الأرض تقاتل مع أهلها!!

2024-03-09 12:06

 

كل أرض تهد مع أهلها !!

  • طوال 75 سنة، تباهت إسرائيل، بِقيَمها الحضارية الغربية وديمقراطيتها اليهودية، الناشئة على تهجير 70% من الشعب الفلسطيني، واحتلال أرضه، وتدمير نحو 500 مدينة وبلدة وقرية فلسطينية، وقد مُنحت إسرائيل حَصَانة غربية، واكتسبت رهبة وخشية في نفوس أعدائها، وصنعت من نفسها قلعة من الردع القاتل بالقوة العسكرية بعدما هزمت الدول العربية التي جابهتها في النكبة والنكسة، فتحولتا؛ أي النكبة والنكسة، إلى رمز من رموز الهزيمة والألم والاغتراب والقهر الوطني والقومي.

 

  • طوال 5 أشهر شكّلت المقاومة الفلسطينية استنزافًا معنويًا وسياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا له بمقتل نحو 590 جنديًا وضابطًا، وإصابة نحو 3 آلاف منهم، حسب إعلان الاحتلال، ناهيك عن عشرات الآلاف من المرضى النفسيين، وهجرة نحو 800 ألف إسرائيلي خلال العدوان على غزة الذي ما زال مستمرًا بلا سقف زمني ،وصدق المثل القائل : (الأرض تهد مع أهلها )

 

 

  • الاحتلال الذي يحظى بدعم غربي حرّكت جرائمه وبشاعة مجازره شعوب العالم من اليابان إلى كندا، ودفعت الطيار الأميركي آرون بوشنل إلى إشعال النار في جسده أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن؛ احتجاجًا على المجازر ورفضًا للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل المحتلة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بدعم مباشر ومفتوح من إدارة الرئيس بايدن، واعتراضًا منه على قتل الإنسان ظلمًا بغض النظر عن دينه وعرقه ولونه، ما يعيد الذاكرة إلى حادثة بوعزيزي التونسي الذي أشعل بجسده نار الثورة قبل عقد من الزمن اعتراضًا على الظلم والاستبداد، في مقاربة جمعت بين رفض الاحتلال ورفض الاستبداد.تتقدّم الرمزيات والنماذج لتكون وقودًا ملهمًا للشعوب وحراكها؛ طلبًا لإنسانية الإنسان وحريّته وكرامته.

 

 

  • إن غزّة والأقصى والسابع من أكتوبر/تشرين الأول وما تلاها من صمود أسطوري في مواجهة الاحتلال، تجاوزت برمزيتها حدود الاغتيال المعنوي في العقل العربي، لأنها أصبحت فكرة ناضجة المعالم، معبّرة عن مكنونات النفس العربية التوّاقة إلى الحرية بطعم النصر المفقود.
  • الشعوب لن تخطئ في قراءتها لما يجري في فلسطين كشكل من أشكال الثورة والتمرّد الناجح على الاحتلال والظلم والاستبداد، رغم حجم الضريبة الباهظة والكارثة الإنسانية اللتين صنعهما ويصنعهما الاحتلال منذ نشأته !!

د . علوي عمر بن فريد