اختلال معادلة الميزان التفاوضي في قضايا صنعاء وعدن

2023-04-05 02:45
اختلال معادلة الميزان التفاوضي في قضايا صنعاء وعدن
شبوه برس - خـاص - عــدن



تحت مبرر الحصار واغلاق المنافذ البحرية والجوية على عاصمة اليمن الحوثية صنعاء حظيت تلك القضية باهتمام واستعطاف المجتمع الدولي وتحولت قضية المنافذ الى مظلمة يسوقها الحوثيون لتخفيف وطأة قرارات المجتمع الدولي عليهم باعتبار الملايين في صنعاء يعيشون تحت هذا الحصار المزعوم ، بينما الواقع على الارض لايمت بصلة لدعاوي الحوثيين وبكاؤهم الشديد على الاوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب اليمني نتيجة ذلك الحصار الوهمي . فالواقع يشهد على ان جميع الامدادات والاحتياجات اللازمة لادارة شؤون الدولة لديهم متوفرة في العاصمة الحوثية صنعاء ، وبسخاء كبير تقدمه بطرق مباشرة وغير مباشرة سفن الوقود الغير منقطعة والمساعدات المتدفقة بشكل غير طبيعي تحولت فيه مخازن الحوثيين الى احتياطي من الغذاء والدواء والوقود يجنبها حدوث ازمة او طارى من جائرة الزمان ، وفي الوقت الذي يتصنع فيه الحوثيون مشاهد درامية عن ازمة انسانية نتيجة انقطاع المرتبات عن الموظفين منذ سنوات في دولة تديرها مليشياتهم التي تنفق ملايين الدولارات في التسويق للتحدي الاعظم للشعب اليمني صانع المعجزات الذي يواجه العدوان والحصار بقدراته الذاتية التي يقال عنها في وصف الفخر الحوثي بانها ضخمة تفوق الخيال في العطاء والبذل والتضحية حتى انه وصل حد التفوق على التعبير الايراني الشيعي في احتفالات المواسم وذكريات الولاية والشهادة كصورة من صور الثراء والبذخ والفخر اليماني بالذكريات الايمانية والمسيرة القرآنية حد زعمهم ، فالمعادلة غير موزونة كيف للمحاصر والعاجز عن دفع رواتب الموظفين ان يحتفل بارقى صور الثراء والبذل المجتمعي الايماني من دولة لاتصرف مرتبات لموظفيها ..؟



كيف لتلك الدولة ان تستقر عملتها وتنضبط اسعار السلع الاستهلاكية لديها وتتوفر كل احتياجاتها بسهولة ويسر وفي ظل حصار خانق وعدوان غادر كما يزعمون ..؟

ان في الامر مكيدة وخدعة اممية وتضليل كبير للمجتمع اليمني تشارك فيه شبكة عنكبوتية تتقارب تارة وتتباعد تارة اخرى بحسب سياسة العصا والجزرة والمصالح المتبادلة والتهديدات المحتملة التي يستخدمها الطرفان ضد بعضهما البعض كغطاء لتطبيع التعامل مع الامر الواقع المرير والحقيقي المعبر عنه في الحصار والاخضاع المذل للشعب الجنوبي بدلا عن الشعب اليمني الواقع تحت سيطرة المليشيات الانقلابية لغة لا اصطلاحا



على هذا يتفق المجتمع اليمني من كل اقطابه السالبة والموجبة في منهاج التضليل والخداع الاممي في قضية الازمة اليمنية التي لم تظهر حقيقة وجودها ومعاناة اهلها الا في الجنوب او مايطلق عليه وفقا للمصطلح العام السياسي بالمناطق المحررة



ان المعادلة غير موزونة في مفاهيم الحصار والعقوبات فالقرارات الاممية فرضت على الحوثيين في صنعاء ونفذت على الجنوبيين في عدن فالحصار والغلق صدر امميا بحق حكومة صنعاء الحوثية وتم تنفيذه على الارض في مناطق حكومة الجنوبيين في عدن ، وقطع الرواتب نافذة في عدن والمتظلم من اضرارها الحوثيون في صنعاء ، والمعالجات الاممية في التفاوض من اجل رفع الحصار وفتح المنافذ واطلاق صرف المرتبات ، يتم التحضير لتنفيذه لصالح حكومة صنعاء الحوثية ، دون النظر في حقيقة الحصار المفروض على حكومة الجنوبيين في عدن المغلفة برداء اليمنية والشرعية لمنع التفرد الجنوبي الذي حالما يتربع على السلطة سيرفع علم الجنوب ويردد نشيده الوطني في مراسيم استقبال الوفود الاممية والدولية والعربية ، ولحماية ماتبقى من سيادة الدولة اليمنية تطلب الامر فرض سياسة الامم المتحدة القائمة بجدية وحزم تحت البند السابع في عدن موجهة سياط العقوبات الحقيقية في منع حسم قضية الكهرباء وتشغيل المصافي وتوسيع عمل الميناء وتطبيع حركة الملاحة البحرية والجوية وتصحيح وضع البنك المركزي العدني ومعالجة قطاع الايرادات والاتصالات ، والكشف عن حقيقة وضع العملة النقدية ودوافع تدهورها في مناطق الجنوبيين في عدن

ان المعادلة غير موزونة في حقيقة التعامل مع المناطق المحررة والمناطق المحتلة ، فهل بالامكان ان تساهم اي جهة بتوضيح الصورة الحقيقية للمشهد اليمني والوضع في الجنوب ومايتم رسمه والتخطيط له في اروقة صنع القرار الدولية والصراع من اجل النفوذ والمنافسة في السيطرة على الممرات المتحكمة مايتطلب بقاء الامور تحت السيطرة وعدم البث فيها حتى يتبين لاطراف النزاع اين ستسقر البوصلة وفي اي اتجاه سترسو سفن المنطقة

*- جمال مسعود علي