اذا كان البعض قد ارتضى سابقا أن تسمى بلاده حضرموت اوالجنوب العربي بمسمى " اليمن " فإنه ربما كان جاهلا بخطر اليمننة على وجوده الإنساني على ارضه وارض آبائه وأجداده، وربما كان هذا البعض مأخوذا بأفكار وشعارات مرحلة الخمسينيات والستينيات ، حين اشبعونا بأفكار القومية العربية والوحدة العربية ، وغيرها من تلك الشعارات التي غدت اليوم بالية وبائسة وتافهة .
ولم يتحقق منها شئ إلا أن اصبحنا نحن الحضارمة فاقدين لهويتنا ولارضنا تحت شعار تافه وقاتل هو شعار " الوحدة اليمنية "
ولم يذهب اي شعب عربي من الشعوب العربية ضحية لتلك الشعارات والأحلام التعيسة الا نحن في حضرموت والجنوب العربي حين
ارتضينا بجهل وغباء أن نتخلى عن هويتنا الحضرمية الجنوبية العربية لصالح الهوية اليمنية .
لقد دفع الثمن غاليا شعبنا في حضرموت وفي الجنوب العربي حين تخلينا عن هويتنا الحضرمية الجنوبية العربية والتحقنا بغباء وجهل بهوية اليمن ، دفعناه غاليا حين فقدنا الاستقرار على أرضنا ..وفقدنا آلاف الأنفس البريئة قتلا في صراعات ومرضا وجوعا وقهرا وظلما ونكدا من سوء الأوضاع وكارثيتها ماضيا وحاضرا !
هكذا غدونا ملحقين باليمن واليمننة بهذا الفخ الذي اوقعنا أنفسنا فيه حين ارتضينا أن نكون يمنيين بجهل وغباء منا أو بعلم ودراية ..!
إن خطر اليمننة هو خطر وجودي على اجيال اليوم في حضرموت والجنوب العربي وخطر وجودي علينا وعليهم أيضا مستقبلا .
أننا لانبالغ أن قلنا إن خطر اليمننة خطر وجودي على حاضرنا ومستقبلنا على أرضنا الحضرمية الجنوبية العربية .
حين تصبح أرضنا الحضرمية والجنوبية أرضا مشاعة ومباحة لليمنيين ليتملكوها كسكن وكمشاريع استثمارية برا وبحرا وقطع اراضي زراعية إلى غير ذلك من مسائل التملك ..هنا ستصبح وانت الإنسان الحضرمي وغيرك من بني شعبك الحضرمي والجنوبي أصحاب الأرض الحقيقيين ستصبحون مجرد قلة قليلة وسط طوفان من الوجود والتواجد اليمني الكثيف على ارضك الحضرمية ، ستصبحون مجرد أقلية بين أكثرية من ملايين اليمنيين الذين استملكوا ارضك لأنها في عرفهم ومفهومهم هي أرض يمنية ، يحق لاصحاب الحديدة وصنعاء وتعز واب ومأرب والمحويت والجوف وحجة وغيرهم من سكان مناطق الجمهورية العربية اليمنية أن يمتلكوا ارضك الحضرمية والجنوبية بحجة أنها أرض يمنية مثلهم مثلك يحق لهم التملك والتواجد دون رقيب أو حسيب عليهم ...- انظروا كمثال فقط كيف اصبح اليمنيين أكثرية في المهرة وغدا المهارة أقلية على أرضهم -
هنا يكمن الخطر الوجودي اليمني علينا وعلى أجيالنا القادمة ..ناهيك عن خطر تهميش والغاء هويتنا الحضرمية لأن في عرفهم لاتوجد الا هوية واحدة هي الهوية اليمنية ..هنا سيتسيدوا هم علينا وسيصبحوا هم الأمر الناهي على أرضنا ..اتذكر في أواخر التسعينيات - وهذا أمر اذكره واتذكره جيدا لأنني كنت متابع لتداعياته - في أواخر التسعينيات أرادت جهة حضرمية إقامة مهرجان في المكلا تحت عنوان ( المهرجان الأول للأغنية الحضرمية) .
هنا ثارت ثائرة اليمنيين مسئولين كبار ومثقفين وشرائح أخرى يمنية ..ثارت ثائرتهم لأن عنوان المهرجان مذكور فيه كلمة ( الحضرمية) ، وتدخلوا لتغيير اسم المهرجان حتى أن رئيس وزرائهم الهالك عبدالكريم الارياني تدخل في الموضوع ، واقترحوا أن يتم تغيير العنوان إلى ( المهرجان الأول للأغنية اليمنية في حضرموت )
أرأيتم إلى أي حد يحاربنا هؤلاء اليمنيين ؟؟!
أنهم خطر وجودي على حاضرنا وحاضر ومستقبل أجيالنا القادمة ..!
لهذا نحن كحضارمة وكعرب جنوبيين نرفض اليمننة ..ورفضنا لها يعني رفضنا أن يتم دفننا ونحن أحياء على أرضنا وارض آبائنا وأجدادنا ..نرفض اليمننة لأنها بالنسبة إلينا تعني الفناء لنا ولكل ماله صلة بحضرموت ماضيا وحاضرا.. !!
نرفض تكريس اليمننة لأنها تعني الغائنا..ونفينا من على أرضنا . !!
علموا ابنائكم خطر اليمننة ..ازرعوا فيهم حبهم لحضرموت وهويتها التي هي الهوية الغالبة على مجتمعنا الجنوبي عامة ..علموهم أن تكريس اليمننة هي النهاية الحتمية لنا كحضارمة وكجنوبيين عرب ..!!
اللهم اني بلغت .. اللهم فاشهد .!
تحياتي لكم وجمعة طيبة عليكم يامعشر الحضارمة وكل العرب الجنوبيين.
محبكم :
عمر حمدون .
حضرموت .الجنوب العربي .