ضابط سعودي: لماذا لا يتحدث الرئيس البيض لشباب الجنوب عن مخزونه من التجارب والأخطاء

علي سالم البيض آخر رئيس لليمن الجنوبي

*- "شبوة برس" - الرياض

لماذا لا يُطل عبر شبكات التواصل الإجتماعي على أهل أرضه، بعيداً عن السياسة والرسمية الشكلية لينقل للشباب الجنوبي بشفافية ومصداقية بمفهومهم المحلي تلك التجارب والأحداث المريرة التي عايشها قبل وبعد الوحدة.. وسيفهمون منه كأحد آباءهم مالم يسمعوه من غيره، سيأخذون من فم وعيون من صنع أحداث قبل سنوات في  بلادهم أو شارك بذلك، والنتيجة المرجوّة هي أن يقف هذا الشباب مع نفسه ووطنه وتعليمه واستبعاد كل ما يُدلسه عليه أعداءه وبعض من حوله من خلال جهاز هاتفه الذي لايفارقه. حيدر أبو بكر العطاس ظهر على العربية يوماً مع طاهر بركه وتحدث عن نفسه ولم يقول مفيداً للمستقبل، وبعجلته يقاطع المذيع فشوش على المتلقي.!.

الرئيس البيض إذا كانت ظروفه تسمح، فلديه مخزون كبير من المعلومات والمواقف والأخطأ ومحاولات تصحيح تلك الأخطأ، والألم والعِبر والأسرار، وكل هذه يحتاجها ملايين الشباب الجنوبيين لعدم تكرارها والتعلم منها، وعدم الوقوع فريسةً لما يُوجه لهم عنوةً لمسح طموحهم والغاء مستقبلهم وتشتيتهم في أمواج الغياب.

لماذا لا تؤخذ العبرة من كبار الساسة الليبيين السابقين الأحياء الذين تركوا شباب ليبيا مابعد القذافي لكل من أراد أن يختطف عقولهم ويمسح تاريخهم الإجتماعي والثقافي العربي القريب ويأخذهم في إتجاهات ومسارات ضد مستقبلهم وترابهم أو يؤدلجهم بما يصعب تخليصهم منه ليصبح ولاء بعضهم لتيارات تخطيطها خطير وبعيد الأفق!.. بعض هؤلاء السابقين لايزال يخرج يدافع عن مرحلة القذافي!، ولا يهمه غير ذلك!.

لماذا يتميز السياسي السابق بالجمهوريات العربية بالأنانية والحسابات الخاطئة، بعضهم يريد أن لا يصلح حال شيء يساعد مجتمعه بعد زوال حكمه، وبعضهم لا يرغب أن يتم تغيير أو تصحيح ماتسبب هو به على شعبه او بلاده من كوارث؟!. ولا أظن الرئيس البيض ضمن أولئك النرجسيين والمنتقمين، كلامه عقلاني وواقعي، لكنه يُلزمه ومن حوله بتلخيص الأخطأ السياسية والإدارية والفردية وسوء تقدير أي موقف طوال حياتهم السياسية، ثم طرحها بشكل مهني كمحتوى محلي صادق وأمين وبسيط الطرح ليساعد شباب شعبهم الذي يتلقى معلوماته من جهات معادية وقد يبني مواقفه الوطنية على مايريده له أعداءه..

الصمت وتجاهل مفاعيل ثقافة الغث الإعلامي بشتى وسائله يجعل الشعوب تنقاد خلف أعداءها كما فعل إعلام محور المقاومة "محور الشر" بالعراق وسوريا ولبنان وماتحت سطح قطاع غزة. الرئيس السوري بشار، لم يتجاهل بل تعمد أيرنة دين وثقافة شعبه إنتقاماً منه ومن العرب فكانت الحرب الأهلية ثم مجيء الإيراني ليحرس رئاسة دمشق ويوجهها كأقلية تحكم دمشق ضمن كانتونات سوريا اليوم!. 

الجنوب يحتاج توحيد رأي ومجتمع، وتعليم أبناءه بأعلى المستويات ومحاربة المخدرات والتيارات الفكرية والعنصرية المحلية، إضمنوا هذه لأنفسكم وسيكون مستقبلكم كاملاً بأيديكم، لكن ليس غداً. بل بعد غدا، لأن هدم ساعة يحتاج بناء دهر..

المسؤولين الجنوبيين السابقين يتحملون الكثير مما حدث لبلادهم وعليهم وهم في أعمار متقدمة لم تعد راغبة للحكم أن يساعدوا من أوروثوهم هذا الواقع الصعب.. وليس المطلوب نشر الذكريات واستعراض النجاحات، بل المطلوب طرح المساوئ وأسباب الهزائم وكيف كانت تتخذ القرارات المصيرية وادارة المجتمع.... ويبقى الهدف أن يتوحد رأي الشباب الجنوبي نحو تطوير محافظاتهم ومناطقهم وجامعاتهم وعروبتهم وبناء وطنيتهم وولاءهم لأرضهم بعيداً عن التحزبات السياسية والمناطقية بشكل لا يوقعهم في حُفر شيعة الإخوان وشيعة إيران وحبائل منظمات العيش في ظلام الإنفاق والإنشقاق تحت الأرض وإحراق أهليهم من فوقها. ولكي يحول ذلك دون حشو رؤوسهم بثقافة ليست لهم ولا تمت لمجتمعهم الجنوبي الواحد بصلة.

مثلاً، حزب المخدرات اللبناني "حزب الله" وعصائب الباطل والحوثي أو شيعة الشوارع بصعدة "مُسمى إيراني خاص بفرع اليمن" كل هؤلاء يعملون لتخريب أي مكان عربي يحدث به فراغ وطني سياسي أو تقوم عليه حرب محلية أو يوجد به ضعف مؤسسي، والمشكلة أن هؤلاء المتخلفين ينجحون في مخاطبة عقول الأتباع وإقناعهم بتدمير أوطانهم لمصلحة الأجنبي!.

بسيطة اطرحوا تجاربكم ومواقفكم وقراراتكم الخاطئة السابقة ليتعلم منها قادة المرحلة وشباب وطنكم .. والتاريخ سيشهد لكم بالموضوعية والحرص على من بعدكم..

#عدن_العاصمة #الجنوب #علي_سالم_البيض

*- عبدالله غانم القحطاني – لواء سعودي متقاعد