لن يمر الجنوبيون نحو الاستقلال عبر سلام ملغوم

2023-04-08 17:11
لن يمر الجنوبيون نحو الاستقلال عبر سلام ملغوم
شبوه برس - خـاص - عــدن



هكذا هم اهل السياسة يعملون بمبدأ التورية واخفاء الحقائق منطلقين بالمقولة المشهورة ليس كل مايتفق عليه يتم الاعلان عنه (نعم هناك تفاصيل) لايجب ان تذكر فبذكرها قد ينفض اي اتفاق وتثار كثير من المشاكل تعرقل جهود السياسيين وقد تتسبب بتأزيم الوضع واعادة التفاوض الى مربع الصفر ، لذا يتكتم السياسيون على تفاصيل اي اتفاق حتى ينجز ويتم العمل به بعد التوقيع عليه ثم يترك للتنفيس مساحة حرة تتحرك فيها الاقوال والآراء ووجهات النظر التي مهما بلغت حدتها لاتخرج عن الهامش والمساحة المتروكة للتنفيس ، وحيث ان الاتفاق قد تم والعقد ابرم بتوقيع جميع الاطراف تبقى الاراء ووجهات النظر المؤيدة او المعارضة تستهلك لغرض التنفيس



مايدور في الرياض من مشاورات محاطة بسياج من التكتم العام وراسموا خارطة الحل النهائي يستخدمون القلم الرصاص ليتمكنوا من مسح اي ميلان في الخطوط العامة حال ظهور يقظة من الطرف الذي تعدى الميلان على مساحته في الخارطة ويتم مراضاته بدرجات تدريجية لتصحيح الميلان في مساحته وهكذا يتم خلف الكواليس استخدام اساليب الثعلب حينا والقرش حينا آخر تفاديا للجؤ احد الاطراف الى اسلوب انسحاب السلحفاة.



هناك طرفان فاعلان بهما سينجز الاتفاق وبهما سيتعثر ويخرج بكارثة قد تفجر مالم يتم تفجيره بعد في الحرب الباردة خلال السنوات الثمان الماضية ، فطرفا الصراع الاكبر والاخطر هما من سيمهدا طريق الحل النهائي للازمة اليمنية طرف الحوثيين هو الطرف الاول القابض بيده على الزناد ملوحا بالعودة الى الحرب وبشكل اعنف لم تستعرضه مليشياته خلال السنوات الثمان الماضية وطرف الجنوبيين ممثلا بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي ترقت قواته العسكرية وصارت رقما من الارقام الحسابية في امور الحرب والسلام ولا يستهان بها ولن تخسر اكثر مما خسرته طيلة العقود الثلاثة الماضية ، لذا سيقف التفاوض النهائي امام الطرفين وموقف كل طرف من الآخر ، فلا يمكن ان يقبل المجلس الانتقالي وخلفه شعب الجنوب بالعودة الى النقاط الثلاث للحل السياسي المفروض في بداية الحرب والمتمثل بمخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرار مجلس الامن 2216 ، وخاصة بعد تحقيق فارق القدرات الشعبية العسكرية والامنية والاستخبارية فجنوب ٢٠٢٣م ليس كجنوب ٢٠١٥م فتمدد الحوثي في الجنوب ووصوله الى المعاشيق وهو يدك الحواجز الهشة من العند حتى المعاشيق في ٢٠١٥م ويحصد في طريقه كل مقاومة يواجهها آنذاك ، اليوم اختلف الوضع بغض النظر عن دعم التحالف من عدمه فالقوة العسكرية الذاتية الجنوبية الى جانب الارادة الاصلب والفداء الاسطوري لدى المقاومة الجنوبية المسلحة تمتلك جيشا بقيالق متخصصة ومتدربة خبرت امور القتال ووصل صداها وصوت صهيلها حصون الحوثيين وقلاعهم التي دكتها تلك القوة في شبوة ولحج ويافع والضالع وابين ولهيب نارها لم ينطفئ بعد فلن تكون ثورة الحوثيين وزحفهم نزهة كما كان في السابق فزحفهم اليوم ستأكله اغوار العمالقة والنخب والاحزمة والوية المقاومة الجنوبية البرية والبحرية فالمغامرة خطرة ولا نظن بان الحوثيين يفكرون في خوضها ولعلهم قد قرأوا الدرس جيدا وادركوا حقيقة الموقف واستحالة الزحف نحو الجنوب



لا حل سوا الجلوس بعقل وتقدير الموقف جيدا والتعامل مع الطرف الجنوبي بحجمه الواقعي دون كبر او ازدراء او استنقاص فهو قد يخلط الاوراق ويعدل شوكة ومؤشر الزحف هذه المرة فعلى جميع الاطراف تقدير خطورة الدفع نحو اجبار الجنوبيين على اعتلاء صهوة الحرب دفاعا عن الارادة والحرية والاستقلال كامل السيادة بالقوة والسلاح حينها قد يتفاجأ الوسطاء بان الثمان السنوات الماضية لم تكن سنوات حرب حقيقية امام ما سينتحر الجنوبيون من اجله هذه المرة بحثا عن العزة والكرامة والكبرياء والانتصار لتضحيات الشهداء ودماءهم الزكية.



الجنوبيون في مواجهة الحوثيين وجها لوجه ورأسا برأس جنوب في وجه اليمن بكل قواها السياسية والدبلوماسية والعسكرية فاما انتصارا لتضحيات شهداء الجنوب وانتزاع حق الشعب بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة او اللحاق بدرب الشهداء في مواجهة الاستكبار والغرور والتجرد من الانسانية



*- جمال مسعود علي