كثير من أئمة المساجد فى عصرنا يرفعون اصواتهم عبر الميكروفونات فى الصلوات فهل هذا يتفق مع الدين الذين يمثلونه ؟
فى قانون الله ان امتحان الامام ومسؤليته تجاه دينه اكبر واعظم من مسؤلية الاخرين. اذ لايستوى امام فى مسجد وبائع فى شارع
اما عن رفع الصلوات بالميكروفون فذلك مخالف لقول الله عز وجل {﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدۡعُواْ ٱلرَّحۡمَٰنَۖ أَيّٗا مَّا تَدۡعُواْ فَلَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَلَا تَجۡهَرۡ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتۡ بِهَا وَٱبۡتَغِ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلٗا ١١٠ ﴾ [الإسراء: 110].
والدعاء دعاء ثناء ودعاء مسالة فقراءة القران دعاء ثناء والطلب بعد ذلك دعاء مسالة ومعنى لاتجهر بصلاتك ولاتخافت بها اى لاتجهر بقراءتك فى الصلاة جهرا يزيد عن حاجة المامومين ولاتخافت بها بحيث انك لاتسمعهم وانما العدل الذى هو اساس الوسطية ان تعطيهم من صوتك مايسمعهم وليس مايزعجهم والا تخافت فتمنعهم من وصول صوتك اليهم
وفى الحديث الذى رواه البخارى وغيره عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ
كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَكُنَّا إِذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا فَقَالَ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا قَرِيبًا ومعنى انهم فى سفر يعنى مكان مفتوح يكاد يكون بعيدا عن المجتمعات العمرانية ومع ذلك يؤدبهم رسول الله ويعلمهم الا يكلفوا انفسهم والا يرفعوا اصواتهم، فما بالك بامام فى مجتمع عمرانى او فى قرية يرفع صوت ميكروفوناته حتى ان صوت ميكرفونه يدخل على المصلين الاخرين فى المساجد الاخرى فيرتكب مع المخالفة مخالفة اخرى فقد روى أحمد من حديث عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة، فقال: إن المصلي يناجي ربه عز وجل فلينظر بم يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن.
ومع بيان الله والتطبيق العملى لسنة رسول الله الا ان هؤلاء المشايخ مصممون على ماهم عليه حتى ان وزارة الاوقاف منعتهم من فعل ذلك ومع هذا يخالفون ونحن نسائلهم: هل ماتفعله موافق للكتاب والسنة ام موافق للرياء والسمعة؟
ومادام مصممين على مايفعلون، فلا تعتب على من يزعج منطقته اذا اراد ان يزوج احدا عنده ولاتعتب على بائع يحدث ضجيجا بميكروفونه لينادى على سلعته طالما قد غابت الاسوة والقدوة، ولعل من سبب ازدياد تلك الظاهرة ان من يمارسون ذلك لايجدون رادعا من قانون، وكما قال ابن المقفع "من أمن العقاب اساء الادب"
*- الشيخ طارق نصر القاهرة