الأمة العربية تعيش حالة حرب.. والدنيا تشهد ولادة عالم متعدد الأقطاب

2024-02-03 06:29
الأمة العربية تعيش حالة حرب.. والدنيا تشهد ولادة عالم متعدد الأقطاب
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

قد لا أكون أضفت جديداً تحت هذا العنوان، فبداية تغيير العالم العربي ليست وليدة اليوم في الفكر الأمريكي والغربي بل تعود لحرب أكتوبر من عام 1973حينما قطعت الدول العربية المصدرة للنفط البترول عن الدول الداعمة لإسرائيل، حينها وضع كيسنجر والقادة الأمريكان خططهم لتقسيم الأمة العربية إلى دول كانتونية يسهل السيطرة عليها وتوجيهها.

 

ولعل البداية عام 1980 بعد إستقلال دول الخليح بأقل من عشر سنوات، فكانت الحرب العراقية الإيرانية بداية الشؤوم على الأمة العربية، فخرج الجيش العراقي منهكاً والدولة العراقية مديونية، ليدخل في حرب أخرى بغزو الكويت أغسطس 1990 التي كانت بداية النهاية لتدمير العراق والأمة العربية، فالغزو الأمريكي للعراق 2003 كان بداية التدخل الفارسي في شؤون العراق والأمة العربية وبتوافق أمريكي بريطاني.

 

ولعل خطاب أوباما في جامعة القاهرة 2009 حول العلاقة بين الإسلام والغرب بداية الشؤوم لما جاء بعدها من تدخل غربي سافر لإسقاط الأنظمة العربية من خلال ما سمي بالربيع العربي الذي بدأ بنهاية 2010 وبداية 2011، وأسقط أنظمة عربية في تونس وليبيا ومصر واليمن، وكان الدور القادم لإسقاط الأنظمة الخليجية من خلال عملاء الغرب الإسلام السياسي.

 

ولكن مصر قد تمرض، ولكنها تفوق من كبوتها، فهي أرض الكنانة، وذكرها الله في قرآنه، وقال عنها رسولنا الكريم جيشها في رباط إلى يوم القيامة، مصر نشرت الإسلام وتعاليمه في كل بقاع الدنيا، وحاربت التتار عن الأمة العربية، لذلك ليس غريباً أن ترفض مصر هذا المخطط لإجهاض دورها الحضاري، فكانت ثورة 30 يوليو 2013 رفضا لمشروع تقسيم الأمة العربية.

 

لكن مخططات الغرب لا تنتهي هنا فكان إجتماع أوباما بقادة دول الخليج في كامب ديفيد مايو 2015 ، بداية لتخلي أمريكا عن المنطقة وإطلاق يد إيران للعبث بشؤونها ، ولم يمضي عام حتى تم رفع أسم إيران من العقوبات الدولية في يناير 2016 .

 

ومنذ تلك الفترة وحتى اليوم المحاولات الأمريكية والغربية لإجهاض أي تقارب عربي لإصلاح الوضع بعد أحداث الربيع المشؤوم في 2011 لا زالت مستمرة.

 

ما يجري في البحر الأحمر اليوم على سبيل المثال حصار واضح لمصر من خلال قناة السويس الشريان الحيوي للإقتصاد المصري، فما يجري في باب المندب ليس عبثاً بل مخطط غربي إيراني لمحاصرة مصر بعد رفضها تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية ودفاعها عن الوجود الفلسطيني.

 

وما يجري في غزة، والتقدم الروسي في أوكرانيا وتخلي الغرب عن الدعم المستمر لأوكرانيا، وبداية الصراع الصيني الأمريكي حول تايوان، ما هي إلا بداية لأفول عالم القطب الواحد وحرب أمريكية صينية قادمة، تنتهي بعالم متعدد الأقطاب.

 

فأين نحن العرب مما يجري، في إعتقادي أن مصر والسعودية والإمارات والأردن هذه الدول ستكون طوق النجاة لهذه الأمة، وتقرير مصيرها في هذا العالم الجديد.

 

د. خالد القاسمي