وجه الدكتور "محمد حيدرة مسدوس" السياسي الجنوبي المعروف رسالة مفتوحة إلى المجتمعين في مشاورات الرياض المنعقدة منذ يومين في مقر مجلس التعاون الخليجي تلقى محرر "شبوة برس" نسخة منها وجاء نصها: ان كانت هذه المشاورات لإصلاح الشرعيه سياسيا واقتصادياً فهذا معقول، وان كانت للحل فهذا غير معقول، لأن غياب الحوثيين يعني غياب صنعاء، ولأن المرجعيات الثلاث التي اعلنها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي هي ((العقبه)) أمام الحل، وممكن توضيح ذلك في التالي:
اولاً: ان طرفي الصراع مع الشرعيه، هما الحوثيون والجنوبيون، وبحكم انهما لم يكونا طرفان في المبادرة الخليجية، فانهما غير ملزمين بها، مع العلم بانهما المسيطرين على الأرض، وهما الطرفين في الحل مع الشرعيه٠
ثانياً: أن المبادرة الخليجية كانت بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح واحزاب اللقاء المشترك، ولم تكن بين الشرعية والحوثيين أو الجنوبيين، وهذه المبادرة تكون قد انتهت وظيفتها بنهاية حكم الرئيس علي عبدالله صالح٠
ثالثاً: ان هذه المبادرة خالي من قضية الجنوب، وكانت خالية من مطالب الحوثيين، ولم يكن الحوثيون أو الجنوبيون طرفاً فيها، ولم يكونا من الموقعين عليها وبالتالي ليس من المعقول بأن تكون هذه المبادرة مرجعية لحل قضية الجنوب، او لحل الصراع مع الحوثيين٠
رابعاً: لقد قام عليها موًتمر الحوار الذي عقد في صنعاء، وكذلك قرار مجلس الأمن رقم ((٢٢١٦))، وبحكم ان المبادرة باطلة بالنسبة للحوثيين والجنوبيين، فإن ما ترتب عليها باطل بالنسبة لهما٠
خامساً: انه لذلك يكون من الصعب ان تكون هذه المبادرة وما ترتب عليها، مرجعية لحل الصراع مع الحوثيين أو مرجعية لحل قضية الجنوب، مع العلم بأن الحراك الجنوبي لم يشارك في موًتمر الحوار بإستثناء مكون تم تكوينه اثناء التحضير للموًتمر، ومع ذلك اختلف مع الشماليين حول قضية الجنوب وانسحب من الموًتمر٠
سادساً: أن الخلاف في موًتمر الحوار كان حول قضية الجنوب وشكل الدوله ((حصرياً))، ولم يتوصل الموًتمرون إلى وفاق حول القضيتين، وقام الرئيس هادي باتخاذ قرار بالاقاليم الستة دون توافق عليها٠
سابعاً: لقد رفض الحوثيون ان يكون شكل الدولة من اقاليم، ورفض الجنوبيون بأن تكون الاقاليم دفنا لقضية وطنهم، ولكن الرئيس هادي كان مستقوي بالخارج واعلن الاقاليم السته التي ادت الى حرب ٢٠١٥م٠
ثامناً: انه بالانطلاق من ذلك فأن الحل الان يتطلب تجاوز المبادرة الخليجية وتعديل قرار مجلس الامن رقم (( ٢٢١٦ )) او اصدار قرار جديد يزيل هذه العقبات، باعتبار ان ازالتها ضرورة موضوعية للحل٠
تاسعاً: انه لمزيد من التوضيح، اقول بان خلاف الجنوبيين مع الشرعية هو امتداد لحرب ١٩٩٤م التي اسقطت مشروع الوحدة، وهو خلاف حول الوحدة وليس حول السلطة٠ كما ان خلاف الحوثيين مع الرئيس هادي كان حول شكل الدولة وليس حول السلطة٠ ولهذا فإن جوهر الخلاف هو في ((قضية الجنوب وشكل الدولة)) وان طرفي القضيتين مع الشرعية هما، الجنوبيون والحوثيون دون غيرهم٠
عاشراً: انه على أساس ذلك، فان الطريق الى الحل هو كما اسلفنا يتطلب تجاوز المبادرة وتعديل القرار رقم (( ٢٢١٦ )) أو استبداله ٠ وبعد ذلك تتم دعوة الشرعية والحوثيين والجنوبيين الى:
1: وقف الحرب تحت اشراف دولي٠
2: الجلوس للحوار حول القضيتين، بحيث يكون حلهما وظيفة الحوار٠
3: على ضوء الحل تتم معالجة وضع المؤسسات العسكرية والامنية، وكافة القضايا الاخرى بما فيها محاربة الإرهاب.
*- د محمد حيدرة مسدوس
٣١ / ٣ / ٢٠٢٢م