادات الإصلاح، بما في ذلك قيادات حكومية بارزة منتمية للإخوان، وقد حقّقت هذه العناصر أرباحًا ضخمة من وراء الحرب، كما أن أموالًا ضخمة يتم تهريبها إلى تركيا للاستثمار بها هناك. لم تحدّد أنقرة في إعلانها الأخير عن هوية الفئات التي قادت إلى زيادة نسبة الاستثمار العقاري، لكن الكثير من الإعلانات السابقة تضمّنت إعلانًا عن حجم الاستثمارات التي يملكها إخوان اليمن هناك، إذ كانوا قد احتلوا المرتبة الثالثة فيما يخص شراء العقارات السكنية في 2020.
الأرقام والإحصاءات والبيانات الصادرة عن تركيا هي ترجمة لهجرة اقتصادية نفّذها عناصر حزب الإصلاح إلى هناك، بعد التآمر والخذلان الذي مارسته المعسكر الإخواني وترك الأرض للمليشيات الحوثية، بينما اكتفى بالتربح من آثار الحرب.
وحتى نهاية العام الماضي فقط، فإنّ شخصيات إخوانية اشترت في تركيا أكثر من 1000 عقار، مقابل 391 عقارًا في 2017، و851 عقارًا في 2018، وجاءت الذروة في عام 2019 حيث تم تسجيل 1564 عقارًا، بإجمالي عدد عقارات منذ عام 2015 وصل إلى أكثر من 5400 عقار، بقيمة تتخطى مليارًا و347 مليوناً و500 ألف دولار، وفق إحصاءات تركية رسمية.
يأتي هذا فيما تقول معلومات حديثة تناقلها ناشطون، أنّ الإخوان اشتروا ما تشبه مدينة بأكلمها في تركيا، تضم أكثر من خمسة آلاف عقار خلال الحرب عبر الأموال المنهوبة.
إقدام العناصر الإخوانية على هذا الاستثمار المشبوه، يأتي في وقت لا تتوقف فيه عن المتاجرة بالحرب، إذ تتعامل معها بمسارين، أحدهما عسكري يقوم على تسليم الجبهات والمواقع للمليشيات الحوثية، بينما على الصعيد السياسي تعمل على تنفيذ أجندات مشبوهة تتخادم مع المليشيات ومعاداة الجنوب والتحالف العربي، وتمزج ذلك بالعمل على المتاجرة بالحرب في مسعى لتقديم صورة إخوانية تدعي العداء للحوثيين.
وكثّفت هذه العناصر المشبوهة، في الأيام القليلة الماضية، من الحملات الخبيثة لكتائبها الإلكترونية في إطار حرب سياسية ونفسية تشنها أبواق الشرعية المقيمة في تركيا للتخادم مع المليشيات الحوثية في هذا الإطار.
*- شبوة برس ـ اليوم الثامن