الحكمة من ذكر الموت قبل التكليف بالصيام:

*- شبوة برس – الشيخ طارق نصر

الناظر فى كتاب الله تعالى يرى الحكمة فى تناسق الايات وتناسب السور، وحينما ننظر فى ايات الصيام نجد ان الحق سبحانه قبل ان يكلفنا بالصيام قال{كُتِبَ عَلَيۡكُمۡ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ إِن تَرَكَ خَيۡرًا ٱلۡوَصِيَّةُ لِلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُتَّقِينَ ١٨٠ فَمَنۢ بَدَّلَهُۥ بَعۡدَ مَا سَمِعَهُۥ فَإِنَّمَآ إِثۡمُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ ١٨١ فَمَنۡ خَافَ مِن مُّوصٖ جَنَفًا أَوۡ إِثۡمٗا فَأَصۡلَحَ بَيۡنَهُمۡ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ١٨٢ البقرة} بعدها مباشرة{ ياايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام..}

ومن الحكمة التى تراءت لى فى ذلك ان المتتبع للايات التى ذكر فيها الموت يجد انه يأتى مقرونا بالصبر والابتلاء والاختبار والامتحان ومن امثلة ذلك{ وَلَا تَقُولُواْ لِمَن ‌يُقۡتَلُ ‌فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتُۢۚ بَلۡ أَحۡيَآءٞ وَلَٰكِن لَّا تَشۡعُرُونَ ١٥٤ وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ١٥٥ البقرة} وكقوله{ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ ‌لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفُورُ ٢ الملك}

فلما كان الصيام مقتضيا للصبر وفى الحديث الصوم نصف الصبر كان من الحكمة ذكر الموت قبله؛ وهو فى نفس الوقت امتحان وابتلاء واختبار لكل ذلك ناسب ان يذكر الله عز وجل الموت قبل ان يكلفنا بالصيام؛ فمن ذكر الساعة التى لابد منها حيث يفقد الانسان كل شهواته كرها هان عليه ان يترك شهوتى البطن والفرج طوعا لله سبحانه وتعالى؛ ليجد ثمرة ذلك وقت لقائه بالله عز وجل، لكن الذين كل همهم اللهث وراء مطالب الدنيا يصعب عليهم ان يقوموا بتلك الطاعة المباركة