سقوط ا لأقنعة وتبين العدو من الصديق!!

2023-10-30 08:26

 

ارتفع الستار وسقطت الأقنعة واتضحت المواقف ولطالما تشدقت طويلاً بنصرة المظلوم والتمسك بالحق والقيم والمبادئ والانحياز الدائم للحق وما إلى هنالك من الشعارات البراقة ولست هنا بصدد تفنيد تلك المواقف ولا كيف ظهرت على حقيقتها فذلك أتركه للتاريخ وفطنة القارئ الكريم.

هي حرب تستر المصطفون وراءها خلف أقنعة وأسباب وذرائع هي أقبح من الذنب وأوهى من بيت العنكبوت، تأتي أمريكا بقضها وقضيضها، وتحشد أساطيلها وأكبر حاملات طائراتها وسفنها ومستشاريها وجنرالاتها واستخباراتها وأقمارها التجسسية وجسر لا ينقطع من الذخائر والصواريخ والمسيرات وقوات النخبة والطيارين والجنود والمرتزقة وسيل منهمر من الأموال والمساعدات المختلفة، وزيارات متتالية للمسؤولين الأمريكيين ابتداءً من بايدن  ووزير الخارجية ووزير الدفاع وقائد الأركان وجنرالات الجيوش، ولم تفوِّت بريطانيا الفرصة ودخلت المزاد فجاءت بسلاحها وسفنها وطائراتها المقاتلة ورئيس وزرائها، وفرنسا جلبت أسلحتها وطائرات مسيرة وجاء رئيسها مساندا ومعانقا المهزوم نتنياهو، وألمانيا  جاء رئيسها الذي شاهدناه منبطحًا في مطار بن جوريون لمجرد سماعه لصافرات الإنذار مُعزِّيًا الصهاينة في مصابهم الجلل ويواسيهم فيما حلَّ بساحتهم من خراب ، بالإضافة إلى دعم سياسي غير مسبوق من حلف شمال الأطلسي  وسبعة أجهزة مخابرات عالمية ودول أخرى كثيرة وعديدة وما خفي كان أعظم بكثير.

فيا أيها الغرب وقائدتكم أمريكا الآثمة، نقول لكم أما تخجلون من أنفسكم ولا تستحون من شعوبكم ولا تحسبون للتاريخ كيف سيوصمكم وبأي وصف سيصفكم ؟!!

 أو كل هذه الحشود الهائلة التي لم تشهد المنطقة مثيلا لها من أجل إرهاب فئة قليلة من المواطنين العزل، يتمركزون في مساحة صغيرة من الأرض لا تتعدى 365 كم2.

أكثر من عشرين يوما مرت على هذا العدوان ومعكم هذه الحشود والجيوش الجرارة وهذا القصف الهمجي جوا وبرا وبحرا وهذه القنابل وأشد الأسلحة فتكا وتدميرا ولم تتجرأوا على الدخول إلى غزة المحاصرة منذ عام 1967م. وكلما حاولت فرقة منكم التقدم أمتارا قليلة فإذا هم بين قتيل وجريح وأسير حتى لم تجد ربيبتكم في غزة إلا المدنيين العزل والشيوخ والأطفال الرضع لتقصفهم وتدك مساكنهم وخيامهم على ساكنيها؟ أما تستحون من أنفسكم ولا تخجلون من شعوبكم؟ أضاقت الدنيا عليكم بما رحبت فنفستم عن حقدكم بقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والعمارات على رؤوس ساكنيها ومراكز الإيواء؟ وقطعتم الماء والكهرباء والدواء والغذاء، شاهت وجوهكم وخابت ظنونكم فالضربة كانت قاضية فقطعانكم خائفة مرتعدة وغاضبة من هول ما حدث وجنودكم فرائصهم مرتعدة، وقادتهم للنزال كارهون وما النصر الا من عند الله وهو صاحب الوعد المبين والشأن العظيم.   

د . علوي عمر بن فريد