ألم يحن الوقت لينتزع الجنوب الحكم ويضع الأشقاء اليمنيين في زاوية شراكة محدودة طالما الحكم في أرضنا والاستنزاف من اقتصادنا بينما خدماتنا مغيبة ورواتبنا شحيحة والقرارات العملية على أرضنا تذهب لصالح الحوثي وأحزاب اليمن الشقيق ممن يقطنون فنادق القاهرة واستطنبول والدوحة وشرق آسيا وبعض عواصم دول الخليج .
علينا كجنوبيين أن نكرس في هذه المرحلة الآنية كيف تقوم بتدوير نظام الحكم لصالحنا، وهذا من حقنا شرعا وفي ظل بقاء الجمهورية العربية اليمنية تحت حكم الحوثي منذ ثمان سنوات خلت، وفي نفس الوقت يلاحظ أن الجنوب يرضخ تحت حكم قيادات الجمهوريةالعربيةاليمنية، مجلس الرئاسة، ورئيس الحكومة، ووزارة الداخلية، والنفط، والكهرباء، والخارجية، والمالية، والبنك المركزي في عدن، جلهم من الجمهورية العربية اليمنية الشقيقة وماركة اختيار وتوافق يمني وأن كانوا من جنوبيي الشرعية إلا شرعية باب اليمن.
ويجب أن نستعيد حضرموت والمهرة كامر واقع لا مساومة ولا مراوغة ثعالب في هذا الأمر فالزمن لايرحم والمؤامرات تحت غطاء شرعي تتوالى حياكتها على المحافظتين الجنوبيتين والجنوب العربي بشكل عام .
ولا نفرح كثيرا أن قررت ماما أمريكا فتح قنصلية أمريكية في عدن، فهي ستكون وكر تامري واستخباراتي على الجنوب، وتكثيف سياسي لدغدغة عواطفنا والهدف فتح المجال أمام استنزاف نفط حضرموت .
القيادة الجنوبية السياسية والعسكرية والاقتصادية أن وجدت بحاجة إلى فتح الملفات ومراجعتها وتقييمها والتدخل العاجل في اصدار قرارات حاسمة فيها .
لقد تجاوزنا في إعطاء الأشقاء اليمنيين فرصة زمنية ليحرروا أرضهم ولو عاش صاحب المثل البدوي القائل ( ياذي صبرتي سنة زيدي ثمان ). سيقول عار عليكم أيها الجنوبيون مايجري ألا ترون أن شرعية المؤامرات والاحتلال تمارس عليكم استعادة تمكين الهيمنة والاستنزاف والتسلظ في كل مجالات الحياة مستغلة منحها مزيدا من الزمن الذي يستخدم لمزيد من التامر الداخلي والدبلوماسي الخارجي .
نريد تدوير بل انتزاع السلطة على أرضنا في كل الوزارات، خاصة وأن الفشل ومحاربة شعب الجنوب في كثير من الوزارات واضح للعيان .
الإعلام والداخلية والنفط والكهرباء والمالية، نريد إدارة جنوبية محنكة تثبت بالوثائق والوقائع على الأرض أننا دولة مقابل دولة أخرى وليس إقليم كردستان ولا جنوب السودان، ولطالما الحوثي يدير أرض الجمهورية العربية اليمنية فلماذا لايتفاوض الجنوب مع القوي المهيمن وتعزل شرعية الاحتلال وأرض الميعاد في الجنوب.
يجب إلا تترك الزمن يمر، كما يجب أن نضع في أذهاننا أن الأقلمة مع حكام باب اليمن أي كانت لا تخدم شعب الجنوب العربي، فنحن شعب يمتلك جغرافية واسعة وموارد غنية وسكان وديموغرافية محدودة لاتتجاوز ال5 مليون نسمة، امام دولة سكانها 40 مليون ومساحة لاتساوي مساحة حضرموت، وعادات وتقاليد جاهلية، ونظام حكم قبلي، مما يعني أن بقائنا تحت أي وضع سياسي استمرار للاستنزاف وبقاء الهيمنة وتغيير بل طمس الوجه الديموغرافي للجنوب العربي، ومعناه لن نستطيع أن نحقق أدنى تقدم تنموي وحضري طالما نحن نرهن ثرواتنا ل40 مليون نسمة هم شعب دولة اخرى .
لقد آن الأوان أن نستعيد دولتنا ونقدم دعم واتفاقيات اقتصادية مشروطة ولكن بقرارنا ومن منطلق جمهوريتنا، ونتعايش كدولتين جارتين كما كنا قبل عام 1990م.
من يروج للتحالف أن شعب الجمهورية العربية اليمنية سيموت جوعا إذا لم يترك له الجنوب العربي كمتنفس ديموغرافي واقتصادي فهو وآهم ومظلل وهدفه الاستيطان، فشعب الجمهورية العربية اليمنية يمتلك منذ عام 62 يوم استقلالة الكثير من الإمكانات الاقتصادية الزراعية والمعدنية لكن تنقصه القيادة المخلصة والنزيهة .
هذا راينا وهذه وجهة نظرنا في قضية وطننا الجنوب العربي. الحر .
*- بقلم د. صلاح سالم أحمد