من المؤلم للانسان أن يموت على أيدي من يقاتل من أجلهم

2024-01-19 19:15
من المؤلم للانسان أن يموت على أيدي من يقاتل من أجلهم
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

"مما يؤلم الانسان هو أن يموت على أيدي من يقاتل من أجلهم – الطبيب الثائر "تشي جيفارا"

 

الاستعمار واستغلال الشعوب

*- شبوة برس- د. علوي عمر بن فريد

1- كولومبوس وخسوف القمر

في أحد الأيام أثناء رحلته الى أمريكا هدّد الرحالة الإيطالي " كريستوفر كولومبوس "السكان الأصليين من الهنود الحمر بأنه سيسرق القمر منهم إذا لم يمنحوه الطعام والتموين الذي يكفي طاقمه للبقاء على قيد الحياة... آنذاك لم يصدّق الهنود الحمر أن كولومبوس قادر على تنفيذ تهديده .. وكان الفلكيون الذين رافقوا كولومبوس قد أعلموه أن خسوفاً كاملاً سيحصل .. لما غاب القمر بالفعل جاء الهنود يتوسّلون كولومبوس لإعادته إليهم.. بعد أن تعهّدوا بتنفيذ جميع أوامره حرفياً.. وفي الليلة التالية عاد القمر مكتملاً معتقدين بأن كولومبوس هو من قام بإعادته إليهم..

العبرة :

منذ حصول تلك الحادثة ربح الهنود الحمر طقوسهم الاحتفالية بالقمر .. ولكنهم خسروا قارة كاملة بثرواتها العملاقة .

الجهل هو السلاح الأقوى الذي استخدمه الغرباء في محاربة الأوطان حتى تحققت مطالبهم .. وما زال هذا السلاح يستخدم حتى زماننا هذا !!

واليوم يحاول المستعمرون من جديد فرض الهيمنة السياسية و الاقتصادية من خلال نهب الثروات  الطبيعية الهائلة التي وهبنا الله تعالى بها في الوطن العربي وقد كان من قبل مركز النور والحضارة في العالم فأصبح اليوم أكثر من 30 دولة وفرضوا على دوله المتفرقة الوصاية المبطنة والهيمنة في  كل وقت وحين والويل لمن يخرج عن  طاعتهم فسرعان ما يشنون عليه الحروب المتناسلة من كل حدب وصوب ويدمرونه كما فعلوا في فلسطين  ويفعلون اليوم في العراق وسوريا ولبنان واليمن !!

 

2- هل يستحقون أن نموت من أجلهم ؟!

قال الثائر تشي جيفارا هذه العبارة قبل أن يعدم !!

مما يؤلم الانسان هو ان يموت على ايدي من يقاتل من اجلهم !!

في تقرير نشرته صحيفة " لوبوان" الفرنسية " عن الثائر الأممي تشي جيفارا وعددا قليلا من رفاقه من جيش التحرير الوطني كانوا يحاولون إشعال الثورة في بوليفيا عام 1967م قد أصيبوا بالأمراض وجوعوا وتعقبهم الجيش وتخلى عنهم كاسترو ولم ينجحوا في إيقاظ الوعي الثوري لدى الفلاحين البوليفيين

وعند الفجر، أحاط ألفا جندي بوليفي بالمعسكر الكوبي في الوادي الذي كان يقيم فيه جيفارا ورفاقه، حينها قال تشي لرفاقه: "لا أعرف لماذا، لكنني أعتقد أننا وصلنا إلى المعركة الأخيرة". وبعد 3 ساعات من القتال، مزقت رصاصة أولى ساق تشي، ثم حطمت ثانية بندقيته وقال قبل أن يتم قتله قال

كلمته المشهورة :

"مما يؤلم الانسان هو أن يموت على أيدي من يقاتل من أجلهم "

 

3- الهيمنة الأوربية على أفريقيا

ورغم أن دول إفريقيا تعد من أغنى الدول من حيث الموارد الطبيعية كالنفط والغاز، تبقى المنطقة أكثر فقرا من حيث التطور والتنمية، فإفريقيا وإن كانت قد تخلصت من الاستعمار، إلا أنها ظلت تعيش حالة من التبعية والارتهان للدول الأوربية. رغم أن هذه الأخيرة وعلى رأسها فرنسا ما فتئت تعمل على تغذية الاشتباكات والنزاعات الإثنية والطائفية والحروب الأهلية والقبلية، وإشعال فتيل الصراع على الأراضي والمياه والثروات الطبيعية في كل مكان من القارة الأفريقية.

مما يحوّلها الى قارة مشتعلة بسبب غياب الاستقرار. وهذا يضاعف من مشاكلها الاقتصادية والتنموية عموما. وتكفي الإشارة أنه من بين 53 دولة إفريقية، توجد 23 دولة منها تعتبر وفق التقارير الدولية في موضوع التنمية من أكثر دول العالم فقرا. وأزيد من 60 في المائة من بين 800 مليون إفريقي يعيشون حالة أدنى من مستوى الفقر المعتمد عالميا من المؤسسات التنموية.

إن الحديث عن استغلال الإمكانيات الإفريقية في تحقيق تنمية قارية، يقتضي البحث والخوض في معوقات هذه التنمية، لتحديد متطلبات الإقلاع التنموي. بهدف البحث عن الحلول الكفيلة للخروج من هذه المعوقات. ومن أبرز هذه الحلول القيام بالثورة على الوصاية الأوربية على الدول الإفريقية، وهذا لن يتم إلا باللجوء إلى تبني الديموقراطية وتفادي الأنظمة الاستبدادية الشمولية المتحكمة في الدول الإفريقية، التي تتغذى وتتقوى من الدعم الأوربي شكلا ومضمونا، كما هو الشأن لفرنسا في تجارب متعددة مع دول إفريقيا.

د. علوي عمر بن فريد