مليونية سيئون انتصرت للجنوب

2022-10-18 04:48

إلى قبل يوم 14أكتوبر 2022 م كان مواطني مديريات وادي وصحراء حضرموت لايستطيعون التعبير عن مشاعرهم الوطنية الجنوبية بحرية ، حيث كانت المظاهرات التي تخرج في مدينة سيئون دائما ما كانت تقمع وتضرب بنيران أسلحة جنود المنطقة العسكرية الأولى مما كان يؤدي إلى تفريق المتظاهرين وتشتيتهم .

هذا التعمد الداخلي (الشرعية الإخوانية) المدعوم خارجيا (بعض دول التحالف) في جعل ميليشيات المنطقة العسكرية الأولى تبقى مسيطرة وبقبضة عسكرية حديدية على وادي وصحراء حضرموت مع ضرب الصوت الجنوبي هناك وجعله في حالة شبه مغيب لايستطيع الأفصاح عما يجيش بداخله من مشاعر نضالية وطنية جنوبية كانت تقف خلفها مآرب واطماع لقوى داخلية وخارجية أرادوا تحقيقها على حساب وحدة الجنوبيين الوطنية وعلى حساب هدف استعادة دولتهم الجنوبية المستقلة .

وحتى تستطيع تلك القوى الداخلية والخارجية تمرير وتنفيذ مشاريعهم السياسية والإقتصادية والعسكرية في بعض محافظات الجنوب دون مراعاة حرمة السيادة الوطنية الجنوبية سعت تلك القوى وبما كانت تحيكه من مؤآمرات ضد الجنوب إلى الضغط على قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي للرضوخ والاستسلام بتمكين ماتسمى شرعية الإخوان اليمنية من السيطرة على العاصمة الجنوبية عدن وكذلك تنفيذ مشاريع إقتصادية لصالح دول إقليمية في محافظات الجنوب الشرقية واجبار الانتقالي الجنوبي الاعتراف بشرعية تنفيذ تلك المخططات وإلا فإن تلك القوى الداخلية والخارجية ستلجأ وبالقوة إلى تنفيذ تلك المخططات التآمرية في مديريات وادي وصحراء محافظة حضرموت ومن قلب مدينة سيئون المسيطرة عليها ميليشيات المنطقة العسكرية الأولى ، الذي كان ومن ضمن تلك المخططات عملهم على عرقلة تنفيذ بنود اتفاق الرياض حتى لايتم تنفيذ البند الملزم في خروج قوات المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت .

إلا أن الثبات القوي الشديد الحريص من قبل قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في التمسك بمبادئ وأهداف الثورة الجنوبية وفي الحفاظ على سيادة أراضي الجنوب ووحدتها الوطنية وعدم التفريط في شبر منها ، وعدم الرضوخ والاستسلام لضغوطات الخارج ، وبما كانت تجوب مدينة سيئون من مظاهرات شعبية رغم ما كانوا يتعرضون له من قتل واعتقال وقمع معبرين عن رفضهم أن تكون محافظتهم محل تنفيذ تلك المخططات والمؤآمرات ، استطاعوا الوقوف وبشجاعة منقطعة النظير ضد شرعنة تلك المخططات والمؤآمرات من خلال إفشالهم شرعنة وجود مجلس النواب وعقد جلساته بصورة دائمة ، كذلك إفشال أن تكون مدينة سيئون عاصمة لحكومة الشرعية اليمنية كعاصمة بديلة عن العاصمة الجنوبية عدن ، وكذلك استطاعوا إفشال تنفيذ مشاريع إقتصادية لصالح دول إقليمية الذي كان تنفيذها يعد انتهاكا للسيادة الجنوبية وخروجا عن اتفاقيات المصالح المشتركة بين دول الجوار .

لكن و من بعد يوم 14أكتوبر 2022م الذي وللاحتفال فيه توافدت حشود غفيرة لأبناء حضرموت قاطبة من كل مديرياتهم إلى مدينة سيئون للتعبير عن مشاعرهم النضالية الوطنية الجنوبية في مليونية اطلق عليها اسم مليونية الخلاص فأن الأوضاع في محافظة حضرموت بعدها وخاصة في مديريات الوادي والصحراء لن تكون كما كانت قبلها ، وهذا ما معناه تأكيد أبناء حضرموت مضي عزيمتهم في الانتصار للجنوب ضد جميع تلك المخططات والمؤآمرات التي كانت تحيكها قوى داخلية وخارجية في محافظتهم ومن ثم أفشالها وهزيمتها ، ومنها مخطط محاولة فصل حضرموت عن جسد دولة الجنوب .

هذه الإرادة والعزيمة الحضرمية القوية قد تم التعبير عنها في رفضهم التام و المطلق ببقاء قوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي وصحراء حضرموت التي أكدتها كلمة رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي المساعدة في وادي وصحراء حضرموت الأخ محمد عبدالملك الزبيدي الذي قال في كلمته أمام الحشد المليوني أن مابعد مليونية الخلاص لن يكون كما قبلها وأنه سيكون هناك تصعيد بشكل آخر أهاب بجميع أبناء حضرموت الاستعداد لذلك ، وأيضا ماجاء في البيان الختامي لمليونية سيئون الذي أكد على عزم أبناء حضرموت انتزاع حقوقهم والسيادة على أرضهم .

.